أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - متي تنتفض الكراسي؟














المزيد.....

متي تنتفض الكراسي؟


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2244 - 2008 / 4 / 7 - 02:57
المحور: المجتمع المدني
    


الكرسي مطمحُ الكثيرين، حلمُ حياتِهم، يهونُ من أجلِه الأهلُ والأصدقاءُ، لا هزلَ في حبِه، لا هوادةَ في الاستمرارِ عليه؛ الكرسي هو الشهرةُ، السلطةُ، المالُ، مفتاحٌ هو لكلِ الأبوابِ. الكرسي في بلادنا غير الكرسي في عالمٍ آخرٍ يحددُ كيف ومتي يكون الجلوسُ عليه. اختيارُ أهلِ الكرسي يعكسُ فلسفةَ حكمٍ، مواصفاتُهم الشخصيةُ ونقاطُ ضعفِهم هي الاعتبارُ الأولُ، الكفاءةُ موجودةٌ في الكثيرين لكن المقدرةَ الشخصيةَ هي الفيصلُ.
ما هي إذن المواصفاتُ الشخصيةُ التي تَفضلُ شخصاً علي آخرٍ عند الاختيارِ، الإجابةُ ليست عسيرةً، العديدُ من أهلِ الكرسي يتصفون بسلاطةِ اللسانِ، بالقدرةِ علي الكيدِ والتحريضِ وتدبيجِ المؤامراتِ، بإرهابِ الزملاءِ والمرؤسين، بلي الحقائقِ، ببلعِ الإهاناتِ في سبيلِ طولِ الجلوسِ، صفاتٌ ليست عشوائيةً إنما متكاملةً، لا تتوفرُ في الكثيرين. لماذا تحديداً هذه المواصفاتُ؟ أصبحَ الكرسي وسيلةً للإلهاءِ العامِ، لشغلِ الناسِ بصراعاتٍ مقصودةٍ مع شاغلِه، إما يكسرَهم فيبقي أو يكسروه فيتم إلقاؤه في أولِ مخزنِ خردةِ؛ صراعاتٌ تلهي عن الالتفاتِ لمتاعبِ حياةٍ ضنكٍ وواقعٍ سياسي تساوي مع العدمِ. الكرسي إذن ليس وسيلةٌ للتقدمِ والارتقاءِ بالمكان، مجردُ أداةِ تشتيتٍ، بدلاً من البحلقةِ والتركيزِ فيما لا يجوزُ.
نقاطُ ضعفِ أهلِ الكرسي تجعلُ قيادَهم سلساً، تنمرُهم علي زملائهم ومرؤوسيهم يقابلُه منتهي الخنوعِ مع من أجلسوهم، صوتُهم العالي وغلظتُهم في مكانِ الكرسي لا يناظران النعومةِ والحنيةِ مع من بيدِهم خلعِهم. من يتوحدُ في الكرسي لا يعرفُ النقاشَ مع من أجلسَه، منتهي الطاعةِ وأكثرُ، لا يعرفُه أيضاً مع زملائه ومرؤوسيه، فقط أوامرٌ وفرماناتٌ، لا يسمع سوي نفسه ولا يُعجب إلا بها. نفسيةُ شاغلِ الكرسي فيها الاستمتاعُ بإيذاء الغيرِ، التلذذ بالتحكم في خلق الله، فيها جنونُ العظمةِ وتصورُ أن عقاربَ الزمنِ أشارَت إليه وحدِه.
شاغلُ الكرسي عادةً ما يكون واجهةٌ، ينفذُ ما يُملي عليه، لا بد أن يستوفي شكلاً، رجلاً، سيدةً، عجوزاً، شاباً، حسبُ الحاجةِ، الاتجاهُ العامِ، الصورةُ أمام العالمِ، المنظرةُ. يا حبذا لو اجتمع الشكلُ مع المواصفاتِ الشخصيةِ التي أوردناها، إن لم يجتمعوا سيعلو الشكلُ فترةً وتتم بعدها الإزاحةَ عنه. الحكايةُ ليست بهذه الجديةِ، الكراسي واجهاتٌ، مسمياتٌ وظيفيةٌ، صورٌ علي الحوائطِ، لا مصلحةَ عامةَ ولا غيرَه.
في دولٍ تحترمُ الوطنَ والمواطنين لا يعتبرُ الكرسي مغنماً إنما خدمةُ تخضعُ للرقابةِ، لا يشغلُه ذي عوجٍ في مسلكِه أو في نفسيتِه، يستقيلُ إذا أخفقَ، إذا طاشَت تصرفاتُه وانفلَت لسانُه، أما في دولٍ دونِها فإنه يبقي ويبقي ويبقي، ما عليه إلا التمادي في الغي والاستمتاعِ به، طالما لم يجد من يزيحه كَرهاً،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليمُ -المميز- وتدميرُ الكلياتِ
- هل تصبحُ مصرُ خليجيةً؟
- المدير الزغنن
- مُغتصَبةٌ جانيةٌ .. وإعلامٌ خائبٌ
- عندما يُحرَضُ الطالبُ علي المؤسسةِ التعليميةِ
- لجان الترقيات بالجامعات..جولة جديدة؟!
- الجودة في التعليم .. الصراحة راحة وأمانة
- الحق في الميليشيات
- شركات تخريب الجامعات
- كركر يكسب
- الدينُ للهِ
- من القاتلُ؟
- رؤساءُ أقسامٍ معينون .. الحكايةُ من الأخِرِ
- ورجعَ الطاقمُ الطبي البلغاري
- عروضٌ عسكريةٌ
- غزو بريطانيا العظمي
- كياناتٌ هشةٌ
- عندما يهرِمُ النظامُ
- هل تُعيدُ حماسُ طالبان؟
- هل تنجسُ المرآةُ المسبحَ؟


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - متي تنتفض الكراسي؟