أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يوسف محسن - لاتقلع جذور القلب انها في القلب ( حلبجة )















المزيد.....

لاتقلع جذور القلب انها في القلب ( حلبجة )


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2125 - 2007 / 12 / 10 - 04:57
المحور: حقوق الانسان
    


لا تبوحي ،
مثلما أمسك نفسي،
عنوة، فوق الجبل............
تتغذى الانتظار...................................
ماجد جبر هاشم

هذه اليوميات شهادة حي على ماشهدته من دمار حلبجة ولو بعد سنوات قليلة من المأساة ورغم الفترة الزمنية الفاصلة بين تاريخ المجزرة وتاريخ هذه اليوميات 1991 ولكن هذه اليوميات تبحث في تاريخ الخراب وذهنية القتل والموت التي شكلت طبيعة النظام الفاشي العراقي وتكشف عن عمق صورة الكراهية التي حملها مشروع الغزو الداخلية ضد الشعب الكردي حيث تهيمن ايديولوجية قومية اثبتت بؤسها وانحطاطها امام المدينة /الذبيحة/ حلبجة .
واتسال لماذا لم تشكل مجرزة حلبجة وسيد صادق وسيروان والانفال وتهجير السكان والابادة الجماعية للاكراد صدمة للوعي القومي العربي ؟
كان السؤال المحير من نفذ مجرة حلبجة ؟
اين كنا ؟ اين كانوا المثقفين العراقيين ؟ لماذا لم نشم راحة التفاح القاتلة ؟ هل كنا مغفلين ؟ كانت هذه الاسئلة تنداح ككرة الثلج الابيض الذي يسقط في ليالي سيد صادق ليالي العراء والبرد والجوع .
لماذا لم نشعر بالعار نحن العرب؟ نحن العراقيين ؟
لماذا الصمت ؟
هذا النظام الفاشي الذي ولد من رحم الوسط القوماتي والتي تقوم ايديولوجيته الكليانية على حاكمية الحزب الواحد ونزعته في الاستبداد والعدوان والشوفينة القومية والاستعلاء صمم نفسه باستنفار كلي لاجهزته الدعاية ومثقفيه وشعراه على افناء شعب كامل.
اكتشفت انا اتسكع داخل المدينة المذبوحة البيوت الجوامع ، الشوارع الصغيرة ، ملابس الاطفال ، الاشجار اليابسة ابار الماء الجافة والملوثة هنا داخل جسد حلبجة لممت عظامي وصرخت بقوة : انها بقايا روحي.
اين الكرد ؟ اطفال الكرد ؟ اين قمر الكرد ؟
وانت صديقي كاكا حسن اين جوانة وفيان ؟
اننا شركاء في الهزيمة شركاء في الجريمة اني اعلن انتمائي الى الكرد وبراءتي من الدولة الفاشية والشعراء الفاشيين واحدا واحد والقصاصيين وكتبة الحرب الدموية والمثقفين الفاشيين والجنود الغوغاء .
اني اعلن اعتذاري لنساء واطفال الكرد ولسيروان وسيد صادق وعصافير حلبجة واشجار الرمان وينابيع الماء اني اعلن اعتذاري لكل الكائنات الحية التي قتلها الغوغاء السفلة .
ايها الجبليون يااكراد القرن الدموية و انت ياصديق كوران وانت ايها الصبية ياحقل الرمان اعلن لكم .
هذا عصر الكاكات عصر الكرد
عصر النساء الكرديات الواتي يصنعنة الخبز في دوكان.
(1)
وصلت صباح هذا اليوم الى مكان العمل في ساحة الاندلس مستشفى الواسطي اعمل مع مقاول لبناني ابو ريم بعد ان عرفني عليه صديقي كريم حليوة ، العمل يتعلق بالسقوف الثانوية اشعر بالمرح لقد وجدت عمل بعد ان قضيت سنة كاملة بين مقهى حسن عجمي والشابندر اسكن هنا في حسن باشا بعد ان غادرت الناصرية المنقوعة بالخل والخمرة وسلمى الجميلة كان صباح جميل بعد ايام ساحصل على جواز سفر مع رشفات الشاي الصباحي سمعت ابو ريم يتحدث عن(ثوار الكويت) (الجيش العراق) واشياء اخرى شاهدت مجموعة من العمال يتجمعوا قرب المذياع سمعت الاشياء بوضوح شديد لقد دخل جيش الغزو الى الكويت وهرب قارون الكويت وان ثوار الكويت والذي يقودهم علي حسن المجيد يقودون الدولة .
سمعت بيان التعبئة والاحصاء استدعاء مواليد 1961 ، 1962...............
انها دورة جديدة من العنف حيث ان هذا النظام صمم نفسه على العنف المستديم .
(2)
ذهبت صباح هذا اليوم مترعا بالاحباط والخيبة والخذلان الى تجنيد الكوت تم تجميع دفاتر الخدمة العسكرية ، ارسلونا الى مركز تدريب مشاة الكوت بعد ساعات، تم احضار السيارات (الريم)وكانت الاوامر صارمة عدم التوقف في اي مكان لم اعرف اي اتجاه تتحرك السيارات مسيرة طويلة ظلام دامس نوم متقطع.
صرخ احد الجنود انها( جمجمان )اخذ يحاور رفيقه المجاور له ،الم اقل لك اننا ذاهبون الى السليمانية .
شعرت بالراحة من الافضل ان نذهب الى السليمانية بدلا من الكويت اريد ان ارى مدينة جديدة ، كان مع سان جون بيرس وسعدي يوسف (قصائد اقل صمتا ) الساعة الرابعة صباحا توقفت السيارات في مكان مقفر سوى بقايا بيوت توحي اما انها قرية عصرية او قاعدة السمتيات وعلى الطريقة الصدامية ، طلب منا الضابط ان ننام على طريقتنا الخاص في الصباح اكتشفنا شيخ وصال كما سماها الجنود.
(3)
اليوم تعرفت على جندي كردي اسمه كاكا حسن اصبحا صديقين حميما رغم انه يكبرني بالسن رجل طيب تم توزيع الملابس الخاكية والاحذية العسكرية الان اصبحت(جندي) في ساعات الظهيرة وبعد توزيع القصعة شاهدا رتلا من السيارات العسكرية وحركات غير طبيعية جاء العريف محمد قال تهيئوا اللواء سوف يتحرك الى حلبجة ان ارى الخراب والدمار في مسائلة لم احسمها في (وعي) في حلبجة تكمن كل شراسة النظام الفاشي وقذاراته هناك في حلبجة ساكون الشاهد الاخير.
سيكون كاكا حسن الدليل لمعرفة تاريخ المنطقة قال لقد اغلقت المنطقة من عربت واصبحت منطقة عسكرية اخذ يوصف لي كل شيء هذه عربت مدينة بائسة وهناك بازيان هذا مقر الفرقة السابعة وهناك في الافق حلبجةالجديدة هذه منطقة سيد صادق وهذه سيروان وهذا مقر لواءنا 442 رايت الدمعة تسقط من عينيه الجميلتين هذه حلبجة لقد دمرت بشكل كامل وتم تهجير من بقي من سكانها الاحياء الى مدينة السليمانية او الى مقابر في الجنوب لا اعرف اين .
لم تكن هنا حلبجة( انها الخراب العظيم) قد اقوم برسم مشهد افتراضي بعد ان تم ضرب المدينة بالكيمياوي ضربت بالمدفعية حيث تحولت الجوامع في المدينة الى مغتسل للموتى (ملابس الاطفال والنساء والرجال) اما البقية من الاحياء اما ان تم تهجيرهم الى السليمانية او الى الجنوب لدفنهم احياء .
كانت الاوامر صارمة عدم الدخول الى المدينة او مس الحيطان او شرب الماء من الابار القريبة من سيروان وحلبجة .
وان عناصر الاستخبارات ستراقب كل شي
(4)
اصبحت مسوول الرواتب في الفوج الثاني لواء المشاة 442 اتخذنا مكانا لنا شمال حلبجة اما الافواج فانها انتشرت على الجبال ، الاعاشة والرواتب اتخذت لها مقرا في بيت فوق تلة ترابية (يسمى بيت السيد )كلما اذهب الى عربت امر على <حلبجة الجرح > في ضميرنا اريد ان اكتشف المدينة ،اكتشف الخراب ،ابحث عن الجسد الكردي كان الخوف يشكل هاجسا مميت انت محاصر ومكشوف كل مرة ادخل حلبجة ارى الاكراد اسمع ضجيج النسوة في السوق وغزل الفتيات الكرديات في شوارع المدينة .
(5)
اول عمل قامت به سرية مقر الفوج بأمرة ملازم اول محمود اللوطي التحرك بكل الاتجاهات لتامين قوة الفوج في المساء جاءوا بكردي عجوز صغير الحجم مقيد من الخلف لحيته كثة تساءلت مع نفسي ماذا يمكن ان يفعله هذا الرجل الطاعن في السن بعد ايام سئلت عن مصيره اجابني احد الجنود السفلة ارسلناه الى الجحيم .. قال الى جهنم لانه عميل اسرائيلي .
(6)
كانت محاضرة التوجيه السياسي او المعنوي لهذا اليوم حول اعداء العراق الحقيقين وقد ابدى الملازم الاول محمود(نائب ضابط سابق)قدرة تحليلية هائلة تنطلق من ذهنيته البدوية (العراق واحد وقائد واحد وحزب واحد) وان الكرد هم اعداء العراق الحقيقيين يروجون لتقسيم العراق ومعهم الانصار الشيوعيين واكد مرجعيته في هذا التحليل الرائع الاستخبارات العسكرية العامة انهى محاضرته بنكتة سخيفة تنم عن عقلية اجرامية ان القائد صدام اعلن محو الامية وقضى على الامية في العراق وسوف يعلن محو الكرد.
كاكه حسن صديقي كيف اواسيك بعد سنوات العذاب ، بعد ان خطف رجال القوات الخاصة ابنتك جوانة وفيان اريد ان ابكي عند قدميك كاكه حسن استمع مايقول هذا الكلب اللوطي.
(7)
في عربت ضابط شرطة يقوم بسوط كردي على ظهره اي صياح هذا وطني انت بلاد التقزز والجنون في المذياع شعراء ومثقفي العراق يقومون مهرجان ضخم لتأييد المسيرة التاريخي للقائد في غزو الكويت ، كاكه حسن هؤلاء الشعراء كانوا يكتبون بيان حلبجة وسيروان وسيد صادق كانوا يصححون النسخ الاولى من بيانات الانفال العسكرية.
وصلت الى مقر الفرقة ،كان صديقي جميل في قلم الفرقة مصابا كالعادة بلوثة جنون جلب لي فطور، قال متى تهرب ايها الولد المشاكس سحب من درج المكتب رسالة قال لي اقرء رسالة مديرية الاستخبارات العسكرية العامة تتضمن الرسالة القبض على اي كردي يتحرك في المنطقة المغلقة ومحاكمته بسرعة وتنفيذ الاحكام في الميدان وقد جاءوا بـ17 من جماعة البيشمركة وسوف يتم التنفيذ .
صديقي كاكه حسن وداعا ، قبلته في خده ،قلت له عليكم ان تدفعوا عن وجودكم عليكم ان تدفعوا عن وجودكم ،عليكم ان تقيموا دولة الكرد بقوة الدم عدت الى بغداد مع صديقي جميل .
لـ حلبجة
ضحكة الطفل المراوغ والدم الملوث بالغبار الم تكن للطائرات ازيرها الم تكن للطائرات .
< البحر >
تنفتح السماء ،على هشيم الطائرات،
فيصرخ نورس ايامه الغبر
واحزان الرحيل
وتخب أمواج السماء ،السفن ،الموتى
وأحلام الرجال،
هوذا الليل المشبع بالصخب،
يركن الى اعماق محاره..................
يأيها المد المشبع بالجنون ...
هل تراني أبتدأحيث أنتهيت؟
ام تراني ذابلا منذ الولادة،
كانكماش البحر في وقت انقضاض الطائرات........................
ماجد جبر هاشم



