أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف محسن - اسامه ابن لادن الاصولي التخيلي















المزيد.....

اسامه ابن لادن الاصولي التخيلي


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1878 - 2007 / 4 / 7 - 11:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان هؤلاء السادة هم النظير الاخلاقي للاباء الذين أسسوا الولايات المتحدة الاميركية هذا كان عام 1985 عندما استقبل ريغان مجموعة رجال من ذوي الوجوه الضارية واللحى الطويلة والعمائم حيث قدمهم الى رجال الصحافة في البيت الابيض بوصفهم مقاتلين من اجل الحرية ضد امبراطورية الشر (الاتحاد السوفيتي سابقا) شخصيات فلكلورية خرجت توا من القرون الوسطى.

لقد تم دعم نشاط الاسلام السياسي من قبل الولايات المتحدة الاميركية مع انظمة عربية محافظة (السعودية).. كايديولوجية وكحركة سياسية اجتماعية ضد النزعة القومية والعلمانية العربية وقد ازداد التيار الاسلامي السياسي قوة بعد الثورة الاسلامية في ايران وفي هذا السياق تم انتاج ظاهرة اسامة بن لادن وتنظيم القاعدة والذي خرج من معطف الحرب الافغانية ضد السوفيت لتشكل ظاهرة الضربة المرتدة ضد اميركا.
لقد تم تشكيل الايديولوجية الدينية لـ اسامة بن لادن داخل حقل الثقافات التداولية للمجتمعات العربية والاسلامية التي تتكون من مزيج (كراهيات الغرب الصليبي والقومانية الاسلامية) للخروج بنموذج بنيوي تركيبي هو الاسلام الاصولي. فالاصولية الاسلامية لابن لادن مهووسة بالنقاء. نقاء العرق. نقاء الهوية. نقاء اللسان من اللحن والدخيل من الالفاظ ورهاب من التطور والتجدد وهي فعل هاذ على الحداثة. هذه النقاوة التي تحدد النسق الايديولوجي للاصولية هي احد التجليات الاكثر بروزا للعناصر الفاشية في الثقافة العربية والاسلامية الحديثة الضرورة تقتضي اولا اعادة بناء الشروط الاجتماعية لأصولية بن لادن كظاهرة تاريخية التي هي نتاج مجال الكلية الاسلامية المؤسسة على مسار غائي للتاريخ.
يطرح Geertz غيرتز كيفية تصرف الاشخاص البشريين ذوي الحساسية الدينية حين تبدأ العقيدة الدينية الثابتة لديهم في التآكل او حين تتمزق التقاليد الدينية والطقوس تدريجيا نتيجة اشتراطات التاريخ.
هناك احتمالات متعددة ان يفقدوا حساسيتهم الدينية او يحولوها الى حماسة ايديولوجية او قد ينكمشون في فزع على انفسهم او قد يزدادون تشبثا بعقائدهم المتآكلة أوقد ينقسمون على نصفين. يعيشون روحيا في الماضي وفيزيقيا في الحاضر والوقوع تحت قراءات لا عقلانية للنص الديني واعادة انتاج الاشكاليات التاريخية القديمة كما هو حاصل في ظاهرة ابن لادن الاصولية. حيث يؤسس مشروعه الكفاحي ضد الرأسمالية المعولمة بانتاج تصنيفات تاريخية ثقافية ودينية مفصولة عن الارضية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للعالم الحديث.
ان استثمار بعض الانساق المعرفية الميغلية الماركسية في قراءة نظرية التوسع الرأسمالي والقائلة بان الانتفاضات القومية والاحتجاجات الشعبية والقبلية والمقاومات التي تؤسس على الخرافات الدينية ضد الدور التاريخي للرأسمالية وخاصة في العالم العربي والاسلامي توصف كونها خروجاً عن صيرورة التاريخ العالمي. حيث ان التشكيلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للعالم العربي والاسلامي مصابة بالدوغمائية والركود والانحطاط وان الرأسمالية كظاهرة تاريخية ضخمة تلعب دورا تاريخيا في تحطيم انماط الانتاج ما قبل الحداثة التي تسود هذه التشكيلات.
هنا تبرز الاصولية الاسلامية (ظاهرة اسامة بن لادن) والتي تمثل انتفاضة راديكالية بقوتها التدميرية ضد الراسمالية المعولمة والتي هي دليل على الاستبداد والترهل والانحطاط داخل بنية المجتمعات العربية والاسلامية وفشل المؤسسات السياسية والنخب الثقافية في التكيف الحضاري مع العالم المعاصر. ان بنية هذه المجتمعات تفتقد الى طبقات اجتماعية او ثورات او تاريخ عالمي الى الحين الذي تندمج فيه ضمن النظام العام لعلاقات الانتاج الراسمالية.فأصولية ابن لادن نتاج أزمة المجتمعات العربية والاسلامية وقد تحولت الظاهرة الى تكرار وادامة الازمة حيث ان هذه الحركات الاسلامية هي تحالفات طبقية بين المحرومين في المدن والحضر وانتلجنسيا يمثلون الهامشيين يسعون الوصول الى السلطة السياسية لتطبيق الشريعة بعد تعرضهم الى عمليات الطرد خارج التاريخ. هذا المشروع الاصولي يتماثل مع المشروعين (القومي والاشتراكي) العربيين حيث نجح الخطاب الاصولي في زج الجماعات البشرية في افق طوباوي لا يقدم حساباته الا أمام قوى المافوق ـ طبيعي. ومن هنا يتغذى هذا التيار الاصولي من فشل وعجز النخب الوطنية والانتلجنسيا العربية والاسلامية التنويرية في احداث تغييرات راديكالية في نظام التاريخ فالاستلاب وانفراط الاجماع الفكري والانقسام والتفكك وتحول الدول الوطنية العربية الى اداة للقهر السياسي والازمات الاجتماعية والاقتصادية كلها تحول هذا المزيج الانفجاري الفخم الذي سوف يقود الى حقيقة جديدة من الفوضى. الولايات المتحدة الاميركية فقدت توازنها. اختل كل شيء. القادة السياسيون يحاولون امتصاص الذهول والصدمة. عبارات منفعلة اسامة بن لادن يعلن.وحدهم الشعراء يمتلكون قدرة هائلة في البصيرة فهم يقفون على محور التاريخ. احداث سبتمبر القيامة التي اكتشفها وايتمان ولوركا في حي هارلم وأدونيس في قير من اجل نيويورك. لم تمثل صدمة للتمثيل الشعري وانما كانت صدمة عاصفة للعقل السياسي الغارق في كل هذا الركام والخراب.
ان الهجوم على برجي التجارة العالمية (العصب الاقتصادي والمالي لعالم النيولبرالية) و(البنتاغون) المؤسسة العسكرية الضخمة لحظة فاصلة في التاريخ الاميركي. حيث احدثت تغيرات في الرؤيا الاميركية للمسار السياسي والعسكري حيث ان احداث سبتمبر هي المرة الاولى منذ حرب عام 1812 التي هوجمت فيها الاراضي القومية الاميركية. فقد كشفت هذه الكارثة عن مجموعة حقائق كانت متوارية.
1. الازمة التي يواجهها الغرب في عقيدته العسكرية والاستراتيجية بعد زوال الخطر الشيوعي.
2. مدى صمود النظرية الامنية التقليدية في حفظ الاستقرار السياسي للولايات المتحدة الاميركية.
3. القلق من نشوء نظام اقتصادي منافس خارج اطار السيطرة الاميركية (مأزق الامبريالية. مايكل هدسون)
اما على الصعيد الثقافي والحضاري فقد كشفت الكارثة عن كمية العنف الخفي في الثقافات الاصولية. حيث تحمل في طياتها نواة رعب وتمنحها الشرعية والقوة الدنياميكية حيث ان هذه الاعمال العنيفة هي نتاج وافرازات التجديدات التاريخية ونظام البنى التي تشكل الحاضن الاول للعنف



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو حافات التنوير
- نحو صياغة جدبدة للعلاقة مع الاخر الغرب
- قراءة في اسطورة المثقفين العراقيين وخرافات الدولة الريعية
- جدل الثقافات الفرعيه نحو تشكيل رؤية ستراتيجيه لثقافة وطنية ع ...
- الاخفاق في صناعة دولة
- خرافة الدولة الوطنية العربية: نحو قراءة موضوعية للظاهرة الأص ...
- الجسد الانطولوجي الشارح الأولي لفوضى السلطة السياسية
- اثريات الطائفية السياسية / مقاربات اولية في العنف والعنف الط ...
- نحو إعادة قراءة حقل التمايزات للفضاء المفاهيمي، الإسلام/ الد ...
- إسهام نقدي حول مقولة - الأسلام مصدر للتشريع
- الحريم السياسي: مقاربات أولية حول الخطاب الجنساني في الثقافة ...
- اعادة انتاج النخب السياسية التقليدية2
- قراءة في التصميم الكولو نيالي للديمقراطية في العراق الراهن
- نقد النزعة التاريخية الأحيائية في الفكر العربي
- تحليل الخطاب السياسي حول مفهوم الديمقراطية الشعبوية


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف محسن - اسامه ابن لادن الاصولي التخيلي