فيلدرس يقف عاريا وسط البرلمان الهولندي بعدما احترقت ثيابه

سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 10:37
المحور: كتابات ساخرة
    

عقد البرلمان الهولندي يوم امس الثلاثاء 1-4-2008 من بعد الظهر وحتى ساعة متأخرة من الليل‘ جلسة لمناقشة فيلدرس وفيلمه فتنا الذي يحث على نشر الكراهية والتطرف من اجل لفت الانظار والكسب السياسي لعجزه من اعداد اي مشروع او فكرة ينافس بها مثل كل القوى السياسية والاجتماعية.
وكانت المناقشة على مستوى الكتلة ككل وليس افراد‘ ممثلة برئيس الحزب او نائبه اذا كان رئيس الحزب في الحكومة.
وحضرت الحكومة ممثلة برئيسها يان بالكننيدة ووزير العدل ارنست هيرسخ‘ ووزيرة الداخلية غوشيا تير هورسف وعدد من وكلاء الوزراء.
وكان الجميع ‘حكومة وبرلمان ما عدى كتلة فيلدرس‘اقرب ما يكون الى الصوت الواحد الرافض لسياسة فيلدرس وفيلمه فتنا‘ حيث قالوا‘نحن نعرف من انه يريد نشر الرهبة والخوف ولايعرض حلا لدائرة المشكلة بين الاندماج والتطرف. (hij angst zaait en geen op lossingen biedt voor problemen rondom integratie en
Extremisme). وكان المتحدث الاول باسم كتلة الحزب المسيحي الديمقراطي بيتر فان خيل‘ وهو الاكثر مقاعد 41‘نائبا‘ وللمرة الرابعة هو من يشكل الحكومة وهو اي الحزب الذي رفض من ان يشترك حزب العمل والاشتراكي سوية في هذه الحكومة كي لاتكون الاغلبية لليسار‘فقال: فان خيل‘ إن فيلدرس قد استخدم فلم فتنا‘ بشكل مخادع وخبيث‘ ( wilders,film,sluw gemaakt,en boosaadig van op zet من اجل لفت نظر الكثير من الناس و منابر الاعلام‘و السياسة اليه.
ومن ثم وصفته الناطقة باسم كتلة حزب العمل ماريتي هامر‘وهو الحزب الثاني 37 نائبا‘ ورئيس الحزب فوتر بوس‘ نائبا لرئيس الحكومة‘ ووزيرا للمالية‘حيث قالت: انه يعرض حاجة زرع الخوف والرهاب وسط الناس بشكل ليس له نظير‘(een boodschap van angst die zijn weerga niet kent).
وبعد ذلك قال: رئيس الحزب الاشتراكي‘ يان مرينيسين وهو الحزب‘ الثالث 25 نائبا‘إن فيلم فتنا يظهرك‘ سيد فيلدرس من انك مصاب بالذهان‘جنون العظمة والارتياب والشعور الدائم بالمطاردة من الاخرين والشك والارتياب بهم.(vond de film paranoïde).
ومن ثم سماه‘ رئيس حزب vvd)) الاحرار الليبرالي‘ مارك روت‘ من انه مريض بسياسة جنون الحرق‘(polietke pyromaan) وقال له انت تريد نشر الكراهية ضد كل المسلمين ناس وصفة المتطرف وضحيته‘ وفيلدرس كان قبل هذا احد اعضاء هذا الحزب الليبرالي.
وخاطبته من على المنصة التي تكون بمواجهة مقاعد البرلمان‘ رئيسة حزب الخضر هيسما‘ ثمانية مقاعد‘قائلتا‘ عليك ان تعرف من ان كل رفاقي المسلمين الذين يجلسون بجوارك واشارت بيدها الى‘ النائب توفيق ديبي ونعيمة‘ هم وانت وكل الشعب في هولندا لهم ذات الحق والدرجة من التقدير والمساوات بغض النظر عن دينهم ولونهم او جنسهم وهم‘ وكل الاديان وشعوبها في دارفور او الصين‘ ليس اقل منك رفضا ومحاربة للكراهية والتطرف وحبا بالعيش المشترك‘الذي ترفضه انت‘ وتحاول ان تظهر هولندا من انها بلدا مغلقا ويعيش في ذلك الزمن السحيق.
وبعدهاو صفة‘ رئيس حزب الستة وستون الديمقراطي الكسندر بختول ‘ بصفة‘ فليدرس ناشر الخوف انت رجل الخوف (wilders als,een bange, bange man.)
ولكن فيلدرس قد حاول ان يبرر حيث قال من انه يحارب فكرالتطرف وصد الهجرة وليس الدين وناسه‘ ولكن لم يقنع احدا بهذا‘ حيث الجميع قالوا‘ كلا في بداية كلماته نحن اكثر منك نقف ضد التطرف وتنظيم الهجرة وفرض تلعم اللغة والعمل والاندماج.
ولم يصوت معه احدا من اعضاء البرلمان المئة وخمسون غير رفاقه الثمانية على طلبه من الحكومة تصرح رسمي( اي ان تتبناه) له بعرض فيلمه فتنا على شبكة الانترنيت‘وهي لايحق لها ان تمنعه ولكن يحق لها ان لاتتبناه إلا اذا ما ارغمها البرلمان على ذلك. والبرلمان لم يرفضه وحسب بل هاجمه وبغضب‘ قد لايصل اليه البرلمان العراقي بعد عقدين حيث يكون احفادهم بعد عمر طويل‘ من اجل ضحايا المقابر الجماعية وزنازين نظام صدام الفاشي دع عنك مجلس الشوري المعين في السعودية او البرلمان السلفي في الكويت قبل حله‘ الذين يطالبون بتجريم واعتقال وتجريد كل من لم يكن‘ سلفي تكفيري‘ من مواطني بلدانهم حتى ان الكثير منهم هاجم رئيس البرلمان الكويتي السابق جاسم الخرافي لانه قال‘ هؤلاء لايفهمون ماذا يعني ان تجرد مواطن من جنسيته.
إن البرلمان والحكومة و الرأي العام الهولندي‘ في الغالب الاعم يشعر بغضب من سياسة فيلدرس.
لانهم يشعرون من انه قد نزل الى محاذات من يعيشون وسط الكهوف وحولها وينشرون الكراهية والعنصرية والتكفير بعقلية الاسود والابيض‘ وان الله كلفهم بذلك حد قتل الاطفال والعمال وسط اسواق المعدمين في العراق وقطارات لندن ومدريد والرباط وعمان والجزائر. ويقولون انه ذهب ابعد من اليمين المتطرف‘ كيف هذا ونحن من رواد صنع الحريات والتعدد والعدالة والعيش المشترك؟ ماذا نقول لمن يفرون من قهر وقتل انظمة الاستبداد والتكفير في العالم الاسلامي؟

#سلام_فضيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل