أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعاد خيري - الف تحية للشعب الذي افشل كل وسائل واساليب اعتى اعداء البشرية لتركيعه














المزيد.....

الف تحية للشعب الذي افشل كل وسائل واساليب اعتى اعداء البشرية لتركيعه


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2164 - 2008 / 1 / 18 - 12:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


غمرني الشعب العراقي بعربه وكرده خلال خمسة وعشرين يوما بسعادة ساعيش فيها حتى اعود مرة اخرى الى وطني الحبيب ، الى بغداد !! بغداد كانت وما زالت وستبقى منارة للبشرية.. عشت خلالها معاناة جماهير الشعب ولاسيما اطفاله كما عشت ملاحم بسطاء الناس ولاسيما المرأة العراقية البطلة. اية امثلة رائعة بالتضحية والاخلاص والمحبة والائتلاف!! اية نماذج رائعة في تحدي كل وسائل واساليب الاحتلال وادواتها!! الامر الذي اضطر قوات الاحتلال واداتها الحكومة وجميع وسائل اعلامها تبرير تحدي الجماهير وخروجها الى الشوارع وممارسة ابسط حقوقها بالتمتع بما تبقى من منتزهات وما حرر من شارع ابي نوؤاس، وعودة الحياة الى شوارعها ، بتحسن الوضع الامني !! الذي ما زالت التفجيرات وعمليات الاغتيال والقتل والاختطاف تترى. وبزيادة قواتها التي ما زالت تمارس القصف باحدث الاسلاحة واكبر الطائرات الحربية لمواقع المقاومة وحتى في مطاردة مقاوم واحد غير عابئة بما تلحقه غاراتها الجوية من تهديم للقرى ودفن سكانها تحت انقاضها. والتبجح بقضائها على منظمات القاعدة!! وهي اداتها في اقتراف افضع الجرائم المرعبة، التي ما زالت تعمق الطائفية من خلال توزيع جرائمها والاعلان عنها ، وما زالت مختلف فرق الموت تمارس هجماتها وتقتل العشرات يوميا وترمي جثثهم في الشوارع او في الانهار ، وتكوينها لمجالس الصحوة التي سخرت فيها شيوخ العشائر لتجنيد وتسليح عشائرهم ووضعهم تحت تصرف قوات الاحتلال، فضلا عن تحويل بعضهم الى مليشيات طائفية .
ورغم خمس سنوات من اظلم عصور التاريخ والتي جاءت تتويجا لثلاث عقود من الدكتاتورية، ورغم غياب القيادة السياسية المنظمة ، بدأ شعبنا ، شعب البطولات والامجاد بدأ التحدي والتحرك على النطاق الجماهيري. وفي الطليعة كان عمال النفط في البصرة وعلى مدى اكثر من عام ، أي منذ طرح قوات الاحتلال لمشروع قانون النفط والغاز ، وقيامهم بعدة اضرابات واعتصامات لاحباط هذا القانون . ونهوض خيرة علماء العراق وخبرائه في مجال النفط في فضح الطابع الاجرامي لهذا القانون الذي يشرع هيمنة الشركات الامريكية على ثرواتنا النفطية لعدة عقود وتنظيم اول اعتصام ضد القانون في بغداد . ومن ثم جاء اضراب المعلمين واعتصامهم ومن ثم اضراب واعتصام عمال العراق في وسط بغداد احتجاجا على غلق ونهب معظم معامل القطاع العام في 26/12/2007 والمطالبة باعادة تشغيل هذه المعامل كخطوة اولى من اجل القضاء على البطالة التي تزيد نسبتها عن 50% الامر الذي تجد فيه قوات الاحتلال وسيلة لتحويل العاطلين الى مختلف اشكال المرتزقة التابعين لها ولادواتها . واستطاعت الجماهير ان تستحدث رغم كل وسائل الارهاب واشاعة الرعب من تكوين ابسط اشكال التنظيم الجماهيري المحلي. واحرجت الجماهير بنشاطاتها وتنظيماتها البسيطة الاحزاب السياسية التي استمرأت سياسة المداهنة والتمتع بالكراسي والامتيازات وخداع الجماهير بشعارات الديموقراطية والحرية التي لم تجني منها الجماهير سوى حرية اعدائها في احكام كل وسائل وادوات اضطهادها وحرمانها من كل وسائل العيش الانساني الحضاري. وتحت شعارات اعادة البناء والاعمار الذي لم تشهد البلاد منه سوى تهديم المزيد والمزيد من بناه التحتية ومعالمه التاريخية والحضارية.
عشت مع الجماهير معظم الصعوبات. عشت الظلام الدامس وانقطاع التيار الكهربائي الدائم لايام وتوفره احيانا لساعة واحدة بعد منتصف الليل فتهب ربة البيت من نومها لتستغل هذه الساعة للقيام بما لاتستطيع الطاقة التي تحصل عليها العائلة من حصة في تيار مولدة تشترك فيها عدة عوائل, لقاء مبلغ تنوء به مداخيلهم وعلى حساب معيشتهم. ومن ضمن وسائل التمييز بين مناطق بغداد حرمت حتى من استخدام الانترنيت طيلة بقائي في بغداد. عشت معهم البرد القارس الذي تفوق قسوته عن كل ما عشته من برد في موسكو او في السويد . وكانما حتى الطبيعة تريد ان تختبر ارادة الشعب العراقي ولاول مرة في تاريخ العراق يهطل الثلج في بغداد بهذه الكثافة واذ تمتع البعض بذلك المنظر الرائع حيث تتحدى اشجار الحمضيات بخضرتها الرائعة بياض الثلج، تألمت على اوضاع ملايين العوائل واطفالهم المهاجرين والمهجرين داخل العراق وعلى حدوده من سكنة الخيام . عشت عشرين يوما ومعهم تمتعت ببعض الدفء الذي توفره المدافيء النفطية لبضع ساعات فقط لصعوبة الحصول على النفط وضمن تحصين البيت من تيارات الهواء البارد رغم تشبع البيت بغاز ثاني اوكسيد الكاربون السام . وكان لابد من تكديس الملابس لحماية حرارة الجسم والنوم بكامل الملابس لان اثقل الاغطية لا تحمي الجسم من البرد . اما برودة الماء فتنسي الانسان كل ما تعلمه من قواعد انظافة ولم احصل على حمام دافيء طول اقامتي في بغداد .
ان كل هذه الصعوبات والمعاناة لم تبدد ذرة من تمتعي في التجول في شوارع بغداد القريبة من اقامتي رغم التحذيرات المستمرة ومن تنقلي بين مناطق بغداد باستخدام التاكسي والذي حدت منه ضرورة وجود مرافق لي لانني لااستطيع تبين موقعي وهدفي نتيجة عمري وغربتي الطويلة . فقد حرمت من زيارة مدينة الثورة ومن زيارة شارع المتنبي، ولكنني زرت معظم مناطق بغداد وتمتعت بضفاف دجلة في الاجزاء المتاحة من شارع ابي نؤاس ومن خلال عبوري لجسور بغداد في الانتقال من جانب الى اخر وتمتعت بجماله وشعرت بجريان مياهه في شرايني.
وسابقى اكرر: " عمره خسارة الما يزور بغداد".
سعاد خيري في 16/1/2008



