أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - الفوضة الخلاقة تهشم الهيمنة الامريكية وتنعش رمم الامبراطوريات العثمانية والفارسية والوهابية














المزيد.....

الفوضة الخلاقة تهشم الهيمنة الامريكية وتنعش رمم الامبراطوريات العثمانية والفارسية والوهابية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقيت الهيمنة على منطقة الشرق الاوسط الحلم العصي تحقيقه على الامبراطوريات الراسمالية بدءا من امبراطورية الاستعمار البريطاني الذي لم تغب الشمس عن مداها، الى الفاشية الالمانية التي تكسرت انيابها على تخومها، وصولا الى الامبريالية الامريكية، بكل ما تملكه من جبروت عسكري وتفوق اقتصادي وهيمنة سياسية . وبكل ما وضعته من خطط استراتيجية خلال ما يزيد عن نصف قرن، بما فيهاخلق دولة اسرائيل في قلب العالم العربي لتدق اسفينا عميقا ضد وحدته، واداة لضرب الانظمة العربية الوطنية وقمع حركاتها التحررية، وفي مقدمتها حركة الشعب الفلسطيني ومقاومته لاحتلال اراضيه واستعباد شعبه. وما طورته من وسائل واساليب لتركيع الانظمة الحاكمة واحكام تبعيتها لها وتسخيرها لاحكام تأخر واستعباد شعوبها ومدها بكل وسائل واساليب قتل شعورها الوطني وكرامتها الانسانية وتدريبها لمختلف اشكال الارهاب وفرق الموت وتطوير كل وسائل واساليب تمزيق وحدة الشعوب كالتعصب الديني والطائفية وصولا الى الفوضى الخلاقة!!
فقد اكملت الادارة الامريكية اليوم مخططها لاطلاق فوضة عارمة في منطقة الشرق الاوسط برمتها لم يسبق لها مثيل بهدف احكام هيمنتها عليها. فالحصار الاقتصادي القاتل في غزة الذي يثير الضمير العالمي يجري وفق مخططات حليفتها الاستراتيجية اسرائيل لقتل مقاومة الشعب الفلسطيني والضمير العربي والعالمي، وانعش الفصائل الاسلامية المتطرفة لاثارة الحرب الاهلية في فلسطين المحتلة . والهجوم التركي على شمال العراق بدعم من القوات الامريكية المحتلة لترويض الشعب الكردي وتحجيم طموحاته القومية انعش الطموحات العثمانية في الهيمنة على شمال العراق . فلا يمكن لكل من شاهد الاستعراض العسكري الكبير الذي شهدته اسطنبول في تشييع ضحايا الهجوم على العراق الا ان يذكره بالاستعراضات العسكرية الالمانية الهتلرية قبل الحرب العالمية الثانية. كما انعشت ادارتها للدولة العراقية والعملية السياسية في العراق الطائفية بهدف تمزيق وحدة الشعب العراقي ، احلام الامبراطورية الفارسية في الهيمنة على وسط وجنوب العراق. وتصعد الفوضى السياسية في لبنان بهدف انهاء مقاومته لهيمنتها منذ سنين. ولم تتورع عن استخدام اسرائيل على المكشوف لحسمها عن طريق الحرب عدة مرات رغم فشلها. ولجأت اخيرا الى الارهابيين الوهابيين برعاية السعودية ليس لاحكام هيمنتها على لبنان فقط بل ولترويض سوريا ايضا. فانعشت بذلك طموحات الوهابية السلفية بقيادة السعودية بالهيمنة على جميع البلدان العربية وذلك من خلال احباط قمة "الحضيض العربي" الدورية التي من المفروض عقدها في دمشق، من خلال اكبر ضجة اعلامية ومؤتمرات ثنائية او مناطقية، بين اقطاب لا يحضون باي رصيد شعبي وطني او عربي ولا ينشدون تحقيق أي هدف وطني او انساني، وهمهم الوحيد هو حماية كراسيهم . وعلى الرغم من تصدر مصر والاردن جميع القمم العربية التابعة للامبريالية الامريكية الا ان السعودية اليوم بما تملكه من ثروات نفطية ومنظمات ارهابية متغلغلة في عموم البلدان العربية، تتصدر تصعيد الفوضى الامريكية الخلاقة على صعيد البلدان العربية من خلال التهديد، اما في افشال عقد مؤتمر القمة العربية في دمشق بتأجيله او عقده في شرم الشيخ، او استسلام سوريا والشعب اللبناني للهيمنة الامريكية بفرض حلها للازمة السياسية اللبنانية . في حين راحت القوات الفرنسية تجري مناورات عسكرية في الخليج بعد ان حصلت على قاعدة عسكرية لها لقاء وعدها بدعم الحرب الامريكية المقبلة على ايران!!
