|
علة هامش القمة العربية العتيدة
جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 2235 - 2008 / 3 / 29 - 08:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ينعقد مؤتمر القمة العربية العتيدة في دمشق وأحوال الأمة في مهب الريح ، ففلسطين والعراق والصومال لا تزال تحت الاحتلال الأجنبي المباشر ،والسودان مهدد بوحدة أراضيه ،ةالجزائر تعيش ظرفا صعبة من الإحتراب الدخلي، ولبنان عاجز عن انتخاب رئيس للبلاد نتيجة للتدخلات الأجنبية ولسياسة المحاور لبعض الدول العربية،وبالتالي فان حكومته اتخذت قرارا بعدم المشاركة في القمة . واذا كان غياب بعض القادة العرب عن المؤتمر يؤشر الى أن النتائج المتوخاة من القمة لن تستجيب لطموحات الشعوب العربية ، ولن تخرج عن قرارات القمم السابقة في صياغة أحلام لا تلبث أن تذروها الرياح بعد عودة القادة الى عواصم بلدانهم ، فإن الشعوب العربية التي يعاني بعضها من الاحتلال الأجنبي، وتعاني في غالبيتها من تردي الأوضاع الاقتصادية الناتج عن غياب التخطيط العلمي الصحيح في استغلال الموارد، وكيفية توزيعها وانفاقها ، كما تعاني من غياب التعليم الصحيح في مختلف المجالات ، وعدم مواكبة حتى الجامعات العربية للتقدم العلمي الهائل الذي يشهده العالم ،وغياب البحث العلمي بشكل شبه كامل، بل ان ما يقارب ربع مليون عربي – 70 مليون مواطن أمّي – في حين أن دولاً أخرى مثل اليابان تغلبت قبل أكثر من خمسة عشر عاماً على أمّية الحاسوب – الكمبيوتر – عند جميع مواطنيها ، ومع أن العالم العربي يمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم ، واحدى دوله وهي السودان تشكل أحد السلاّت الغذائية التي يمكن أن تحل المشاكل الغذائية للزيادة السكانية في العالم . إلا أن غالبية الشعوب العربية تعيش تحت خط الفقر، بل ان بعضها مهدد بالمجاعة ، وسوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي يوجد عندها اكتفاء ذاتي في انتاج القمح،مع كل مشاكلها القتصادية الأخرى ، بينما دول عربية تمتلك أراضي زراعية شاسعة تستورد القمح لسدّ رمق شعوبها من الخبز ، فمصر وادي النيل المشهورة بالفول الذي يشكل غذاء رئيسياً لشعبها، تستورد أكثر من خمسين في المائة من حاجتها من هذه المادة، اضافة الى استيرادها للذرة والقمح . لكن الذي يهمنا هنا هو معالجة القضايا السياسية الملحة في العالم العربي ، رغم الضغوطات الهائلة التي يتعرض لها القادة العرب من قبل القوة الأعظم في العالم من أجل منعهم من اتخاذ أي قرار لصالح تحرير الدول العربية المحتلة احتلالا مباشرا على الأقل . وفيما يتعلق بفلسطين فإن الجامعة العربية، وبعض المسؤولين العرب هددوا بسحب المبادرة العربية - أي المبادرة السعودية - التي قدمها العاهل السعودي الملك عبد الله الى قمة بيروت أيام كان ولياً للعهد ، وهذا التهديد جاء وكأن المبادرة كانت في مراحل التنفيذ ، علماً أن اسرائيل" ارتأت فيها جوانب ايجابية مع بعض التحفظات" وذلك تحت ضغوطات أمريكية لحفظ ماء الوجه للزعامات العربية ، بينما هي على أرض الواقع لم تقبل منها سوى انهاء الصراع العربي الاسرائيلي ، وضرورة تطبيع العلاقات العربية الاسرائيلية ، أي أن اسرائيل تريد اعتراف الدول العربية بها ، واقامة علاقات شاملة وكاملة معها في ظل مواصلة احتلال اسرائيل لأراضي الدولة الفلسطينية ، وللجولان السورية ولمزارع شبعا اللبنانية ، واسرائيل التي تقيم علاقات سياسية واقتصادية مع ثلاث دول عربية هي مصر والأردن وموريتانيا ، فإنها نجحت في تطبيع علاقاتها مع أكثر من دولة عربية أخرى بعضها لا يُخفي ذلك مثل قطر، والبعض الآخر يُخفي هذه العلاقة ، ولا يعلن عنها بشكل رسمي خوفاً من ردّة فعل شعوبها ، ويبدو أن ذلك جاء استجابة لضغوطات المحافظين الجدد المتربعين على عرش البيت الأبيض في واشنطن ، فالرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الذي يدعم اسرائيل بلا حدود سبق وأن أعلن " أنّ من ليس معنا فهو ضدنا " وبالتأكيد فإن غالبية القادة العرب معه، حتى وان تعارضت سياسته مع الأمن القومي العربي ، ومع المصالح العربية المختلفة . لكن المحزن أن اسرائيل كانت تعاني من مقاطعة عربية شاملة منذ قيامها وحتى اتفاقات كامب ديفيد التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع رئيس وزراء اسرائيل الأسبق الراحل مناحيم بيغن، لم تعد تعاني من هذه المقاطعة ، بل انها استطاعت وبمساندة ضغوط الرئيس الأمريكي أن تجذب الدول العربية لمشاركتها هي وحلفاؤها في حصار الشعب الفلسطيني حصارا محكما، مثلما هو حال قطاع غزة الآن ، وبغض النظر عن الموقف من حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ انقلابها على السلطة في حزيران الماضي ، الا أن الذي يعاني من حصار التجويع هو مليون ونصف مليون مواطن فلسطيني، يعيشون في القطاع الأسير ، فهل يتنادى القادة العرب الى فك هذا الحصار ؟؟. وفي حين أن اسرائيل أعلنت موافقتها في مؤتمر أنابوليس على اجراء مفاوضات مع السلطة الفلسطينية على جميع القضايا بما فيها قضايا الحل النهائي ، الا أنها لم تـُقدم للرئيس محمود عباس أيّ شيء ، بل أن أولمرت يعلن بعد الاعلان عن تحديد موعد للاجتماع بينه وبين الرئيس الرئيس محمود عباس عن اقامة مشاريع استيطانية جديدة في القدس أو في مناطق أخرى من الضفة الغربية ، وقد وصل الأمر بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني في زيارته للمنطقة في الأيام القليلة الماضية أن يقول: " أن أمريكا لن تضغط على اسرائيل في قضايا تتعلق بأمنها " وهذا يعني تأييد الادارة الأمريكية للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية ، مما يعني أن ما يسمي " رؤية الرئيس جورج بوش لاقامة دولة فلسطينية بجانب دولة اسرائيلية ما هو الا ذرّ للرماد في العيون ، فعلى أي أرض ستقوم الدولة الفلسطينية ما دام الاستيطان اليهودي مستمراً على أرض هذه الدولة ؟؟ فهل يتنادى القادة العرب في قمتهم لمساندة الرئيس محمود عباس في موقفه التفاوضي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية بما يتعلق بالصراع ؟؟ وهل يتنادى القادة لقول كلمة " لا " فقط لاسرائيل وأمريكا في سياستهما التي تـُبعد السلام عن المنطقة بدلاً من تقريبه ؟؟ وهذا ما تتمناه شعوبنا وأمتنا العربية .
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النهر......بقمصان الشتاء في ندوة اليوم السابع
-
نبضات سمير الجندي في ندوة اليوم السابع
-
جدار التوسع الاسرائيلي ودلالة المصطلح
-
الزهرة العجيبة والاضرار الصحية
-
السياسة التمييزية لبلدية القدس
-
الصبي الذي اراد امتلاك الثلج في ندوة بالقدس
-
الصبي الذي أراد امتلاك الثلج في ندوة اليوم السابع
-
اذا عرف السبب
-
قتل القدس كمركز جذب
-
كوسوفو تثير المخاوف
-
التعاون - قصة للأطفال
-
حمار الشيخ-3-أبو العظرط يحل ويربط
-
حمار الشيخ-1-سبق ثوري
-
حمار الشيخ-2-كلنا روس ما فينا كنانير
-
ذكر وأنثى - قصة للأطفال
-
وقضى ربك.....قصة للأطفال
-
الغول :قصة للاطفال
-
الشطّار
-
القتل بدافع الشرف
-
بدون مؤاخذه: نشر الغسيل الوسخ
المزيد.....
-
-الصواريخ بتعدي فوق روسنا زي الحمام الزاجل-.. محمد رمضان يعت
...
-
الحرس الثوري يكشف تفاصيل ضربة مستشفى سوروكا في إسرائيل.. وصو
...
-
إعلام عبري: الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافا مباشرة في مدن تل
...
-
سياسة برلين الشرق أوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل
-
تواصل التصعيد الإيراني الإسرائيلي واتهامات إيرانية للوكالة ا
...
-
نجم عابر قد يهدد استقرار نظامنا الشمسي
-
بوتين وشي جين بينغ: لا حل عسكريا لقضايا الشرق الأوسط
-
زاخاروفا: -بريكس- نواة النظام العالمي الجديد
-
الكونغرس الأمريكي.. مشروع قرار يلغي -قانون قيصر- المفروض على
...
-
توجيهات أمريكية بفحص الحضور الإلكتروني لطالبي التأشيرات التع
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|