أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف محسن - الاستعارات الكبرى التمركز الاوربي ، الهوية ،الاسلامويه الاصوليه















المزيد.....

الاستعارات الكبرى التمركز الاوربي ، الهوية ،الاسلامويه الاصوليه


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكل اطروحات هنتغتون ستراتيجية ضخمة لتحوير الوقائع لصالح تصورات ذهنية مرتبطة بالمناخ السياسي لعالمنا المعاصر حيث انهيار الكتلة السوفيتية واعلان نهاية الشيوعية ونهاية التاريخ .
وفي هذه السياقات تتجاوز اطروحة هنغتون حقل التوصيفات التاريخية لتضع نماذج وتقنيات وتصورات بشان اعادة تغيير انظمة العالم وفق تصاميم الفكر الغربي الحديث وضمن اشتراطات العملية السياسية في المجال العولمي حيث ان تأسيسات هنتغتون تقوم على فرضيتين اساسيتين .
الفرضية الاولى: صدام عولمي بين الكتل الحضارية (الهويات الثقافية) قائم على خلفيات دينية يهدف الى الهيمنة السياسية والعسكرية والاقتصادية والجيبولويتكية (ففي هذا العالم الجديد فان اكثر الصراعات انتشارا وخطورة لن تكون طبقات اجتماعية او جماعات سياسية اخرى محددة ولكن بين شعوب تنتمي الى هويات ثقافية مختلفة ) .
الفرضية الثانية : صدام داخل الدول الوطنية وبين الهويات الثقافية والاثنية والدينية والطائفية المختلفة والمتناقضة يؤدي الى تفكيك وتصدع البنى الداخلية التقليدي حيث يتم اعادة صياغتها وفق المفاهيم الجديدة .
وحسب هذه الفرضيتين يؤسس خطاب الحضارات مجموعة كبيرة من الاسئلة عن ماهية الحضارة ؟ واشكالها ؟ والعلاقة بين القوة والثقافة والعرق والدين والعلوم والتقنيات والانظمة والسياسية وتوازنات التاريخ والتركيبات السياسية والصراعات التي ولدتها العالمية الغربية والاصوليات الاسلامية واعادة تاكيد الهوية الاوربية ومستقبل الغرب في عالم متغير كل هذه المعايير تشكل المتخيل التاريخي لتصنيف الحضارات في الرؤية الغربية/ الاوربية للمجتمعات الاخرى في مجرى التاريخ اذا ان اطروحات هنتغتون تحتوي على خليط مثير للدهشة من الاحكام والفرضيات بصدد تشييد تصميم نظامي لتحديد الهوية وتفوق الغرب وانتصار الليبرالية في نهاية التاريخ .
ان قراءة تاريخية للمشهد الاوربي نجد ان الصراعات والنزاعات اتخذت نساقا تحويليه متعددا ،البدايات كانت صراع بين الامراء والقياصرة ثم بين الملكيات الدستورية والملكيات المطلقة وفي فترات تاريخية لاحقة اخذ الصراع بين الامم والشعوب ومع ظهور الثورة الفرنسية ثم الثورة الروسية 1917 بدأت الصراعات تتخذ منحا ايديولوجيا لنصل الى نهاية الحرب الباردة ووفق تصميمات هنتغتون اخذ الصراع بعدا اخر بين الغرب الليبرالي الديمقراطي والحضارات الاخرى وبالذات الاصولية الاسلامية وهذه الصياغة السياسية في السياق العولمي تماثلها صياغات اخرى جرت في القرن التاسع عشر داخل الرؤية الثقافية الاوربية حيث تم اعادة تنظيم وتصنيف القوميات (اي بصدد رؤية كل قومية للاخرى اولا وبصدد الرؤية الاوربية للعالم الغير اوربي ثانيا وكانت هذه الصياغة لتاكيد مكانت اوربا في العالم ومع تقدم التقنيات الهيكلية ووالمنهجيات التي وظفها رينان وغوينوا لتشيد هرمية تعزز للاوربيين شعورهم بالتفوق ففي قراءة لفرانسوا هارتوغ نجد ان الحداثة الاوربية والتي خرجت من معالم الحداثة اليونانية القديمة والقائمة على ثنائية الانا المتحضر والاخر الهمجي حيث ان السقتيون كانوا من البدو الرحل عند التخوم البلقانية مثلوا دور المرأة لتحديد معالم الهوية الاغريقية المتجذرة في التطورات الحضرية وما كان لعصر النهضة الاوربية المفتون بتاريخ اليونان قديما الى ان يصطنع لنفسه على غرار هيردوتس مراة يحدد هويته وسوف يشكل الاسلام الا متعين الحدود والهلامي ذريعة بتركيز الهويات السياسية للمجتعات الاوربية
ان اختراع الاخر (الاسلام الاصولي) في صدام الحضارات لهنتغتون تكون وتبلور داخل مركبات الثقافة الغربية والاوربية ليتم من خلال هذا العدو لافتراضي اعادة تنظيم التمركزات وتحديد الهوية داخل فضاء الثقافة.الغربية
حيث ان الصدام الحاصل لا علاقة له بالثقافة او الاديان او الحضارات بل هو صدام بين العقل الاصولي الغربي /الاوربي الذي هو نتاج الراسمالي المتوحشة والعلمانية المتطرقة والعقل الاصولي الاسلامي والذي هو نتاج الدولة العربية اللاعقلانية ذات النزعات الفاشية العسكرتارية ووظيفة هذا الصراع هي فرض الهيمنة وتعميق الهوة بين عالمين في صيرورة التحول التاريخي حيث ان اطروحة هتنغتون تضع الاسلام الاصولي في مواجهة الغرب الجغرافي الاسلام الاصولي الذي لم يشكل هوية حضارية ويفترق عن الاسلاميات التاريخية بكتلة من التمايزات اللاهوتية والسياسية والعقائدية والقانونية والفكرية.
ان هذه المسألة مرتبطة بنسق التمركز حول الذات مايطلق عليه سمير امين (المركزية الاوربية) والتي تؤكد تفوق المجتمعات الغربية وانحطاط المجتمعات الاخرى وفي هذه النقطة المفصلية تؤسس فرضيات هنتغون.ملامحها الاساسية حيث ان
التمركز حول الذات كمنطق لاعادة تنظيم العالم وفرض الهيمنة فالمجتمعات الاوربية تتميز تميز بالميراث الكلاسيكي (الفلسفة اليونانية العقلانية والقانون الروماني اللاتيني والمسيحية الغربية اولا الكاثوليكية ثم البروتستانتية )والتي شكلت هوية ثقافية للمجتمعات الغربية واحد المظاهر المميز للتاريخ الغربي بالاضافة الى اللغات الاوروبية وسيادة القانون والتعديدية الاجتماعية والتعددية السياسية التي ادت وبشكل مبكر الى بروز الطبقات الاجتماعية والمجالس النيابيةوالمؤسسات الاخرى والفردية اذ ان الجمع بين هذه الخصائص هو الذي اعطى للغرب تلك الخاصية المتفردة.
هذه الافكار والمؤسسات الاخرى كانت اكثر انتشار في المجتمعات الاوروبية والغرب منه في اية حضارة من الحضارات الاخرى انها تشكل على حد تعبيرات هنتغتون جزءا من الجوهر الاساسي المستمر للحضارة الاوروبية وهي ايضا الى حد كبير العامل الذي ساعد الغرب واوروبا على ان تاخذ زمام القيادة في تحديث العالم وتجديد ذاتها.
نصل ان تاسيسات هنتغتون في صدام الحضارات وتغيير نظم العالم تمثل برنامج القرن الامريكي الجديد مرتبطا بالفكر السياسي والغربي وفضاءات الهيمنة لتعزيز التمركز الاوروبي- الغربي وصناعة الهوية ضد الاخر البربري ،الهمجي، الاسلاموي الاصولي .
1> 1992 بول وولفوتيز ) قدم الاطروحة حول سياسة الدفاع عن الولايات المتحدة الامريكية وخاصة بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط جدار برلين ودخول العالم في سياسة القطب الواحد وفي هذه الاطروحة ركز على ضرورة تفكيك اية قوة منافسة للولايات المتحدة الامريكية وتوسيع مناطق الديمقراطية في العالم وتعزيز الحريات السياسية والاقتصادية في الشرق والعالم الخارجي وبالذات في الشرق الاوسط .
2> 1997 (اعلان مبادئ الصادرة عن مركز مشروع القرن الامريكي الجديد حيث ادت المبادئ على اهمية امريكا في تصميم النظام العالمي وضرورة اقامة هذا النظام.
3> 1998 (رامسفيلد وولفريتز وريتشال بيرل) 18 شخصية امريكية توقع مذكرة الى الرئيس الامريكي كلنتون تحدد استراتيجية جديدة لحماية القيام الامريكية في اسقاط نظام صدام بعد احداث 11 سبتمبر اعلن بوش الابن الرؤية الجديدة للعالم ستراتيجة الامن القومي الامريكي القوة السابعة توفير البنية الاساسية للديمقراطية في الشرق الاوسط (الحاضن الاساسي للاصولية الاسلامية) وتوسيع دائرة الانضاج وتنمية هذه المجتمعات.



