بيان شوفيني وتهديدغير ديموقراطي في بيان التيار الوطني الديوقراطي

دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 693 - 2003 / 12 / 25 - 12:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

اصدر التيار الوطني الديموقراطي العراقي بيانا بتاريخ 24/12/2003 بعنوان قيادات الاحزاب الكردية ومظاهرات كركوك :مطلب خطير في توقيت خاطىْ ، والمطلب الخطير من وجهة نظر التيار هو مطالبة اهالي كركوك الكرد والمبعدين من قبل النظام الفاشي ضمن سياسة التعريب الفاشية بغية تغير التركيب القومي للمدينة بالعودة الى بيوتهم ، وباعادة اجزاء مقتطعة من المدينة اقتطعت من قبل الحكم الفاشي ولنفس الاهداف وضم المدينة الى المدن الكردية المتمتعة بالادارة الفيدرالية والذي نعتبرها جزءا من العراق الموحد ولكن عراق ديموقراطي وتعددي ولكن ليس علي طريقة ديموقراطية صدام ومن يحاول ان يسير بنفس اسلوبة مع تغير المسميات والشعارات ،ان نزول الجماهير الكردية لم يكن مفاجئة الا بالنسبة للذين لايريدون ان يفهموا المطالب العادلة لشعبنا والذين لايريدون ان يقرأوا جراحات الكرد ، فقد طالب اهالى كركوك بمطاليبهم منذ سقوط الدكتاتور ولكن وفي ظل عدم استماع الاخرين لهم استخدموا حقهم الديموقراطي والحضاري لاسماع من لايريد ان يسمع وقد سبقهم بقايا الفاشية في التظاهر بعد القاء القبض على الدكتاتور ولم نسمع ببيانات التهديد الشوفينية ، ويحتج البيان بعدم رفع المتظاهرين علما خطه صدام بيديه الملطختين بالدماء وتم ارتكاب ابشع الجرائم تحت تلك الراية بحق ابناء شعبنا من الكرد والعرب والاقليات الاخرى اضافة الى غزو ايران واحتلال الكويت ، اما اتهام الكرد بالتعاون مع الاميركان فقد صرح قادة الاحزاب القومية الكردية قبل الحرب ( نحن ضد الحرب ولايمكننا ايقاف اميركا ولكننا مع اسقاط الفاشية ومع الجبهة المتحدة ضد الارهاب الدولي والذي كان الكرد انفسهم ضحاياه واعتقد ان التيار الوطني يعرف جيدا ان جميع الاحزاب العراقية تعاونت علنا او ضمنا مع الاميركان باسقاط الفاشية ، بل ان القوى الفاعلة في الساحة السياسية العراقية تتشكل في مجلس الحكم المؤقت المتعاون مع الاميركان، واكثر ما اثارالانتباه في البيان هو رفضه المطاليب العادلة للكرد واستشهاد البيان بما صرح به احد المحسوبين على التيار الاسلامي التوركماني الذي صرح من دمشق مشبها التظاهر بعملية احتلال الكويت من قبل صدام بل ان البيان يتحجج بالرفض الاتاتوركي الحاكم في انقرة
ان التيار له الحق بالتعبير عن وجهة نظره وموقفه المعادي للمطالب الكردية ولكن الذي لايمكن قبوله هو اسلوب التهديد والتحريض عليها ضد الكرد العراقيين فقد ذكر البيان ( العرب والتركمان والاشوريين والكلدان واليزيديين والصابئة يمكنهم ان يسيروا غدا مظاهرات حاشدة تمتد من جنوب البصرة الى شمال الموصل معلنين رفضهم لهذا المطلب ) ويبرر ذلك ويعطيه الشرعية بل يعتبره موقف وطني ( اذا ماحدث ذلك فانه سيكون من قبل الرد على تصرف مناقض للمصلحة الوطنية )وبلغ البيان ذروة التهديد الشوفيني المبطن والذي لم يخيف الكرد يوما  وقد جربه حكام فاشست وانظمة دكتاتورية سابقة ( ان على الكرد العراقيين الشرفاء وكافة مواطني العراق ان يرفضوا مغامرات الاحزاب برأس الوطن والناس فالطرف الاخر لن يقف مكتوفي الايدي واميركا لن تبقى الى الابد على ارض العراق وليتذكر قادة الاحزاب ان في بغداد فقط اكثر من مليون مواطن عراقي كردي وهناك مئات الالاف من الكرد في مدن عراقية اخرى في الوسط والجنوب افلا تعتبر سياسات الاحزاب القومية الكردية الراهنة مغامرة بحياة واستقرار هؤلاء الابرياء )

ان الشارع الكردي يشعر بالالم من موقف بعض الاحزاب القومية العراقية التي تحاول الاستمرار بماخلفه صدام وتركته الثقيلة على شعبنا الكردي والمريحة للشوفينيين العرب ، ان بعض الديموقراطيين وحينما يتعلق الامر بجزر القمر وسواحل الواق واق يصبحون الاكثر ديموقراطية ومطالبة بحق الشعوب في تقرير مصيرها اما اذا تعلق الامر بشعب يعيش معهم وشاركهم السراء والضراء يلتجأون الى الشعار الشوفيني بل الى التحجج بقرارات اصدر في زمن فاشي

     

#دانا_جلال (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل