أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف محسن - نقد النزعة التاريخية الأحيائية في الفكر العربي















المزيد.....

نقد النزعة التاريخية الأحيائية في الفكر العربي


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1406 - 2005 / 12 / 21 - 10:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مقاربات أولية حول أطروحات المفكر مهدي عامل

يعد المفكر الماركسي مهدي عامل والذي ترك حضوراً ثقافياً واسعاً في حقل الصراعات الايديولوجية والسياسية للمجتمعات العربية الحديثة ( ظاهرة فكرية ) أستثنائية .
حيث أن قراءة نصوصه الفكرية وأعادة أنتاج مفاهيمه ومقولاته السياسية تمثل جزءاً من رهانات الصراع الايديولوجي الراهن، فالمشروع النظري - التاريخي الذي أشتغل عليه مهدي عامل في مضمار نقد الفكر العربي التقليدي وتأسيس بواكير الفكر النقدي العلمي يحتفظ بقوته النقدية في صيرورة الفكر العالمي المعاصر .
حيث رد الأعتبار للمفاهيم العلمية والتاريخية وتنقية الماركسية كمنهجية ومنظومة فلسفية وسياسية من الترسبات الدوغماتية والتي هيمنت على الفكر العالمي الماركسي وحولته الى مجموعات قياسات صورية جاهزة وقوانين مقدسة ومتون ميتافيزيقية ونصوص فقهية تقليدية يتم أستحضارها بعيداً عن السيرورات التاريخية والأجتماعية للمجتمعات العربية وخاصةً في النسخة السوفيتية ، فمنذ دراساته الايديولوجية - النظرية عبر كتاب ( في التناقض ) وفي ( نمط الأنتاج الكولونيالي ) عام 1973 حتى آخر أعماله ( تمييز المفاهيم الماركسية عربياً ) 1990 تشكلت مقولاته النظرية والفكرية بالضد من العروض والتفسيرات البيداغوجية والمبسطة والشعبوية والتي كانت تهيمن في حقل التداول الثقافي العربي الماركسي.
أن دراسة أحد أبرز أعمال المفكر مهدي عامل الجدالية ( أزمة الحضارة العربية أم أزمة البرجوازيات العربية ) 1974 والتي تشكل جزءاً من التاريخ الفكري للماركسية وتمثيلاتها داخل الحقل الثقافي في العالم العربي ، حيث أن وراء هذا العمل الفكري تراكماً معرفياً متشبعاً وقراءة موضوعية بعيده عن الهذيانات الايديولوجية والاسطورية السائدة في أوساط الأنتلجستيا العربية .
أن هذه القراءة تنطلق من فرضية تاريخية عن الماركسية بوصفها نتاج تمفصلات ومعضلات الفكر الأوربي في القرن التاسع عشر وتنتمي الى انساق ثقافية وأرحام فلسفية ونظام معرفي هو جزء من النظام السيوسيولوجي مابعد العصر التنويري ولكنها تملك نزعة كونية كونها تمثل نظرية الأحتجاج الأنساني ضد النظام الرأسمالي الوحشي ( لقد تكون الفكر الماركسي في عملية من نقد الأقتصاد السياسي كانت تتم في أطار حركة تاريخية من نقض المجتمع الرأسمالي فكان هذا الفكر في تميزه كونياً ) (العامل نمط الأنتاج الكولونيالي 1973 )
أولاً : بسبب كونية نمط الأنتاج الرأسمالي بمعنى أن منطق التراكم الرأسمالي كان يقود بالضرورة الى توحيد العالم فأكتسب حركة نقض الرأسمالية ، بهذا الطابع الكوني .
ثانياً : بسبب من كونية قانون الصراع بمعنى أن هذا الصراع هو القوة المحركة للتاريخ في شتى مراحله .
