أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف محسن - تخطيطات اولية حول تأهيل الدين العقلاني















المزيد.....

تخطيطات اولية حول تأهيل الدين العقلاني


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2233 - 2008 / 3 / 27 - 10:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وسط النزعات الطائفية السياسية والتي تأخذ منحى فاشياً في العالم العربي والاسلامي وتحولاتها المؤسساتية ذات التأثيرات المتشعبة في حقل السلطة والمجتمع والثقافة وشرعنة السياسية تأتي وصايا الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين لتؤسس خطاب ديني عقلاني بعيداً عن التحولات التي تصاحب الاديان الكبرى في التاريخ وتبلورها حيث ان الشيخ الديني محمد مهدي شمس الدين الخارج من اتون الحرب الاهلية اللبنانية يحاول ان يعقلن دين الطائفة لصالح وعي سياسي متقدم ويعيد العلاقة الملتبسة بين دين الطائفة والمشروع المجتمعي.
ان نص الوصايا يتمركز حول موضوع (دين الخروج من دين الطائفة) بالاندماج بالمشروع التعددي للتعايش السلمي بين الجماعات الدينية والسياسية وتقويض النزعات الطائفية.
وفي هذا المجال لابد من موضعة خطاب الشيخ محمد مهدي شمس الدين وفرضياته السياسية داخل اللحظة التاريخية لتشكل وعي المجتمعات العربية والاسلامية منذ القرن التاسع عشر داخل تخطيطات المفكر عبدالله العروي حول كيفية فهم التاريخية العالمية للمجتمعات العربية حيث ان الاصلاحية الاسلامية الخارجة من معطف الصدمة الكولونيالية الاولى دخلت الفضاءات الليبرالية وشكلت منظومة فكرية لمعالجة مسألة النهضة والتمدن والترقي والتقدم وقد اوجدت شكل من اشكال الانفصال بين المجالين الديني والسياسي انتهت الى اشباح تكفيرية وخطابات اقصائية تشتغل على ميراثات ضخمة من الاستيهامات والتضخيم الذاتي وتعيد انتاج ثنائية التكفير، رغم اختلاف الانساق التاريخية اما الليبرالي فقد اندثر تحت وطأة الانقلابات العسكرية المستديمة حيث تم طرده خارج التاريخ بعد بروز الدولة القومية والتي تحولت الى دولة كلياتية وفي هذا المناخ التاريخي الصاخب نسأل عن كيفية ضبط وقراءة الخطاب السياسي الديني للشيخ محمد مهدي شمس الدين داخل الجسم السياسي للمجتمعات العربية وتاريخية الطوائف السياسية حيث ان (الوصايا) هي جزء من التاريخ الايديولوجي للمجتمع اللبناني وهو كأي مجتمع بشري مجال اجتماعي ومؤسساتي يحوي داخله مجموعة من الخطابات السياسية والدينية والمعرفية والثقافية والاقتصادية حيث انها تمثل قوى اجتماعية وتركيبات فكرية ولو دققنا النظر في هذه الوصايا نجد انها خطابات اجرائية لتوضيح وتبيان المواقف من السلطة السياسية والجماعات الدينية المختلفة والمنظومة الرمزية او احياء التراث الديني بالاضافة الى ان (الوصايا) تؤسس لعلاقات القوى داخل النظام المعرفي للمجتمع اللبناني.
لم يحض نص (الوصايا) للشيخ محمد مهدي شمس الدين في الحقل الثقافي العراقي بأي قراءات في الاوساط الثقافية او السياسية رغم الاهمية القصوى لهذا النص وارتباطه بالمسألة العراقية.
ان القراءة الراهنة تأخذ منحى اخر في ربط (نص الوصايا) بمنهجية تاريخية مع وجود الطوائف وبشروط تاريخية محددة هي شروط تكون الرأسمالية في شكلها الكولونيالي وهي شروط تكون الدولة البرجوازية اللبنانية كدولة طائفية فقد تعرضت التشكيلة الاجتماعية اللبنانية قبل الانتداب الفرنسي الى عمليتين متناقضتين واحدة شملت تدمير النظام الاقطاعي التقليدي تحت تأثير التجارة الاوروبية والرأسمالية التجارية واخرى شجعت الحفاظ على الرأسمالية التابعة على حساب الرأسمالية الصناعية اذا تضمنت هذه السياسة ازالة ضوابط التبادل وتأسيس سوق حرة للذهب ورسوم جمركَية مخفظة مما خلق هذا الوضع توترات مستديمة بين الطوائف الدينية وفي ظروف تزايد الضغط الاقتصادي وهي لحظة تاريخية متماثلة مع التأسيسات العراقية حيث ان انهيار الدولة العراقية المركزية ادى الى تفكك البنية الاجتماعية وظهور المؤسسة الطائفية لما قبل الدولة في تأدية الوظائف السياسية، الاقتصادية.
ان المؤسسة الطائفية والتي تستمد شرعيتها من الازمات البنيوية داخل المجتمع العراقي سوف تسعى الى تقويض الخطابات الاسلامية التنويرية والخطابات العلمانية لصالح خطاب سلفي كلياني كنظام للهيمنة الايديولوجية مرتبطاً بانهيار ملكية الدولة العراقية واعتماد الليبرالية كنظام اقتصادي والانفتاح على التجارة الدولية وخصخصة قطاعات الدولة مما يؤدي الى تبلور نواة طائفية صلبة تتكون من الطبقات الوسطى والتي تم طردها خارج التاريخ ان قراءة نص الوصايا واعادة انتاج مفاهيمها ومقولاتها تشكل جزء من رهانات الصراع داخل المجتمع العراقي حيث ان هذه الوصايا تمثل تراكماً معرفياً بعيداً عن الهذيان السائد في الاوساط الثقافية العربية فهي تتبلور كحركة نقدية للنزعات الطائفية داخل المجتمع اللبناني ولكنها تملك نزعة كونية لكونها تمثل قوة اجتماعية فقد كشف الشيخ محمد مهدي شمس الدين الرهانات السياسة داخل هذه النزعات الطائفية مما مكنه من تعرية مضامينها الاحيائية الايديولوجية وهشاشتها حيث ان الجدل الدائر الان حول الطائفية المشروع المجتمعي التعددية القومية والاثنية والدينية لم يكن جدلاً قائماً برهانات فلسفية ميتافيزيقية محضة وانها كان من اهم محطاته خصوصاً في السياق العراقي جدلاً داخل حقل الصراعات الايديولوجية والسياسية (فبناء دولة ديمقراطية علمانية غير طائفية لا يلغي الطوائف بما هي بحسب فكرة هذه الكيانات المستقلة بل يلغيها بما هي علاقات سياسية بمعنى اخر يلغي وجودها المؤسسي السياسي الذي هي به وحدة طوائف).
وهذا بالضبط ما تخشاه الجماعات السياسية الدينية العراقية.
لقد تم رسم الاطار العام للمجادلات الفكرية حول هذه المشكلة (الطائفية السياسية) وبشكل اولي ونتساءل عن الكيفية التي يتم بها اعادة بناء درس الامام محمد مهدي شمس الدين والذي هو نتاج اشكالية مجتمعية وحقل ثقافي اجتماعي بنيوي مختلف داخل بنية المجتمع العراقي حيث هلامية التكوين السياسي والاقتصادي وركود الطبقات الاجتماعية وهذا يتطلب تحليل القوى الفاعلة في تاريخية المجتمع العراقي لتعيين علاقات هذه القوى بدقة.
الفرضية الاولى: لا ينمل مجتمع يطرح مهمات تتطلب حلها شروط ضرورية وكامنة وغير متوفرة فيه او غير موجودة على الاقل.
الفرضية الثانية: لا ينحل مجتمع ما ويصبح استبداله ممكناً قبل ان يطور جميع الاشكال الحياتية.
وهنا تكمن قوة التمعن الايديولوجي داخل حقل مجتمعي حيث ان نظام الاستعدادات والتصورات للمجتمع العراقي لا تمكنه استيعاب درس الامام الشيخ محمد شمس الدين الدرس التنويري في آليات الهيمنة والمشروع المجتمعي الوطني والخروج من دين الطائفة ومؤسسة الحزب التقليدية وهذا يعود الى انهيار الطبقة الوسطى الوريث الشرعي للحصن التنويري.