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتكن وحدة نضال معلمي العراق من اجل حقوقهم منطلقا لتصعيد نضال ...
- ليكن دور الشبيبة والطلبة في وثبة كانون محفزا لهم اليوم لقبر ...
- هل يتعظ قادة فصائل العملية السياسية بمصير اقطاب معاهدة بوتسم ...
- الحوار المتمدن في طليعة الكفاح الفكري المعاصر من اجل تحرير ش ...
- لا يخفف انابوليس من ادانة البشرية لجرائم الادارة الامريكية ف ...
- تحرير المرأة من العنف ، رهن بتحرير البشرية من علاقات الانتاج ...
- lمستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم،اسس الكفاح الفكري، ...
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم 3-الكفاح الفكري
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم الجماهير داينموالكفا ...
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم 2- الكفاح الاقتصادي
- مستلزمات كفاحنا الوطني الثلاث بين الامس واليوم
- - مستلزمات كفاحنا الوطني - بين الامس واليوم
- وحدة نضال الشعب العراقي بعربه وكرده ضد الاحتلال ضرورة قصوى ل ...
- ستبقى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى تهدي البشرية وتعزز ثقتها ...
- سيبقى العراق المحتل ساحة لتصفية خلافات الامبريالية الامريكية ...
- رحلت الدكتورة نزيهة الدليمي وستبقى تحيا بتجاربها الرائدة لقر ...
- من اجل صحوة وطنية لتصعيد مقاومةالاحتلال وادواته لتفتيت العرا ...
- التصويت السري في البرلمان والاقرار العلني في كردستان مخططات ...
- تزاحم قوانين احكام احتلال العراق ضرورة لاستعادة موقع القطب ا ...
- قانون غير ملزم لتقسيم العراق يدين الادارة الامريكية بجريمة ت ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعاد خيري - الف تحية للشعب الذي افشل كل وسائل واساليب اعتى اعداء البشرية لتركيعه