أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - ليكن دور الشبيبة والطلبة في وثبة كانون محفزا لهم اليوم لقبر معاهدات ومواثيق الهيمنة الامريكية















المزيد.....

ليكن دور الشبيبة والطلبة في وثبة كانون محفزا لهم اليوم لقبر معاهدات ومواثيق الهيمنة الامريكية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 10:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الهب الطلبة وعموم الشبيبة مشاعر الجماهير واحرجوا القوى السياسية في جميع معارك شعبنا الثورية ضد الهيمنة البريطانية ومن ثم الامريكية طيلة القرن الماضي . فقد كانت مظاهراتهم واحتجاجاتهم وما يرفعونه من شعارات تربط بين مطالبهم الانية وبين تحرير الوطن من الهيمنة الامبريالية تنور الجماهير وتحفز طاقاتهم للنضال ، فضلا عن تأثير ما يتعرضون له من عنف وتضحيات على يد الانظمة الرجعية والتابعة. فالشبيبة والطلبة هم حملة السليقة الثورية لكل شعب قبل ان تتمكن وقائع الحياة التي يجهد اعداء البشرية وادواتهم تعقيدها، لقتل هذه السليقة او على الاقل تشويهها. فكثيرا ما عبر مراقبون سياسيون عن تعجبهم من المشاعر الوطنية الجياشة لشبيبة عراقيين ولدوا وتربوا خارج الوطن ولم تطأ اقدامهم ارضه ولم يتمتعوا بسمائه وجمال سهوله وجباله ولا بعذوبه مائه وجريان انهاره!! والشبيبة ولاسيما الطلبة بعقولهم المتفتحة للعلم والمعرفة تستطيع ان تقاوم كل وسائل التضليل التي تتفنن الدوائر الامبريالية واجهزتها الايديولوجية على بثها على نطاق عالمي لخلق راي عام عالمي يخدم اهدافها، باعتبارها القوة التي لا تقهر واخيرا نهاية التاريخ وليس امام البشرية أي خيار اخر. وخلق اعداء تدربهم وتدعمهم وتحميهم ، كالاقطاع و الارهاب لابعاد التركيز ضدها، بل وايهام الفئات المضللة على النطاق العالمي والمحلي، بالتعاون معها على مقاومة هؤلاء الاعداء الثانويين كما تعمل قوات الاحتلال اليوم في العراق وتشكيلها مجالس الصحوة من شيوخ العشائر وتحويل افراد عشائرهم الى مرتزقة توجههم قوات الاحتلال لخوض المعارك المفتعلة مع القاعدة، الاداة الارهابية التي جندتها ودربتها ومولتها ، والمعارك الحقيقية ضد بعضهم ولاسيما ضد كل من يرفض الاحتلال. كما قاوم الطلبة باسلحتهم العلمية ووعيهم الوطني كل وسائل الهيمنة البريطانية لتفريق صفوف الشعب وصفوفهم من مفاهيم دينية متطرفة وتفرقة قومية او طائفية او سياسية. فكانت اتحاداتهم منظمات وطنية ديموقراطية تضم جميع الطلبة على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والسياسية وتوحدهم في النضال من اجل تحقيق مطالبهم الانية وتحرير الوطن.ولنا من دور الطلبة والشبيبة في وثبة كانون تجربة رائدة ومثالا يحتذى لطلبتنا اليوم لاسيما وشعبنا يمر بتجربة اقسى بما لايقاس عن تلك التجربة وتهدد بمستقبل احلك بما لايقاس عما كان يخطط له حينها.
