أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - اين اقطاب مدنيون من اعلان اقتسام الهيمنة على شعبنا وثرواته بين امريكا وايران














المزيد.....

اين اقطاب مدنيون من اعلان اقتسام الهيمنة على شعبنا وثرواته بين امريكا وايران


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2210 - 2008 / 3 / 4 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مر اكثر من نصف قرن على اخر محطة اذلال اجتازها شعبنا، في انعقاد مجلس حلف بغداد بقيادة الولايات المتحدة في ظل الحكم الملكي الرجعي عام 1956 ، لاقتسام النفوذ على العراق بل والمنطقة بين الامبريالية البريطانية التي نخرتها الازمات ، والامبريالية الامريكية المتعاظمة النفوذ والمتفوقة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا. وخرج نوري السعيد حينها ثملا بالانتصار الذي حققه على شعبنا واحكام تكبيله مرددا "دار السيد مأمونة"!!
و جاءت زيارة نجاد الى بغداد اليوم نتيجة مساومات طويلة استمرت خمس سنوات بين الجانبين الايراني والامريكي لاقتسام الهيمنة على وطننا وسلب خيراته. وجرت من خلال جولات مكوكية لاكثر من سمسار عراقي فاقوا نوري السعيد بالخيانة الوطنية ، مساومات لاقرار اقتسام النفوذ والهيمنة على العراق بين الامبراطورية الفارسية المحنطة والامبريالية الامريكية التي تنخرها الازمات،. وتم اقرارها علنا بحضور 160 الف جندي امريكي في العراق والسفير الامريكي القابع في اكبر سفارة امريكية في العالم ورئيس اركان قواتها العسكرية. واذ تسجل هذه التظاهرة ونتائجها تراجع الهيمنة الامريكية واستراتيجيتها العسكرية نتيجة لما تعانية من ازمات مركبة اقتصادية وعسكرية وسياسية واخلاقية ، واستشراس للطموحات الايرانية في الهيمنة على المنطقة ، فانها تجسد الوضع الماسوي الذي تعانيه حركة التحرر الوطني العراقية والعربية والعالمية، رغم عجز العولمة الراسمالية عن ايجاد قطب امبريالي يزاحم الامبريالية الامريكية. فالعولمة الراسمالية مهما نخرتها الازمات لايمكن ان تسقط تلقائيا بدون نضال جبار تخوضه البشرية لاقامة نظام اقتصادي اجتماعي جديد يحررهم والى الابد من الاستغلال والاضطهاد . ولذلك ستبقى تستخدم كل الوسائل والاساليب التي تطيل حياتها مهما ادت اليه من تدمير وحتى ابادة البشرية مستنجدة ليس فقط بما تبتكره مؤسساتها العسكرية ومختبراتها العلمية والسايكولوجية بل وبكل ما يحويه التاريخ من وسائل وادوات لتكبيل الشعوب وتضليلها واحياء الكثير من الرمم التي قبرتها الشعوب من امبراطوريات رجعية ومراجع فكرية ودينية تخطاها الزمن. فاليوم يعلن نجاد قائد الامبراطورية الفارسية المحنطة بالاوهام الدينية والقائمة على اشلاء الملايين من المناضلين الايرانيين ، انتصاره على امبراطورية الشر وفرض اقتسامه النفوذ والثروة في العراق.
واليوم خرج اكثر من نوري السعيد ثملا بالانتصار على شعبنا بتقسيم الهيمنة عليه واقتسام ثرواته بين الاطراف المتنافسة عليه ، وفاز بالاولوية الطالباني في مهنة السمسرة والتجرد من أي شعور وطني او قومي او انساني . فقد استطاع كسب رضى المحتلين الامريكان والطامعين الاتراك بشمال العراق والايرانين الطامعين بجنوب العراق وبجهود وزير الخارجية الزيباري. فقد منح الاتراك حرية اقامة القواعد العسكرية في كردستان والافضلية لشركاتها في استثمار النفط في المنطقة والتعهد بعدم دعم حزب العمال الكردستاني التركي. في حين تبوء عبد العزيز الحكيم المركز الثاني في اظهار مهاراته الروزخونية بالتوسط بين الامريكان والايرانيين على قبول اقتسام النفوذ في الوسط والجنوب . بعقد الاتفاق الدائم الذي يضمن بقاء الاحتلال الامريكي وتشريع قانون النفط ، الى جانب القبول بالتغلغل الايراني السياسي المتستر بالعمائم الدينية، والاقتصادي من خلال ما دعى اليه اليوم نجاد بالاندماج والتكامل الاقتصادي ، الذي يتعدى الهيمنة الاقتصادية ليشمل تمكين ايران من تخطي العقوبات الاقتصادية الامريكية عليها سواء باستخدام البنوك العراقية لتمرير عملياتها المالية وموانئها لتمرير ما يمنع عنها استيراده او تصديره. فضلا عن الحصول على حصة من النفط من خلال هيمنتها على عشرات الابار الحدودية فضلا عن مد انابيب النفط من البصرة الى عبدان والتعهد بتمرير 100 الف برميل يوميا الى ايران .
لم يكن الشعب العراقي قبل اكثر من نصف قرن باحسن حالا مماهو عليه الان اقتصاديا وسياسيا بل كان اسوأ حالا من حيث الهيمنة الامبريالية ،و تفشي الفقر والجهل والمرض ، ولكنه كان رغم كل ذلك البؤس والاستعباد، محتفظا بسليقته الثورية ومستمرا في بناء تجاربه الثورية، رغم كل وسائل الارهاب والتضليل . وتمكن من تربية وانضاج قيادة سياسية حكيمة صاغت بالاستناد الى تراثها الوطني وتجارب شعوب العالم وتسلحها بارقى نظرية ونهج ثوري برنامجها الوطني . ومن خلال نضاله الجماهيري استطاع الحزب الشيوعي استنهاض حركة وطنية جبارة، جمعت في صفوفها كل احرار العراق المناهضين للهيمنة الامبريالية والطامحين لبناء عراق ديموقراطي موحد، من المدنيين والعسكريين. وبمبادرة الحزب الحزب الشيوعي العراقي تشكلت جبهة الاتحاد الوطني التي، استطاعت ان تهزم اقوى تجمع للامبريالية العالمية الذي جسده حلف بغداد آنذاك.
لقد ضم اتحاد مدنيون نفس القوى التي ضمتها جبهة الاتحاد الوطني بالاسم ، والعراق اليوم يمر باصعب مراحل تاريخه حيث يباع ويشترى على رؤوس الاشهاد. وبقي اقطاب مدنيون لا يتحركون ولا يحركون الجماهير ، بل وبقوا مساهمين بالعملية السياسية التي يتم تحت خيمتها عملية بيع وشراء شعبنا ووطننا ولايشكل اقطابها بدءا برئيس الجمهورية اكثر من سماسرة البيع والشراء. اما شعبنا ورغم كل ما استخدمته الامبريالية خلال ما يزيد عن نصف قرن من وسائل واساليب لقتل ثوريته وتضليله و تمزيق صفوفه وتشويه سايكولوجيته، فقد تصدى بمختلف وسائل واساليب المقاومة للاحتلال وكل ادواته ، وضد تغلغل النفوذ الايراني و اقتسامه الهيمنة مع الامبريالية الامريكية، وهو بامس الحاجة الى القيادة الثورية المسلحة بالنظرية والنهج الماركسي لصياغة برنامجه الوطني وتوحيد قواه الوطنية وقيادة نضالاته من اجل التحرر وبناء العراق الديموقراطي الموحد والمزدهر .
سعاد خيري في 4/3/2008



