أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الغول :قصة للاطفال














المزيد.....

الغول :قصة للاطفال


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2194 - 2008 / 2 / 17 - 07:39
المحور: الادب والفن
    



استيقظت خديجة مع آذان الفجر مذعورة ، وبولها ينساب بين فخذيها ليبلل ملابسها وفراشها... استعادت بذاكرتها تلك الحكاية التي حدثتها جدتها بها ، وكيف أن الغول يستطيع أن يضع رجلاً ضخماً في الفراغ بين أسنانه ؟ وبحسبة بسيطة وجدت أن خمسة أطفال من جيلها لا يملأون الفراغ الواقع بين ضرسين من أضراس هذا الحيوان المخيف ، فغفت.... وهي ترتجف من شدة الخوف ، ورأته في حلمها ضخماً بحجم جبل الزيتون الذي يحتضن مدينة القدس من جهتها الشرقية ، فتحةُ فمه تستطيع استيعاب بناية من سبعة طوابق ، له عين في منتصف جبينه بحجم بحيرة صغيرة .... أسنانه أطول وأضخم من أعمدة الضغط العالي الكهربائية .... مدّ لسانه فجذبها إلى جوفه دون أن تلتطم بفكيه ، ورأت نفسها تدور في معدته مثل حشرة صغيرة في فضاء مزبلة ، فاستيقظت وهي تبول في فراشها من شدة الخوف ، بقيت في فراشها ترتعد وتبكي بصمت ، إلى أن أشرقت الشمس، وملأت فضاء الغرفة بضوئها ... التفتت إلى جدتها التي كانت تداعب سبحتها بيدها اليمين وهي تحرك شفتيها بكلمات لم تفهم منها الصغيرة خديجة شيئاً ، فوقفت على استحياء ، وركضت مسرعة إلى والدتها التي كانت في مطبخ السكنة العلوية .... وقفت أمامها وحمرة تعلو وجهها ..... وقالت :-
لقد بُلت في ملابسي يا أمي لأنني .... فانهالت الأم عليها ضرباً وصراخاً قبل أن تسمع قصتها ، فبكت خديجة بمرارة، وهي تتمنى لو أن أمها تعطيها الفرصة لتحدثها حكاية الغول المخيف الذي حدثتها جدتها عنه ، ثم اقتادتها والدتها عنوة إلى الحمام ، حيث حممتها بالماء البارد ، واستبدلت ملابسها بالمريول المدرسي، وهي ترتجف من الخوف والبرد، وسط شتائم لا تـنقطع .... لم تذق خديجة طعام الإفطار .. وتمنت لو أن أباها لم يخرج إلى العمل مبكراً، لكان وفر لها الحماية.
حملت خديجة حقيبتها وذهبت إلى روضتها ، فرأت معلمتها حالها ، وأشفقت عليها خصوصاً وأن خديجة من الأطفال الأذكياء المتفوقين .... حضنتها بدفء، وطبعت قبلة على جبينها، وهي تسألها عن حالها ... انفرجت أسارير خديجة .... وأخذت تقص على المعلمة حكاية جدتها عن الغول ... وكيف بالت في فراشها من شدة الخوف .... وكيف عاقبتها أمها دون أن تسمع لها ... داعبتها المعلمة ، وقدمت لها بعض البسكويت ، ونفت وجود حيوان اسمه الغول ... وأدخلتها إلى غرفة الصف بعد أن قرع الجرس في الساعة الثامنة صباحاً .
وقفت المعلمة أمام الطلاب ، وأخذت تشرح لهم عن الغول الخرافي الذي لا وجود له ... فسألتها خديجة : إذن لماذا تحدثني جدتي عن حيوان خرافي غير موجود ؟ فأجابت المعلمة:-
انه جهل الأُمّيين ... فجدتك لم تتعلم ، وتعتقد أن هذه الحكايات مُسلية للأطفال . فرحت خديجة بعد أن علمت أن الغول حيوان خرافي غير موجود على أرض الواقع ... وعادت في نهاية الدوام المدرسي فرحة إلى بيتها ، وقالت لأمّها : الغول حيوان خرافيّ غير موجود .... ولن أستمع إلى حكايات كهذه مرة أخرى ... وسأحدث جدّتي عن جمال الطّبيعة في مدينة أريحا كما رأيته في الرحلة المدرسية.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشطّار
- القتل بدافع الشرف
- بدون مؤاخذه: نشر الغسيل الوسخ
- الذئاب:قصة للاطفال
- الفدس تريد الأفعال لا الأقوال
- هدى
- الموقف من التراث


المزيد.....




- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الغول :قصة للاطفال