أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - نحو السمو بالدين فوق الصراعات السياسية ..















المزيد.....

نحو السمو بالدين فوق الصراعات السياسية ..


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 11:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سوف يعتبر الكثيرون مقالي هذا هرطقة وهي تهمة لن أحاول نفيها .. أو تخريفا وهي تهمة لا أنفيها .. فرغم أراء و أقوال متطرفي الأديان جميعا فهناك أوجه شبه كثيرة بين الأديان السماوية الثلاثة .. فالقصص حول الجنة والنار و خلق آدم وحواء والأكل من الشجرة المحرمة و نوح وأولاده متشابهة الي حد كبير في أسفار التوراة الخمسة والقرآن .. واضطهاد اليهود في مصر متشابه الي حد كبير مع اضطهاد المسلمين في مكة واضطهاد المسيحيين في البداية .. وخروج اليهود من مصر الي فلسطين مشابه أيضا لخروج المسلمين من مكة الي المدينة .. ثم تكوين كلاهما لدولة بما يعني هذا من صراعات سياسية وتشريعات خاصة بهذا الصراع السياسي متشابه الي حد كبير بين الحالتين الاسلامية واليهودية .. كما أن هناك أوجه شبه كثيرة بين روحانيات القرآن المكي وبين تعاليم المسيح عليه السلام .. وكل من المسلمين والمسيحيين وإن اختلفوا حول واقعة صلب المسيح يتفقون أن المسيح رفع الي السماء وأنه سيعود يوما الي الأرض ..
ورغما عن ما قد أواجه به من اتهامات فهناك أوجه شبه كثيرة بين التلمود عند اليهود وبين الحديث عند المسلمين .. سنتهم وشيعتهم .. وكما يقول المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله .. يحتلّ التلمود مكانةً هامة داخل الديانة اليهودية، ويعتبر الركن الأساسي فيها، وما يعرف باليهودية الربانية ليس سوى تلك اليهودية التلمودية التي تدين إلى الرباني يهوذا بن سيميون بن جامليل ..
والتلمود هو مجموعة قواعد ووصايا وشرائع دينية وأدبية ومدنية وشروح وتفاسير وتعاليم وروايات تناقلتها الألسن، فوصلت شفاهاً وسماعاً إلى الناس، وقبلت إلى جانب الشرائع المدوّنة في أسفار موسى الخمسة. وخوفاً من النسيان والضياع، وحفظاً للأقوال والنصوص ولكثرة الشروحات والاجتهادات، فقد دوّنها الحاخاميون وشكّلت ما يسمى بالتلمود...
ألا يذكرنا ذلك بالحديث ؟
فقد ظل كلاهما شفهيا عدة أجيال قبل تدوينهما. وحفظ كلاهما عددا كبيرا من المعلومات حول ما يعتقده سواء من كتب التلمود أو كتب الحديث أو من مؤيديهم الكثير من التعليمات التي لم تكن ظاهرة بشكل مباشر وواضح في نصوص التوراة أو في القرآن... أي اعتبارهما مذكرات تفسيرية تفصيلية للنصوص الإلهية ... كلاهما يعتبر ملزما بالرغم من أنهما ليسا كتب إلهية .. .يعتبر أهل السنة والشيعة في الاسلام أقوال سيدنا محمد في الأحاديث المدونة في الصحاح عند السنة وكتب الحديث عن الأئمة عند الشيعة .. والتي تم الاعتناء بسندها أكثر من متنها نوعا من الوحي الإلهي ,,, وكذلك الحال بالنسبة للتلمود في الديانة اليهودية وبالتالي فكرهما ملزم ..
وكما يقول روبن فايرستون في كتابه ذرية ابراهيم في محاولة فجة للتقرب للعرب والمسلمين رغم أن كلامه يلامس الحقيقة .. بالرغم من العديد من الفروق بين الديانة اليهودية والاسلام فهناك العديد أيضا من أوجه الشبه بين التلمود والحديث ... أنتجت بالطبع أنظمة دينية متشابهة في عدد من التركيبات والظواهر .. فكلا الديانتين محكومتان في الغالب من قبل نظام يستهدف تنظيم السلوك البشري. يسمى ذلك النظام في الديانة اليهودية هلاخاة وفي الاسلام "الشريعة" . بالرغم من أن الكلمتين ليستا مرتبطتين لغويا، فإنهما تعطيان المعنى نفسه وكلاهما يدعي أنه نظام سلوك وأحكام للبشر وتفصيل وتفسير للكتب المقدسة مستقي من الوحي الإلهي عن طريق أقوال الرسول سيدنا محمد في الحديث وفي نهاية المطاف في التلمود سيدنا موسي انتقلت عن طريق الصحابة في الحديث وعن طريق الحكماء والحاخامات في التلمود .. شفهيا حتي تم تدوينهما في الحالتين رغم عدم وجود نصوص تدعو الي تدوين مثل هذه التعليمات ..العكس هو الصحيح .. فهناك نصوص واضحة في حالة سيدنا محمد تأمر بعدم تدوين أي شيء عنه إلا القرآن ..
خلاصة القول أنه هناك أوجه شبه كثيرة بين الديانات الثلاث وخاصة اليهودية والاسلام .. حتي في الكثير من التشريعات ولا داعي لذكر هذه التشريعات المتشابهة في العبادات و الأحكام .. وفي التأكيد في كلا الديانتين علي أنه هناك كتاب أو كتب أخري لها أهميتها التشريعية ولها احترام وصل الي حد التقديس .. التلمود عند اليهود وكتب الحديث عند المسلمين ..
وفي كل الديانات الثلاث ورغم مايقوله أتباع كل ديانة .. فقد ظهر نوع من الكهنوتية .. غير موجود أساسا في الأصل ... وسيطر بشر علي توصيل مفاهيم كل ديانة الي أتباعها بعد وفاة الرسل أو رفعهم الي السماء في حالة سيدنا عيسي عليه السلام .. وأدخلوا في كل دين ما ليس فيه .. من الحاخامات في اليهودية الي رجال الكنيسة في المسيحية ورجال الدين في الاسلام من محدثين الي فقهاء المذاهب السنية والشيعية وغيرها في الاسلام ..
وفي النهاية ... استقرت الأديان علي شكلها الحالي .. واستقر وضعها السياسي علي ماهو عليه .. خاصة بعد عودة اليهود الي فلسطين .. وتكوين دولة لهم هناك .. ويبقي السؤال ألا من نهاية لهذا الصراع ؟
ألا يمكن أن نسموا بالدين فوق الصراعات السياسية التي أدخلت الكثير مما ليس فيه .. ألا يمكن أن يتوقف الاسرائيليون عن التوسع الاستيطاني في الأرض الفلسطينية .. ويدخل الطرفان في مرحلة سلام دائم وشامل وعادل قائم علي وجود دولتين مستقلتين وجارتين في نفس الوقت .. يقوم بينهما تعاون واحترام متبادل ... بدلا من القتل المتبادل الحادث الآن بلا اي داعي ... فلن يمكن لأي طرف أن يتخلص من الآخر .. لأن عصور التطهير العرقي انتهت الي غير رجعة ,, أنا لا أري أي فرق بين متطرفي الصهيونية وبين حماس . فكلاهما يريد أن ينفي الآخر من الوجود ومن فلسطين .. وكلاهما لا يستطيع أن يفهم أن هذا مستحيلا .. فالوجود الفلسطيني واليهودي علي أرض فلسطين متجذر في العقيدة الدينية لكلا الطرفين ومتجذر في التاريخ .. ولا يوجد أي حل إلا أن يتعايش الطرفان سويا في دولتين متجاورتين .. بدلا من القتل العبثي الذي يحدث الآن ..
كلاهما يدعي أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولته .. رغم أن القدس هي عاصمة الأديان السماوية الثلاث وفيها التقي كل الأنبياء في رحلة الاسراء .. فليأخذ كل منهما جزءا من القدس ويعتبرها عاصمته .. وتبقي الأماكن المقدسة عند الأديان الثلاث كما هي مفتوحة للصلاة فيها لكل المؤمنين ..
في كل مكان علي ظهر الأرض الآن وبفضل العولمة ... أتباع كافة الأديان والمذاهب يعيشون جنبا الي جنب ولن يمكن لأي طرف أن يتخلص من الآخر .. لا المسلمين من المسيحيين في بلاد الشرق ولا المسيحيين من المسلمين في بلاد الغرب .. ولا السنة من الشيعة ولا الشيعة من السنة في العراق والشرق الأوسط .. فكفي هذا الصراع البغيض الذي يلبس ثوبا دينيا ومذهبيا .. كفي قتلا متبادلا .. فأي انتحاري علي الطرفين يقتل الأبرياء بلا أي سبب .. فمآله جهنم وبئس المصير بإذن الله ..
ستظل الصراعات السياسية الناتجة من الأطماع البشرية ما بقي الانسان علي الأرض .. ولكن يجب أن نسميها اسمها الحقيقي ... أنها صراعات أطماع وليست صراعات أديان أمر بها الله .. تعالي الله عما تتهمونه به ظلما وعدوانا .. لقد استقرت كل الأديان فلا داعي لأي صراع فيما بينها .. وليترك كل إنسان أخيه الانسان يعبد الله كما يريد ويترك الحساب الي يوم الحساب وإلي صاحب الحساب ..
ولا أجد خيرا من إنهاء المقال الا هذه الآيات من القرآن الكريم والتي أومن بوجود معناها في كل الكتب المقدسة سماوية أو غير سماوية وإن لم تكن بنفس اللفظ .. والتي يجب أن تكون بلفظها أو معناها هي أساس التعامل بين البشر الآن ..
وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ..
.. لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ..
لقد آن الأوان أن نسمو بالدين ...أي دين .. عن صراعات أطماعنا السياسية الدنيوية .. فإن إلهنا إله واحد وهو رحمن ورحيم ..
اللهم بلغت ..اللهم فاشهد ..

