أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمزه ألجناحي - منذ 6000ستةوليومنا بابل عاصمة العراق الثقافية















المزيد.....

منذ 6000ستةوليومنا بابل عاصمة العراق الثقافية


حمزه ألجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2229 - 2008 / 3 / 23 - 08:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بعد سقوط بغداد عام 656هجرية عم القحط والجوع مدينة بغداد وأصبح الموت جوعا في تلك الايام في بغداد امرا أعتاد عليه الناس ..سمع أهالي مدينة الحلة بتلك الفاجعة فعزموا على نقل المئونة والغذاء الى بغداد وشاعت التبرعات بين الناس في الجوامع والحسينيات وصار المواطن الحلي الفقير يتبرع حتى لو بكسرة خبز وبدأت تخرج كل يوم قافلتين أحداهما صباحا والثانية مساءا الى بغداد لتنقل الخبز والغذاء. خرج اهالي بغداد مستقبليين لتلك المساعدات واهالي مدينة الحلة فقرروا ان يجمعوا لهم ثمن لتلك المساعدات اثمان مادية وبما ان شوارع بغداد في تلك المرحلة قد امتلأت بالكتب والمخطوطات ابا اهل الحلة اخذ ثمن لمساعداتهم واشارو عليهم ان يأخذوا الكتب مقابل تلك المساعدات فكانت القافلة تذهب بالغذاء لتعود بالكتب...
الحديث عن بابل كمدينة ثقافية ليس جديد فانها مدينة قدمت للبشرية اول التشريعات القانونية وهي ذات حضارة عريقة قلما تجد حضارة شبيهة لها في رقيها وتطورها,, اهل بابل من الناس المولعين في القراءة والبحث منذ تلك الأزمان السحيقة .واختيارها اليوم كعاصمة للثقافة من قبل وزارة الثقافة العراقية فرصة تاريخية لإعادة أمجاد تلك المدينة التي قدمت للبشرية والعراق ثقافات متنوعة واهلها اليوم يسيرون على دروب أحياء أرسالات أجدادهم .
الخزين الثقافي لمدينة بابل جعلها في المرتبة الاولى بين محافظات العراق واختيار مدينة بابل عاصمة للثقافة في العراق ليس فضل من احد على هذه المدينة التي لازالت شواهدها شاخصة للعيان,,, وانت ما ان تدخل مدينة بابل الفيحاء حتى تعرف انك دخلت مدينة التاريخ والعلم والثقافة...
لم تتوقف بابل برفد الثقافة والعلم يوما بالعلماء ولأدباء والمثقفين والقانونيين حتى في تلك الايام التي مرت بها تلك المدينة ولو عدنا الى الوراء قليلا والى تاريخ المدينة ليس الموغل بالقدم بل تاريخ تكوين وتمصير مدينة الحلة على يد الأمير سيف الدولة صدقة بن منصور المزيدي سنة 495هجرية -1101 ميلادية الذي اتخذها عاصمة لامارة المزيدية وسماها بالجامعين وهي تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات وعلى بعد 6 كيلوات من اطلال مدينة بابل التاريخية وكان تمصير الحلة في ذلك الوقت تحديا حقيقيا فرضته الطبيعة الاجتماعية والثقافية والتاريخية لتلك المدينة العريقة .وكذلك ان امراء بني مزيد كانوا من الداعمين والمشجعين لرجال العلم والثقافة والادب وتقديمهم الهدايا الجزيلة والمكافئات مما ادى بالعلماء وطالبي العلم الى الوفود الى مدينة الحلة والاستسقاء من منهلها الادبي والعلمي وطبيعة أرضها وبنائها كمدينة حضرية قياسا لباقي المدن المجاورة تكونت المدارس والحوزات والتجمعات الثقافية والأسواق العلمية وانتشرت الكتب والمكاتب بين أهلها وأصبح التداول بالكتب والمخطوطات العلمية ونقل محتواها العلمي الى الأمصار القربية مهنة رائجة وممولة من قبل الدول المزيدية وحكامها . اصبحت مدينة الحلة مركز اشعاع للعلم والفكر والأدب يقصدها طالبي تلك الاتجاهات ونقلها الى بلدانهم ...
واليوم لانريد أن نقول أن مدينة بابل قد عادت مجدها لأنها لم تفارق المجد يوما ولم تبتعد عن الابداع والثقافة فكل يوم تقدم تلك المدينة عالما جديد في منحى علمي . ولو اردنا أ ن نعد علماء وأدباء ومثقفي تلك المدينة لاريد لنا وقت كبير بعدهم فنحن من أين نبدأ هل نبدء من فجر الحضارة بصانع قانونها الأول على يد مؤسس اول قانون وهو حمورابي ام نبدأ من يوم تمصير تلك المدينة عندما سميت بالحلة .
لنفارق الأعلام وعلماء بابل ونعود لهم بعد حين اود أن اتحدث عن افتتاح المهرجان عندما وجهت لنا دعوة لحضور ذلك المهرجان وكنا حقيقة متهيئين وعازمين الامر للحضور حتى قبل أن توجه لنا الدعوة فرحت كثيرا وفرحي ازداد عندما علمت من الدعوة أن الافتتاح سيكون على ارض بابل التاريخية وعلى حدائقها الغناء وقاعاتها الواسعة الكبيرة التي بنيت ابان حكم النظام السابق تضم تلك المدينة الكثير من المنشات والمسارح والشوارع والحدائق الغناء وهي تمزج الحضارة والتاريخ لتلك المدينة من حيث التصميم والتلاقح المعماري التي تتميز به المدينة الأثرية فلقد نقل المهندس الكثير من الشواهد المعمارية من القدم الى الحداثة وهناك على قمة احد التلال الثلاثة التي تحيط بالمدينة والتي أسسها رأس النظام المقبور يقبع قصر ابيض مهيب اراد الطاغية ان يكون له كالمصيف وهو يطل على جمال مدينة بابل وبساتين نخيلها ونهرها الخالد وضع صدام الملايين من الدولارات في ذالك القصر يوم كان العراقيين وأطفالهم يتلوون من الجوع وهو يقيم المهرجانات في بابل سنويا .
الداخل الى تلك المدينة الروعة تأخذه وتعتريه وتسحبه عجب المدينة المتميزة في كل شي ويمكن ان تتنسم عبق التاريخ ورائحة الحضارة انها حقا مدينة تستاهل ان تكون مدينة الثقافة للعراق لابل حتى للوطن العربي حيث ان هذه المدينة دخلت في كتب المنظمات العالمية واهتمام تلك المنظمات بالمدينة لما فيها من تاريخ عريق لازالت شواهد ذلك التاريخ حاضرة ليومنا هذا فما شارع الموكب والمسرح البابلي واسد بابل وقصورها وجنائنها الا دعوة للحفاظ على ذلك الارث العملاق الذي حرص ابنائه على الحفاظ عليه واخبار البشرية بذلك التاريخ وبناته .قدمت مدينة بابل المئاة من العلماء والادباء والمثقفين لديمومة الحاضرة العراقية بالادب والعلم والقمم والاسماء اللامعة فلقد انجبت هذه المدينة على مدى تاريخها الممتد الى 6000سنة مضت ومن اعلامها صفي الدين الحلي والسيد عبد المطلب وصالح الكواز وسيد سلمان الحلي وابن النما ومحمد مهدي البصير وعلي جواد الطاهر واحمد سوسة وطه باقر ويوسف كركوش وعبد الكريم الماشطة وعبد الجبار عباس وعلي الحسيني وناجح المعموري وسامي سعيد الاحمدي وكوكب حمزة وموفق محمد ومؤيد محسن وعشرات اخرين بل مئاة تشرف التاريخ بتدوين اسمائهم على صفحاتهم المضيئة ..سكن مدينة بابل العرب والاكراد والتركمان والنبط وضمت المدينة عشائر عربية تنحدر من اصور ذات عروق موغلة في أصولها ويسكن المدينة ليومنا هذا خليط متجانس من كل الطوائف والاعراق والديانات وهي لم تتأثر بالهجمات التفكيكية الوافدة للوطن مثل باقي مدن العراق كون سكانها ذوات عقول راجحة يستوعبون المخاطر ويتحدون ويوحدون المدينة ضد أي هجمة عليها وهذا هو سر ديمومة تلك المدينة العربية الاصيلة...
افتتح المؤتمر الثقافي دولة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وعدد من الوزراء واعضاء الحكومات المحلية للمحافظات القريبة وادباء وعلماء الحلة وعباقرتها وشعرائها ..
انها بابل العراق بابل النخيل والقيمر والباقلاء بابل شط الحلة الذي عاش مع اهلهم ولم يفارقهم في افراحهم واتراحهم بابل الجسر الصغير الذي مضى على بنائه 65عام وهو رغم شيخوخته يحمل على ظهره يوميا الاف المارة لتوحيد الصوبين .طوبى لبابل العراق الجديد.