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتقلع جذور القلب انها في القلب ( حلبجة )
- المخرج السينمائي العراقي جمال محمد امين : السينما أداة ثقافي ...
- فخ الخطاب الشعبوي العراقي
- في تركيب صوره هجائيه للسياب
- اختراع الشرق: وظيفة النظام الثقافي الاوربي
- قراءة على هامش كتاب الاسلام واصول الحكم ل(علي عبد الرازق)
- مقاربات اولية حول اطروحات بودريارد
- نزعة الاستشراق في حقل السينما العراقية تقدم صورة مشوه عن الا ...
- قاسم حول : نهوض القطاع السينمائي في العراق لن يتحقق الا باصل ...
- تاريخية نظام الاناقه الانثوية
- اسهام في اعادة تركيب تاريخ النسق المحرم
- العنف التطهيري او انتصار الوحشية العراقية
- حوار مهم مع البروفسور ميثم الجنابي انهيار النظام التوتاليتار ...
- ملاحظات تمهيدية حول الظاهرة الدينية في العراق
- دفاعاعن الديمقراطيه في العراق
- الاقنعة التنكرية صناعة الهويه في الثقافة العراقية
- الخطاب الديني الاصولي او احتكار بلاغة العنف السياسي
- اسامه ابن لادن الاصولي التخيلي
- نحو حافات التنوير
- نحو صياغة جدبدة للعلاقة مع الاخر الغرب


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف محسن - الاستعارات الكبرى التمركز الاوربي ، الهوية ،الاسلامويه الاصوليه