أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - قتل القدس كمركز جذب














المزيد.....

قتل القدس كمركز جذب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 03:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت :
بدون مؤاخذة :
قتل القدس كمركز جذب
لا يخفى على أحد ان اسرائيل تستهدف القدس الشرقية أكثر من أيّ مدينة أخرى في الارأضي المحتلة ، واسرائيل لم تخف ذلك ، فقد قامت بضم المدينة للدولة العبرية من جانب واحد بقرار من الكنيست – البرلمان – الاسرائيلي في 28 حزيران 1967 أي بعد مرور أقل من ثلاثة اسابيع على احتلال المدينة ، وصاحب ذلك هدم حارتي المغاربة والشرف بعد تشريد أهلها ، وقامت ببناء حيّ استيطاني يهودي داخل أسوار المدينة المقدسة ، وتواصلت الاجراءات الاسرائيلية التهويدية في المدينة بشكل مستمر ومدروس ومخطط ، فمن بناء المستوطنات التي تحيط بالميدنة ، واسكانها بمستوطنين يهود يزيد عددهم حاليا عن ربع مليون شخص، يقطنون أكثر من ستين ألف وحدة سكنية ، بعد أن كان عدد اليهود والبناء اليهودي في القدس الشرقية صفرا حتى حزيران 1967 ، الى فرض القوانين الاسرائيلية ، والى التضييق على المقدسيين الفلسطينيين لاجبارهم على الرحيل عن المدينة ، وتمثل ذلك بالحدّ من البناء العربي الفلسطيني من خلال عدم اعطاء تراخيص بناء ، وهدم الأبنية التي تقام بدون تراخيص، وتغريم أصحابها يمبالغ مابية كبيرة ، والسلطات الاسرائيلية التي لا تنفك عن تصريحاتها بأنها اوقفت البناء الاستيطاني لمتطلبات التفاوض ، كانت تضع استثناءا ينص على مواصلة البناء الاستيطاني لحل مشكلة الزيادة السكانية الطبيعية للمستوطنين،وهذه الأيام عاد رئيس الحكومة الاسرائيلية ليعلن موافقته على بناء ما يزيد على ألف وحدة سكنية في مستوطنة "بسجات زئيف" شمالي المدينة ، واذا كان الشيء بالشيء يقاس فان اسرائيل لم تراع قضية اسكان الزيادة الطبيعية للمقدسيين الفلسطينيين .
واذا كانت عملية اقتلاع المقدسيين الفلسطينيين تتم من خلال اجراءات " قانونية " وشروط تعجيزية تتعلق باثبات مكان السكن داخل حدود البلدية ، فإن البلدية لم تتوقف عن ذلك ، بل تعدته الى قتل المدينة المقدسة كمركز جذب تجاري على الأقل ، فمعروف ان القدس هي قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة ، واغلاقها المتصاعد منذ اواخر اذار 1993 حتى وصل الى الاغلاق والحصار المحكمين في ايامنا هذه ، صعّب حركة التنقل ما بين شمال الضفة الغربية وجنوبها ، فزاد المسافة ما بين مدينة رام الله على سبيل المثال ، وهي أقرب المدن الى القدس من شمالها ، الى بيت لحم وهي أقرب المدن من جنوبها ، زادها من حوالي ثلاثين كيلو متر الى ما يزيد عن سبعين كيلو متر ، جزء منها مثل طريق واد النار غير صالح لسير المركبات لشدة انحداره حسب المقاييس العالمية للشوارع . وحصار القدس حرمها من مئات آلاف الفلسطينيين الذين كانوا يؤمّونها للصلاة في دور عبادتها ، وللتسوق من اسواقها ، بل حرمها ايضا من دخول مواطني قرى محيطة بالمدينة ، وتتبع لها اداريا عبر التاريخ ، حتى وقوع المدينة تحت الاحتلال الاسرائيلي في حزيران 1967 ، وهي القرى المعروفة بقرى محافظة القدس ، والتي يتراوح بعدها عن قلب المدينة ما بين كيلومترين مثل ابو ديس والعيزرية والسواحرة الشرقية ، وبين عشرة كيلو مترات مثل قرى شمال غرب القدس ، ويزيد عدد سكان هذه القرى عن مائة وخمسين الف مواطن ، كانوا يرتادون المدينة المقدسة بشكل شبه يومي للعمل والتعليم والعبادة والتسوق ، او للعلاج في مستشفياتها ، وعيادات اطبائها .