فكانت الماركسية هي الأداة العلمية التي تقدر على فهم مراحل التاريخ هذه وبالتالي على فهم المجتمعات السابقة على الرأسمالية ، فهي هنا علم التاريخ وأقصد هنا الماركسية التاريخانية التي تنظر الى حركة التاريخ عبر الفعل التاثيري والتي هي حصيلة شبكة معقدة من العلاقات الاجتماعية والسياسية والأقتصادية والمعرفية وتعتمد تبلورها على تحليلات موسعة للبنى والتنظيرات السياسية والطبقية ( مؤسسات انتاج المعرفة وتبادلها وأنتشارها ، مؤسسات أنتاج الثروات المادية … وحركية الطبقات الأجتماعية ) .
وهنا يقدم مهدي عامل درساً في نقض الماركسية الميتافيزيقية ذات القوالب الثقافية الجاهزة في ( أزمة الحضارة العربية أم أزمة البرجوازيات العربية ) 1974 . حيث يمثل أبرز عمل نقدي يستأنف في التقليد العربي حول تكون وتبلور الطبقة البرجوازية العربية ، وتقويض أزمة الحضارة العربية وتفكيك ونقد التصورات التي تعمل داخل تاريخية الفكر العربي الميتافيزيقي الحديث .
أن عمل مهدي عامل يتحدد تاريخياً ونظرياً ضمن الاسئلة التي تواجهها تمثيلات الفكر العلمي النقدي العربي بتوسيع المعنى والهيمنة ومايطرحه السؤال الأشكالي :
أزمة الحضارة العربية أم أزمة تشكيل الطبقات الأجتماعية ؟
حيث أن النص العاملي هو قراءة نقدية لتيارات الفكر العربي المعاصروالمتشكل حول ثنائية ( التخلف / الحداثة ) في المجتمعات العربية ، حيث يتم داخل التشكلات الفكرية العربية أخفاء الأزمة الحقيقية وأظهارها في شكل أزمة عامة هي أزمة حضارة .
أن أظهار أزمة الحركة التاريخية للبنى الأجتماعية العربية / الطبقات الأجتماعية على شكل أزمة تشكيلات فوقية ( الحضارة العربية ) هو جزء من عناصر الايديولوجية البرجوازية العربية.
مما لاشك فيه أن الجدل الذي بدأ مع عصر التنوير العربي وتواصل أعمال المثقفين العرب حول أزمة التطور التاريخي للمجتمعات العربية والذي تم طرح أشكاليته بشكل مقلوب من قبل هؤلاء المثقفين ( حيث تم نقل القضية من التحليل الطبقي لحركة التاريخ والبنى الاجتماعية الى صعيد التحليل الجوهري الغيبي ) وتمييز خطاباتهم السياسية والفكرية بالمضامين العاطفية والأسطورية .
في حين تمكن مهدي عامل من تجاوز الرهانات التقليدية للجدل وتحليل النزعات المعرفية التاريخية الأحيائية التي تضبط بنية الفكر العربي وتقديم تصور بديل للمعرفة الأنفعالية والأسطورية والعاطفية يتسم بالمعرفة العلمية وقراءة الظواهر وخاصةً أذا تعلق الأمر بأزمة مجتمع بالمفاهيم والمقولات الأقتصادية والأجتماعية .
حيث أن الجدل الدائر حول أزمة الحضارة العربية لم يكن جدلاً قائماً برهانات فلسفية ميتافيزيقية محضة وأنما كان من أهم محطاته خصوصاً في السياقات العربية جدلاً مستنداً داخل حقل الصراعات الايديولوجية والسياسية .
فقد كشف مهدي عامل شبكة الرهانات السياسية التي توجد داخل النقاش وتعرية المضامين الأحيائية الأيديولوجية التي تتبطن هذه المواضيع وأن الغرض الأساسي للتستر وراء مقولة ( أزمة الحضارة ) كمقولة منتفخة هو طمس وأخفاء حقيقة أزمة الدولة الوطنية العربية الحديثة وفشل تكويناتها الأيديولوجية والسياسية وهشاشة البنى الأبستمولوجية للطبقة البرجوازية العربية .



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل الخطاب السياسي حول مفهوم الديمقراطية الشعبوية


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف محسن - نقد النزعة التاريخية الأحيائية في الفكر العربي