"لم يستكن شعبنا يوما للاحتلال بكل اشكاله المباشرة وغير المباشرة وشهد منذ عشرينات القرن الماضي نضالات جماهيرية عمالية وطلابية كبيرة حققت فيها انتصارات عمقت وعيها الطبقي والوطني ورسخت وحدتها واظهرت دورها الطليعي في الحركة الوطنية . فارتعب الاستعمار والرجعية من هذا التصاعد الثوري وعمل بكل الوسائل على صده واحكام الهيمنة عليه بربطه بسلاسل امتن من معاهدة 1930 بالاستعمار البريطاني والامبريالية العالمية واهدافها العدوانية ضد المعسكر الاشتراكي وحركة التحرر العالمية عامة والعربية خاصة. واوغل بنهب ثرواتنا النفطية وافقار الشعب وتجهيله واستفحال مختلف الامراض التي عكستها تقارير المنظمات الدولية تحت عنوان "اغنى بلد وافقر شعب " كما اوغل النظام الملكي العميل في اضطهاد الاحزاب الوطنية وعطل حزب الشعب والاتحاد الوطني وعصبة مكافحة الصهيونية التي اسسها الحزب الشيوعي العراقي السري واعدم اربعة من الضباط الاكراد الذين التحقوا بالحركة التحررية الكردية في بارزان وزور الانتخابات وقمع الحريات وعطل الصحف الوطنية" .
وهكذا توهم الامبرياليون كما يتوهمون اليوم وبعد ان اذاقوا شعبنا من القهر والابادة اضعاف ما عاناه في الاربعينات ان الامر قد استتب لهم. فبدأ المفاوضات في بغداد الوصي انذاك، ومع المالكي اليوم. وتسربت الى الجماهير والقوى الوطنية الخطوط العريضة لها تماما كما تسربت الخطوط العريضة للاتفاقيات الدائمة التي تسعى قوات الاحتلال لتكبيل شعبنا بها لعشرات السنين المقبلة. واحتوت على نفس الاساليب المخادعة لتمرير قيود افضع من السابقة ومثال على ذلك اعتبار معاهدة بورتسموث قاعدتي الحبانية والشعيبة البريطانيتين "ملكا للحكومة العراقي" وتدار من قبل "مجلس دفاع مشترك" بين الطرفين والزام العراق بالوقوف الى جانب حليفته في أي نزاع تدخل فيه وان يصرف العراق من حسابه الخاص على القواعد والمنشآت العسكرية المشتركة"!! تماما كما يدعي بوش ويروج له الاتباع من القوى المنضوية في العملية السياسية من اقصاها الى اقصاها بان الاتفاقيات الدئمة ستحرر العراق من البند السابع ووصاية الامم المتحدة على العراق. في حين تضمن الاتفاقية الجديدة الوصايا الافضع والدئمة للاحتلال الامريكي!!
ادرك الوطنيون على اختلاف ميولهم السياسية وانتماءاتهم القومية والدينية انذاك ولابد ان يدركون اليوم خطر هذه المؤامرة. وعملت القوى الوطنية بجهد مضاعف على توعية وتعبئة الجماهير ضدها وشكلت بمبادرة الحزب الشيوعي آنذاك لجنة التعاون الوطني واصدرت بيانها تحت عنوان " عدم جدارة الحكومة بالاضطلاع بمثل هذه المهمة" كما شكل الطلاب لجنة طلاب الكليات والمعاهد لتنسيق نشاط الطلبة وقررت التظاهر احتجاجا على محاولة تكبيل العراق بقيد جديد في 5/12/1948. قابلت الحكومة المظاهرة بالعنف وعطلت الدراسة في كلية الحقوق واعتقلت العشرات واغلقت الاقسام الداخلية . ورد الطلبة باضراب عام شمل الكليات والمدارس الثانوية وسيروا مظاهراتهم الى بناية البرلمان فقدم لفيف من النواب والاعيان طلب من الحكومة باعادة فتح الكليات واطلاق سراح الطلبة المعتقلين.
