أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام فضيل - صدام ونعال الاطفال المحرومين وجنود الاحتلال وحيرة ضحايا قهر الحرمان














المزيد.....

صدام ونعال الاطفال المحرومين وجنود الاحتلال وحيرة ضحايا قهر الحرمان


سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما كان العراقيين يمرون قرب تمثال صدام القاتل سرعان ما يشيحون بانظارهم عنه‘ ويمدون‘ يدهم لتتحسس رقابهم ويلفهم الحزن والتوهان بين وجوه احبة مروا‘ وقت الغروب فتلقفهم التمثال وفرق بين اجسادهم ورقابها‘ ليستمتع بلوعة وشجن غناء فراق الرأس لخله الجسد وعشيقتهم الروح التي يرموها بعيدا كي لاترى لحظة هجرها بعد كل ما قالوه عن هواها‘ لتظل تضاجع الحياة بجسد ورأس يعيشان معا ملتحمين عند الاكتاف وقرب الارض فوق ارداف الساقيين.
يسارعون في خطاهم نحو بيوت الصفيح التي تركوا فيها اطفالهم يبكون البرد والجوع‘ التمثال يقف فوق مرتفع‘ يخاطب منه كل اهل المدينة ويصرخ بالجياع والمحرومين ليخلدوا الى النوم وقت حفلات القتل والتعذيب‘والحروب.
من هناك يقفز عشاق النفط ويتسلق جنودهم التمثال‘ فيخرس ذليلا وينحني دون النظر لبصاقهم على وجهه الذي ارعب المدينة وجياعها المحرومين ‘ ويسقط لتضربه الاطفال بما توفر لهم من نعال‘وعلى مسافة ‘يقف المناضلون يرقبون انحناء ذلك التمثال النازي الذي لم يحتمل انين اطفالهم من البرد وسط الصرائف وبيوت الصفيح بل و حتى مرورهم قرب قصوره.
يرقبون صفعات نعال الاطفال وهم يسحلون نظاما نازيا‘ ركلهم بقسوة عندما اخطتف ابائهم وتعلقوا باطرافهم‘ يبكون ويستصرخون إلة السماء الصامت ابدا‘ لينقذهم من وحش التمثال‘ ويضحكون‘ برائة لعب الطفولة المحرومة من دفئ الشتاء وقبلات الاهل المقتولين‘ كلما مرغوه في الوحل.
‘ينظرون في صمت حائرا‘ هم ناضلوا من اجل الحرية والانعتاق ‘حيث‘جندي الاحتلال كان يسهر مع التمثال يوم دفنوا احياء في المقابر الجماعية‘ وفي جوف الحوت الساكن في اعماق البحار البعيدة ؟
وجوار حدود قسوة التمثال‘راحوا يتحسسون خدودهم حكام المنطقة كلها ويطلبون مزيدا من فناجين القهوة عسى ان تساعد في التقليل من ارتجاف الاطراف واهتزاز الكراسي وعبوس وجه عشيقتهم‘ لذة قهر الناس‘ واستعبادها.
توقف لحظة دعني اسألك‘ هل كل هذا الحوار دار مع التمثال؟ هذا ما قاله‘ مقدم برنامج الكتاب الاسبوعي في محطة جورنال الهولندية القناة الاولى ‘ فيم براندس‘ في حواره مع الكاتب تاييس خيلديس خيميدل (,tijs Geldisgmidl)‘ عندما قاطعه وهو مسترسل في اعطاء الامثلة ‘ التي توضح وتؤكد فكرة كتابه الذي يحكي عن حوار الفن بكل الوانه.
من كتابة‘ ونحت الى الموسيقى وحركة الاجساد في الرقص‘ مع الانسان والطير وكل الحيوانات‘ يوم الاحد 30-12-2007 ‘فقال تاييس: نعم هذا الحديث دار مع تمثال صدام الذي كان يمثل نظام القسوة والتوحش‘ وهناك ايضا‘ امثلة أخر في الكتاب‘منها علاقة دب ابيض قطبي مع كلب اسود صغير ومربوط في سلسلة ‘ وهناك حديث الجسد الاكثر وضوحا وانتشارا.
فرقصة ‘ الجوبي العراقية ‘ والدبكة اللبنانية‘ تحاورك حوار الحب وهوى جمال الحياة ورفقة رحلتها‘و الى‘ سيريناما( مستعمرة هولندية سابقا يتحدثون اللغة الهولندية )‘ وترى كيف يرقصون ثم الى نيويورك وفنزويلا والبرازيل‘فترى كلا‘ منهم له‘ رقصة مختلفة عن الاخر‘
ولكن كلها تعطيك ذات المتعة والجمال‘ وبلغة واحدة هي لغة الجسد‘ الذي تعيش وسطه الروح والعقل‘و بهما ترى وتحاور وتعشق كل جهات القرية وما حولها من سماء وبحار وخيال ما وراء ذلك البعيد.












#سلام_فضيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرقنا ونسائه الجميلة والحالمين بالعدالة لماذا خاصمتي هواهم و ...
- بوش وباول وطبقة السلطة وضحايا النظام المحرومين وكذبة الاخلاق ...
- بغداد حضارة التمدن والحب والنساء والعيش المشترك كيف نامت حد ...
- المسلمون التكفيريون في هولندا يحرمون كشف ومعالجة النساء من ط ...
- اهلنا سكان الصرايف جراحم هي من يشهد على قسوة وظلام نظام الاق ...
- يا لبؤسكم يامن تنكرتم لقهر ونضال المعدمين افرحكم نعال السلطة ...
- البرلمان الهولندي وحرب العراق المجنونة
- لك كل الحرية وأياك والنساء والتظمر من الاحتلال اوتسلط العوائ ...
- هل الله واحد في كل البلدان ام متغير مع الحاكم والازمان؟
- الحوار المتمدن من دروب اثينا وبستان النهرين حتى القرية الكون ...
- لانطلب منكم حل مشكلة الفقر في غابات الصومال بل حصتنا التموين ...
- حزنوا ودافعوا عنها ضد عقيدة آبائهم التكفيرية كي ينقذوا معلمت ...
- السلطة وقهر المحرومين وآداب السلطان
- يلتقطوهم من بين اطفالهم الجوعى ويتقاسموهم بين سجونهم وسجون ا ...
- لبنان ونكهة اليسار ورئاسته وتطاير اوراق أنابوليس وكل ما بينه ...
- انظمة الاستبداد العربي وعوائل السلطة في العراق ونظام التقميص
- ضحايا مدن الحرمان في العراق يلوذون بجنود الاحتلال من بطش حكا ...
- القهر والتجويع إما تسليم النفط للشركات السلابه..مهرجان اعمار ...
- السلطة واللصوصية والدين من تجارة ابو سفيان الى نفط العراق وا ...
- الارهاب واحتلال العراق وقتل اهله من قبل الحجاج الى بوش وعام ...


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام فضيل - صدام ونعال الاطفال المحرومين وجنود الاحتلال وحيرة ضحايا قهر الحرمان