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير شعبنا رهن بتحويل دعوة مدنيون ديموقراطيون الى حركة جماه ...
- الفوضة الخلاقة تهشم الهيمنة الامريكية وتنعش رمم الامبراطوريا ...
- هل انتقلت المقاومة الوطنية حقا من روح الوطنية الى حضن الطائف ...
- jتكفي القوى الوطنية خمس سنوات من التطلع وآن الاوان لاطلاقها ...
- اين تحالف مدنيون من الاتفاق الامني مع الامبريالية الامريكية
- ليبقى 14/تموز العيد الوطني لشعبنا ومفخرة كفاحه واول انتصارات ...
- كل الادانة لجرائم النظام السلفي العنصري الايراني ضد الشعب ال ...
- الاتفاق الامني المتبادل مع القطب الاكبر للعولمة الراسمالية ا ...
- المخاض الجديد للحركة الشيوعية الوطنية والعالمية يفرضه المنعط ...
- تحالف -مدنيون- حركة جماهيرية يضم: الاحزاب والمنظمات والحركات ...
- تحالف -مدنيون- فرضته انطلاقة الجماهير والنضال الجماهيري كفيل ...
- جريمة بيع اطفال العراق احد افضع جرائم الاحتلال الامريكي التي ...
- الشعب العراقي ينبوع زاخر بالنماذج والطاقات التي تعزز الثقة ب ...
- اليوم العالمي لانقاذ البشرية من جرائم الامبريالية والصهيونية ...
- تحالف -مدنيون- وتجربة جبهة الاتحاد الوطني لعام 1957، دروس تت ...
- بلد يعوم على بحر من النفط وشعب يفتقر لقطرة منه تقيه برد الشت ...
- انقذوا اطفال غزة والعراق، ساهموا في جعل العالم افضل، شاركوا ...
- مكتبة الطفل العراقي في بغداد شعاع يخترق ظلمة واقع الطفولة وم ...
- تبلور الاصطفاف الوطني والطبقي الجماهيري في العراق
- الف تحية للشعب الذي افشل كل وسائل واساليب اعتى اعداء البشرية ...


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - اين اقطاب مدنيون من اعلان اقتسام الهيمنة على شعبنا وثرواته بين امريكا وايران