أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - كوسوفو تثير المخاوف














المزيد.....

كوسوفو تثير المخاوف


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2206 - 2008 / 2 / 29 - 01:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدون مؤاخذة :

من اللافت للانتباه ان الولايات المتحدة الأمريكية دعمت "استقلال" كوسوفو قبل اعلانه ، وكانت أول الدول التي تعترف بالدولة الجديدة ، وقد انطلى هذا الموقف على مسلمي كوسوفو الذين رفعوا علم الولايات المتحدة بجانب علمهم ، وهم يرقصون فرحين بإعلان الاستقلال ، وقد سارعت الدول العربية والاسلامية الى الاعتراف بدولة كوسوفو ، وابتهج ملايين المسلمين في العالم لقيام دولة " اسلامية " في أوروبا ، واعتبروا ذلك بمثابة فتح ونصر عظيمين .
واذا كان من حق جميع شعوب الأرض أن تقرر مصيرها ، وأن تحصل على استقلالها ، الا أن ما يثير الشك هنا هو تجزئة يوغسلافيا على اسس طائفية دينية ، مع ما كانت تمثله هذه الدولة في السياسة الدولية، كونها أحد أضلاع المثلث المؤسس والرئيس في تشكيل دول عدم الانحياز زمن رئيسها الراحل جوزيف بروزتيتو ، ومع الهند زمن نهرو ، ومصر زمن جمال عبد الناصر ، فهل موقف الولايات المتحدة تصفية حسابات، وأخذ ثارات من هذه الدولة على سياستها قبل انهيار الاتحاد السوفيتي ومجموعة الدول الاشتراكية ؟؟ ومنذ متى أصبح تقرير مصير الشعوب يُبنى على أسس طائفية دينية ؟ وهل الولايات المتحدة المعروفة بسياسة الهيمنة والسيطرة الاستعمارية، والتي تحتل العراق وأفغانستان، وتدعم بلا حدود احتلال اسرائيل للأراضي العربية معنية حقاً بإقامة دولة اسلامية في أوروبا أو في غير أوروبا ؟
فمن المعروف أن سياسات الدول - خصوصاً الدول العظمى - تقوم على المصالح ، والولايات المتحدة الأمريكية ترى مصلحتها في جعل كوسوفو محمية أمريكية على حدود روسيا التي رأت في " استقلال " كوسوفو تهديداً لمصالحها، وستتخلى عنها فور انتهاء مهمتها ، كما أن الولايات المتحدة التي استغلت انهيار الاتحاد السوفياتي ، واستغلت انفرادها بالهيمنة على العالم كونها القوة الأعظم الوحيدة ، من أجل اعادة تقسيم العديد من الدول ، وتجزئة المجزأ منها لاثارة النعرات والصراعات الدينية والطائفية والعرقية، بما يضمن هيمنتها – الولايات المتحدة – على العالم لعدة عقود قادمة . ولعل ما طرحته أمريكا ، وما أسمته مشروع الشرق الأوسط الجديد ، والذي يستهدف الدول العربية تحديداً اضافة الى بعض الدول الاسلامية خير دليل على ذلك .
واذا ما غاب عن أذهان من صفقوا وهتفوا " لاستقلال كوسفو" وسارعوا الى تأييد تقسيم صربيا ، مع كل الإدانة للمذابح التي ارتكبها الصرب بحق مسلمي كوسوفو والبوسنة والهرسك ، فإنه يتوجب عليهم أن ينتبهوا الى أن هذا " الاستقلال " القائم على قاعدة دينية طائفية ما هو الا مقدمة " لاستقلالات " طائفية أخرى تخطط لها الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية ، ويبدو واضحاً أن الدول الامبريالية التي قسمت العالمين العربي والاسلامي بعد الحرب العالمية الأولى على أسس عرقية واقليمية، ارتأت ان هذا التقسيم قد استنفذ مهماته ، وارتأت أن التقسيم الجديد يجب أن يكون على أسس طائفية ، والا كيف يمكن تفسير التركيبة الطائفية التي جرت على أساسها الانتخابات البرلمانية العراقية تحت الاحتلال الأمريكي ؟؟
وكيف يمكن تفسير السياسة الطائفية في تركيبة الحكومات العراقية تحت الاحتلال الأمريكي ؟؟ وكيف يمكن تفسير نصرة الاحتلال الأمريكي لطائفة في العراق على حساب الطوائف الأخرى ؟؟ وكيف يمكن تفسير تغذية التمحور الطائفي في لبنان ؟؟ وهل هناك براءة في مناصرة أمريكا للطائفة الشيعية في العراق على حساب الطائفة السنية ؟؟ في حين تقوم بنصرة الطائفة السنية في لبنان على حساب الطائفة الشيعية، وقطاع واسع من الطائفة المسيحية ؟؟ وكيف يمكن تفسير الدعم الأمريكي للانفصاليين في جنوب السودان الذي غالبية مواطنيه من المسيحيين والوثنيين غير العرب ؟؟ وكيف يمكن تفسير دعم الانفصاليين في اقليم دارفور السوداني ؟؟ وكيف يمكن تغذية الطائفية في مصر واثارة النعرات بين المسلمين والأقباط في هذا البلد ؟؟
ان الاجابة على هذه الأسئلة وعلى غيرها بمنطق العقل ، وبمنطق فهم ما بين السطور في " استقلال " كوسوفو ، يثبت أن هذا "الاستقلال" مقدمة لاقامة دويلات طائفية في بعض الدول العربية مثل العراق والسودان ولبنان ومصر وحتى السعودية ، وأنه يتوجب على من سارعوا الى الاعتراف " باستقلال " كوسوفو على اسس طائفية أن يستعدوا للاعتراف بدويلات الطوائف التي ستقام في الدول العربية في الأشهر أو السنوات القريبة القادمة .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعاون - قصة للأطفال
- حمار الشيخ-3-أبو العظرط يحل ويربط
- حمار الشيخ-1-سبق ثوري
- حمار الشيخ-2-كلنا روس ما فينا كنانير
- ذكر وأنثى - قصة للأطفال
- وقضى ربك.....قصة للأطفال
- الغول :قصة للاطفال
- الشطّار
- القتل بدافع الشرف
- بدون مؤاخذه: نشر الغسيل الوسخ
- الذئاب:قصة للاطفال
- الفدس تريد الأفعال لا الأقوال
- هدى
- الموقف من التراث


المزيد.....




- كاميرا ترصد لحظة سقوط حطام صاروخ مشتعل في قطر
- هل كانت ضربة أمريكا على فوردو بإيران ضرورة أمنية أم مقامرة س ...
- الحرس الثوري يعلن استهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر والد ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي عالقة في الشرق الأوسط بعد إغلاق الإم ...
- ترامب عن الرد الإيراني: -هجوم ضعيف-.. وحان الآن وقت السلام! ...
- من الإمارات إلى الأردن .. القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط ...
- دراسة: الصيام المتناوب يتفوق على الحميات التقليدية
- الرئيس الفلسطيني يعين وزير خارجية جديدا
- أوروبا عالقة بين الرفض الضمني والقلق المعلن من التصعيد في إي ...
- دول خليجية تعيد فتح أجوائها بعد إغلاقها لساعات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - كوسوفو تثير المخاوف