|
ذكر وأنثى - قصة للأطفال
جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 08:52
المحور:
الادب والفن
يعود خالد من مدرسته في ساعات الظهيرة ، يستبدل ثيابه ،ثم ّيبدأ بحل واجباته المدرسية، فينسخ درسه، ويقرأه حتى يفهمه جيدا وبعدها يغسل يديه ، ويجلس لتناول طعام الغداء مع أسرته ، ثم يذهب إلى قـنّ الدجاج الذي بنته جدته ، يقدم لها الطعام ، ويستبدل ماءها بماء جديد نقيّ ، ويفرح كثيرا لزقزقتها وهي تنقر العلف . وكانت فرحته أكبر عندما اعتاد بعضها على التقاط العلف من راحة يده . راقبها وهي تكبر بسرعة حتى أصبحت دجاجا ، فقبل أن ينهي الفصل الأول من عامه الدراسي أخذت الفراخ تبيض ، وبدأت والدته تسلق له بيضتين ، واحدة يأكلها في وجبة الإفطار ، والثانية يحملها إلى المدرسة فيأكلها في الفسحة الصباحية . وازداد حبه لهذه الفراخ التي أخذت تطعمه من بيضها اللذيذ . وفي العطلة الصيفية انقطعت دجاجتان عن البيض ، ولازمتا القنّ لا تخرجان منه إلا قليلاً . وبدأ ريش بطنيهما يتساقط ، وكلما حاول الإمساك بهما لتخرجا للطعام، كانتا تحاولان الإفلات منه، وهما تخرجان صياحاً متقطعاً ، فظنهما مريضتين ، وعاد إلى جدته مسرعاً وقال لها : هناك دجاجتان مريضتان ، ولا تقويان على تناول الطعام . فابتسمت الجدة وقالت له : إنهما ليستا مريضتين ، بل هي غريزة الأمومة يا ولدي . اندهش خالد من جواب جدته ، وسألها : وهل الدجاجة تصبح أمـّاً يا جدتي ؟ فأجابته : نعم يا ولدي ، إنها ترقد على بيضها حوالي ثلاثة أسابيع ، فيتحول إلى صيصان تـنقر قشرة البيض، وتخرج منه كالصيصان التي شاهدتها قبل أن تكبر وتصبح دجاجاً . خرج خالد مسرعاً ، وبنى قناً جديداً بجانب القنّ القديم ، وجمع عشرين بيضة ،ووضعها فيه ، ثم أدخل إحدى الدجاجتين إليه ، فرقدت على البيض، ورآها وهي تقلبه وتدحرجه تحتها ، حتى لم يظهر منه أي بيضة . مرت أربعة أسابيع ولم تخرج الصيصان من البيض ، فمدّ خالد يده ، وأخرج بيضة من حضن الدجاجة ، وكسرها ليساعد الكتكوت على الخروج ، فكانت خيبته كبيرة عندما لم يجد في البيضة إلا سائلا كريه الرائحة . وكرر محاولته فوجد جميع البيض هكذا . عاد إلى جدته حزيناً وأخبرها بالذي حدث ، فابتسمت الجدة وقالت : أعلم ذلك يا ولدي ، فمستحيل أن يخرج صوص من هذا البيض لعدم وجود ديك يلقح الدجاجات . فسأل خالد جدّته مرة أخرى : وهل الديك يبيض يا جدتي ؟ فقهقهت الجدة وهي تقول : الديك لا يبيض يا خالد ، وإنما يلقح الدجاجة التي تبيض ، فالحياة لا تكتمل ولا تستمر إلا بوجود ذكر وأنثى . فكر خالد قليلا وقال : هل أختي فاطمة لن تلد طفلا إلا عندما تكبر وتتزوج ؟ احتضنت الجدة خالداً وضمته إلى صدرها وهي تقول : نعم يا صغيري ، فالحياة لا تكتمل ولا تستمر إلا بالذكر والأنثى .
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وقضى ربك.....قصة للأطفال
-
الغول :قصة للاطفال
-
الشطّار
-
القتل بدافع الشرف
-
بدون مؤاخذه: نشر الغسيل الوسخ
-
الذئاب:قصة للاطفال
-
الفدس تريد الأفعال لا الأقوال
-
هدى
-
الموقف من التراث
المزيد.....
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
-
-الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم -
...
-
أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج
...
-
الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
-
وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على
...
-
البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|