ولكن كل الدلائل تشيرالى عدم قدرة الامبريالية الامريكية، رغم مساعدة الامبريالية البريطانية التابعة لها وتوسلاتها بامبرياليات حلف الاطلسي لمساعدتها في حربها على العراق وافغانستان ، لجم هذه الفوضة الشاملة وتوجيهها وفقا لاهدافها. لاسيما وقد انهكت قواها الاقتصادية والعسكرية كثرة الحروب التي خاضتها من اجل فرض هيمنتها على العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا ولاسيما حربيها المستمرين في العراق وافغانستان فهي تمر اليوم باوخم ازمة اقتصادية ادت الى تدهور عملتها وتخلي معظم دول العالم بما فيها دول الخليج التابعة عن سيادة الدولار في تعاملتها العالمية الامر الذي يشكل تحديا سافرا لهيمنتها. وازمة تفوقها العسكري واسلحتها الجبارة التي لا تصلح في مواجهة مقاومة شعوب المنطقة لهيمنتها، فضلا عن ازماتها السياسية التي يجسدها رفض الشعب الامريكي للحرب ومعارضته للادارة الحالية. والازمة الاخلاقية التي تعانيها جراء ما اقترفته من جرائم حرب وابادة تجاه الشعب العراقي والافغاني.
ولكن عوامل الضعف والانحلال هذه التي تمر بها الامبريالية الامريكية خاصة والعولمة الراسمالية عامة و في ظروف ضعف حركة التحرر الوطني العربية وعموم الشرق الاوسط، بما فيها التركية والايرانية، يشجع الانظمة الرجعية ولو مؤقتا على انعاش احلامها السلفية في استعادة امبراطورياتها وتحدي تبعيتها بل وحتى التخلي عن اتفاقياتها مع الامبريالية الامريكية . فقد تستولي القوات التركية على شمال العراق وايران على جنوبه وتهيمن السعودية على دول الخليج وسوريا ولبنان، متحدية الهيمنة الامريكية والاسرائيلية واشعال المنطقة بحروب فيما بينها لاقتسام النفوذ من جهة، وضد شعوبها من جهة اخرى. ولا خلاص لشعوب المنطقة بل والعالم من الهيمنة الامريكية وسترتيجيتها المبنية على الفوضة الخلاقة وما تجره من حروب ودمار الا بوحدتها وتصعيد نضالها ضد الامبريالية وادواتها الانظمة الرجعية.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انتقلت المقاومة الوطنية حقا من روح الوطنية الى حضن الطائف ...
- jتكفي القوى الوطنية خمس سنوات من التطلع وآن الاوان لاطلاقها ...
- اين تحالف مدنيون من الاتفاق الامني مع الامبريالية الامريكية
- ليبقى 14/تموز العيد الوطني لشعبنا ومفخرة كفاحه واول انتصارات ...
- كل الادانة لجرائم النظام السلفي العنصري الايراني ضد الشعب ال ...
- الاتفاق الامني المتبادل مع القطب الاكبر للعولمة الراسمالية ا ...
- المخاض الجديد للحركة الشيوعية الوطنية والعالمية يفرضه المنعط ...
- تحالف -مدنيون- حركة جماهيرية يضم: الاحزاب والمنظمات والحركات ...
- تحالف -مدنيون- فرضته انطلاقة الجماهير والنضال الجماهيري كفيل ...
- جريمة بيع اطفال العراق احد افضع جرائم الاحتلال الامريكي التي ...
- الشعب العراقي ينبوع زاخر بالنماذج والطاقات التي تعزز الثقة ب ...
- اليوم العالمي لانقاذ البشرية من جرائم الامبريالية والصهيونية ...
- تحالف -مدنيون- وتجربة جبهة الاتحاد الوطني لعام 1957، دروس تت ...
- بلد يعوم على بحر من النفط وشعب يفتقر لقطرة منه تقيه برد الشت ...
- انقذوا اطفال غزة والعراق، ساهموا في جعل العالم افضل، شاركوا ...
- مكتبة الطفل العراقي في بغداد شعاع يخترق ظلمة واقع الطفولة وم ...
- تبلور الاصطفاف الوطني والطبقي الجماهيري في العراق
- الف تحية للشعب الذي افشل كل وسائل واساليب اعتى اعداء البشرية ...
- لتكن وحدة نضال معلمي العراق من اجل حقوقهم منطلقا لتصعيد نضال ...
- ليكن دور الشبيبة والطلبة في وثبة كانون محفزا لهم اليوم لقبر ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - الفوضة الخلاقة تهشم الهيمنة الامريكية وتنعش رمم الامبراطوريات العثمانية والفارسية والوهابية