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخرج السينمائي العراقي جمال محمد امين : السينما أداة ثقافي ...
- فخ الخطاب الشعبوي العراقي
- في تركيب صوره هجائيه للسياب
- اختراع الشرق: وظيفة النظام الثقافي الاوربي
- قراءة على هامش كتاب الاسلام واصول الحكم ل(علي عبد الرازق)
- مقاربات اولية حول اطروحات بودريارد
- نزعة الاستشراق في حقل السينما العراقية تقدم صورة مشوه عن الا ...
- قاسم حول : نهوض القطاع السينمائي في العراق لن يتحقق الا باصل ...
- تاريخية نظام الاناقه الانثوية
- اسهام في اعادة تركيب تاريخ النسق المحرم
- العنف التطهيري او انتصار الوحشية العراقية
- حوار مهم مع البروفسور ميثم الجنابي انهيار النظام التوتاليتار ...
- ملاحظات تمهيدية حول الظاهرة الدينية في العراق
- دفاعاعن الديمقراطيه في العراق
- الاقنعة التنكرية صناعة الهويه في الثقافة العراقية
- الخطاب الديني الاصولي او احتكار بلاغة العنف السياسي
- اسامه ابن لادن الاصولي التخيلي
- نحو حافات التنوير
- نحو صياغة جدبدة للعلاقة مع الاخر الغرب
- قراءة في اسطورة المثقفين العراقيين وخرافات الدولة الريعية


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يوسف محسن - لاتقلع جذور القلب انها في القلب ( حلبجة )