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس او فخ النظام الاستشراقي
- قراءة في كتاب هوبزبوم (نحو تأسيس تاريخية نقدية)
- الاوهام المقدسة
- السرديات الاسطورية للدولة التوتاليتارية العراقية ........... ...
- الاستعارات الكبرى التمركز الاوربي ، الهوية ،الاسلامويه الاصو ...
- لاتقلع جذور القلب انها في القلب ( حلبجة )
- المخرج السينمائي العراقي جمال محمد امين : السينما أداة ثقافي ...
- فخ الخطاب الشعبوي العراقي
- في تركيب صوره هجائيه للسياب
- اختراع الشرق: وظيفة النظام الثقافي الاوربي
- قراءة على هامش كتاب الاسلام واصول الحكم ل(علي عبد الرازق)
- مقاربات اولية حول اطروحات بودريارد
- نزعة الاستشراق في حقل السينما العراقية تقدم صورة مشوه عن الا ...
- قاسم حول : نهوض القطاع السينمائي في العراق لن يتحقق الا باصل ...
- تاريخية نظام الاناقه الانثوية
- اسهام في اعادة تركيب تاريخ النسق المحرم
- العنف التطهيري او انتصار الوحشية العراقية
- حوار مهم مع البروفسور ميثم الجنابي انهيار النظام التوتاليتار ...
- ملاحظات تمهيدية حول الظاهرة الدينية في العراق
- دفاعاعن الديمقراطيه في العراق


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف محسن - تخطيطات اولية حول تأهيل الدين العقلاني