عمرو اسماعيل





#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شاء فليفطر ومن شاء فليصوم ..
- الحقيقة المؤلمة .. أننا نظلم الله ورسله معنا ..
- الرئيس غير مسؤول أمام مجلس الشعب!!!
- ماذا لو عاد جبريل عليه السلام من تقاعده ؟..
- ..هل هناك فرق بين الزرقاوي والظواهري والإخوان ؟
- القضية ليست البهائية .. ولكنها قضية حرية الاعتقاد وحقوق المو ...
- وهم اسمه الحرب علي الاسلام ..
- ما هي الشريعة ؟ وما هي مبادئها ؟
- ما هي الديمقراطية ؟
- انتصار هند الحناوي هو انتصار لمصر المستقبل
- المضحك المبكي ..
- هل يوجد في مصر أهل ذمة ؟ أو في أي مكان آخر !!
- الدين والسياسة والعقد الأجتماعي - 2
- لماذا لا يتحالف الإخوان مع إيران وطز في مصر ؟!!!
- هل يحق لجماعة الإخوان معارضة الرئيس ؟
- هل هناك حل آخر؟!! ..
- إرث قابيل
- هل هناك أي أمل ؟
- فتاوي القهاوي وضررها البالغ ..
- سؤال مشروع .. من الذي يثير الفتنة؟


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - نحو السمو بالدين فوق الصراعات السياسية ..