ورغم ذلك وقع صالح جبر، كما يوقع المالكي المعاهدات المقيدة لشعبنا كلما شعر باهتزاز كرسيه، في منتصف كانون الثاني المعاهدة التي سميت معاهدة بورتسموث تيمنا باسم الميناء البريطاني الذي تم فيه التوقيع. ومع انتشار الخبر عقدت الاحزاب الوطنية والنقابات العمالية واتحادات الطلبة عشرات الاجتماعات الجماهيرية وقررت لجنة طلاب الكليات والمعاهد اعلان الاضراب المفتوح عن الدراسة والقيام بمظاهرات يومية اعتبارا من 19/12/1948حتى يتم الغاء المعاهدة. ارتعبت الحكومة العميلة من اصرار الشعب الثائر فامرت باطلاق النار على المتظاهرين في العشرين من كانون وسقط اربعة شهداء كان اولهم الطالب الشيوعي شمران علوان وفي صباح اليوم التالي تجمعت وفود الطلبة وعوائل الشهداء لاستلام جثث القتلى فلاحقتهم الشرطة الى داخل المستشفى واطلقت النار عليهم فقتلت شهيدان احدهما من طلبة كلية الصيدلة فاحتج عميد كلية الطب وقدم استقالته مع اساتذة كليتي الطب والصيدلة احتجاجا على خرق حرمة المعاهد العلمية.وتصاعد الغضب الجماهيري وباتت بغداد على فوهة بركان بعد ان اعلنت نقابات العمال الاضراب السياسي في صباح 27/12/1948 حتى الغاء المعاهدة واصبحت بغداد كساحة حرب. فقد احتلت الشرطة مداخل الطرق كما تفعل قوات الاحتلال اليوم بقواتها المشتركة مع القوات العراقية وبجدرانها الكونكريتية العازلة. وانطلقت سياراتها المصفحة تجوب الميادين ونصبت الرشاشات فوق البنايات الشامخة وعلى مآذن الجوامع لارهاب الشعب ولكن الجماهير انطلقت بعزم يهد الجبال . واكدت المرأة العراقية دورها الرائدفي الكفاح والعطاء فاقتحمت جدار نيران الشرطة الذي اغلق جسر الشهداء امام المتظاهرين، وارعبت ببطولتها قوات الشرطة التي ولت هاربة من المتظاهرين وانتصر الشعب. وفي نفس اليوم اضطر رئيس الوزراءعلى تقديم استقالته وشكلت وزارة جديدة اعلنت عن الغاء المعاهدة.
ورغم كل الاختلاف في الظروف العالمية والداخلية ولاسيما حدة الصراع بين شعبنا ومحتليه وتناسب القوى وتطور وسائل واساليب الكفاح، فكلنا ثقة بقدرة شعبنا وطلائعه من الشبيبة والطلبة والعمال على قبر كل المشاريع والقوانين والمواثيق والمعاهدات التي ترمي الى احكام الهيمنة الامريكية على شعبنا واستخدام وطننا منطلقا لمد ودعم هيمنتها على العالم.
"من مؤلف سعاد خيري "من تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق الجزء الاول 1920-1958 "
سعاد خيري في 14/12/2007



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتعظ قادة فصائل العملية السياسية بمصير اقطاب معاهدة بوتسم ...
- الحوار المتمدن في طليعة الكفاح الفكري المعاصر من اجل تحرير ش ...
- لا يخفف انابوليس من ادانة البشرية لجرائم الادارة الامريكية ف ...
- تحرير المرأة من العنف ، رهن بتحرير البشرية من علاقات الانتاج ...
- lمستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم،اسس الكفاح الفكري، ...
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم 3-الكفاح الفكري
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم الجماهير داينموالكفا ...
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم 2- الكفاح الاقتصادي
- مستلزمات كفاحنا الوطني الثلاث بين الامس واليوم
- - مستلزمات كفاحنا الوطني - بين الامس واليوم
- وحدة نضال الشعب العراقي بعربه وكرده ضد الاحتلال ضرورة قصوى ل ...
- ستبقى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى تهدي البشرية وتعزز ثقتها ...
- سيبقى العراق المحتل ساحة لتصفية خلافات الامبريالية الامريكية ...
- رحلت الدكتورة نزيهة الدليمي وستبقى تحيا بتجاربها الرائدة لقر ...
- من اجل صحوة وطنية لتصعيد مقاومةالاحتلال وادواته لتفتيت العرا ...
- التصويت السري في البرلمان والاقرار العلني في كردستان مخططات ...
- تزاحم قوانين احكام احتلال العراق ضرورة لاستعادة موقع القطب ا ...
- قانون غير ملزم لتقسيم العراق يدين الادارة الامريكية بجريمة ت ...
- ليكن22/9/2007يوم اعتصام العراقيين في جميع انحاء العالم تعبير ...
- تصاعد المقاومة الشعبية لقانون النفط يفقد الاحتلال وادوته توا ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - ليكن دور الشبيبة والطلبة في وثبة كانون محفزا لهم اليوم لقبر معاهدات ومواثيق الهيمنة الامريكية