#حمزه_ألجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسة عجيبات غريبات
- خمسة ملايين طفل عراقي يتيم
- صرخات المواطن العراقي يرجعها الصدى منحورة
- بأي عيد عدت يا عيد
- والله .. والله ..والله انها الوحيدة التي تستحق التهنئة ومن ا ...
- إنها السياسة يا عرب..إنها المصالح يا عرب
- إلى كتاب جينز للأرقام القياسية
- ما كنا نخشاه وقع ...الاجتياح التركي رسالة واضحة
- قانون مؤسسة الشهداء العراقي...لازال بلا حياة
- النخلة العراقية ...اهزوجة ورمز العراق...
- كركوك مدينة عراقية لها خصوصية مختلفة
- قصص من أدب ألاحتلال (الزيارة)
- قصص من أدب ألأحتلال(الاستقالة)
- مبروك...مبروك
- هذه حصتكم.... اين حصتنا ؟؟
- أين أرشيفكم ..يا أهل الحوار المتمدن؟
- ثانية حول رفد منظومة الكهرباء
- اعادة اعمار ...ام رفع أنقاض
- أخيرا علم لكل ألعراقيين
- الدولة تتعمد زيادة عدد العوائل ألفقيرة


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمزه ألجناحي - منذ 6000ستةوليومنا بابل عاصمة العراق الثقافية