ونظرا لكثرة وارتفاع الضرائب المفروضة على المحال التجارية في القدس ، ونتيجة لضعف أو انعدام المداخيل نتيجة الحصار المفروض على المدينة ، فقد زاد عدد المحلات التجارية المغلقة داخل اسوار القدس عن الألف محل حسب احصائيات مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية .
ومع ذلك فإن البلدية الاسرائيلية لم تكتف بهذا ، بل واصلت في قتل المدينة كمركز جذب تجاري وديني ، وذلك من خلال سياسة " تنظيم " الشوارع التي تعيق التواجد افلسطيني في المدينة، فمثلا قامت بعمل ارصفة مرتفعة تمنع وقوف السيارات على الرصيف أو قربه من محيط مقبرة باب الرحمة ومن كنيسة الجثمانية ، مرورا بالشارع الموصل الى المسجد الاقصى عند باب الأسباط ، ومرورا بمتحف روكفلر وشارع سليمان ما بين بابي الأسباط والعامود ، وحتى الباب الجديد وباب الخليل وباب النبي داود ، أي يشمل كافة محيط سور القدس القديمة من الخارج ، باستثناء المنطقة الواقعة ما بين باب المغاربة وباب النبي داود ، حيث بقيت لسيارات المصلين اليهود الذين يرتادون الحائط الغربي للصلاة ، اضافة الى موقف للسيارات لاستخدامهم داخل باب المغاربة ، كما ان الوقوف في شوارع القدس التجارية الرئيسة مثل شارع صلاح الدين ، والرشيد ، والزهراء وغيرها ممنوع الا بتذاكر مدفوعة الثمن للبلدية، وحتى مواقف الباصات العربية العمومية ، والشوارع المسموح لها المرور فيها لا تخدمها ، ولا تخدم راكبيها ، فمثلا باصات جبل الزيتون والثوري وسلوان ، يسمح لها باستعمال موقف الباصات القديم في طريق سليمان ، وعندما يخرج الباص محملا بالركاب من الموقف عليه ان يتجه غربا الى الدوار الواقع في مدخل حيّ المصرارة ، ليلتف ويعود شرقا وسط ازدحام بشري ، وازدحام مركبات ، ليمضي اكثر من خمسة دقائق على الأقل حتى يعود الى محاذاة المنطقة التي انطلق منها باتجاه قريته التي يخدمها .
وقد صاحب ذلك تأهيل الشوارع الرئيسة في قرى القدس الواقعة داخل حدود البلدية ، والسماح بفتح المحلات التي تقدم الخدمات المختلفة للمواطنين ، بحيث اصبحت هذه الشوارع اسواقا تجارية بديلة لاسواق المدينة ، فكل هذه القرى فيها محلات البقالة والحلويات والمخابز ، والحدادة والنجارة ، ومواد البناء والنوفوتية ، والمراكز والعيادات الطبية ، وغيرها ...
واجراءات " تنظيم " الشوارع لم يقتصر دورها على قتل الحياة التجارية في المدينة فقط ، بل تعداها الى التقليل قدر الامكان من رواد المدينة العرب ، فمثلا المؤمنون الذين يرتادون الاماكن المقدسة لاداء الصلوات ، يحتاجون الى السير مئات الامتار مشيا على الأقدام ومنهم الشيوخ العجزة الذين لا يقوون على ذلك.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوسوفو تثير المخاوف
- التعاون - قصة للأطفال
- حمار الشيخ-3-أبو العظرط يحل ويربط
- حمار الشيخ-1-سبق ثوري
- حمار الشيخ-2-كلنا روس ما فينا كنانير
- ذكر وأنثى - قصة للأطفال
- وقضى ربك.....قصة للأطفال
- الغول :قصة للاطفال
- الشطّار
- القتل بدافع الشرف
- بدون مؤاخذه: نشر الغسيل الوسخ
- الذئاب:قصة للاطفال
- الفدس تريد الأفعال لا الأقوال
- هدى
- الموقف من التراث


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - قتل القدس كمركز جذب