أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - ماذا لو عاد جبريل عليه السلام من تقاعده ؟..















المزيد.....

ماذا لو عاد جبريل عليه السلام من تقاعده ؟..


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 11:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تقاعد جبريل عليه السلام منذ ألف وربعمائة عام بعد إتمام القرآن الكريم .. هكذا نؤمن نحن المسلمون ..
ولكن وهو سؤال افتراضي ليس إلا .. ماذا لو قرر الله ولا راد لمشيئته أن يعيد جبريل من تقاعده .. وذلك لما وصل اليه حال العالم من تقاتل وتصارع مفتعل بين الأديان .. وكل أصحاب دين يتهمون أتباع الأديان الأخري أنهم حرفوه .. وكل أتباع دين يصرون أن دينهم هو الحق ولا حق غيره ..
ماذا لو شاء الله ولا راد لمشيئته أن يعيد ارسال جبريل ليوحي لانسان ما .. بالحلول النهائية لهذا الصراع المفتعل .. وليعيد تأكيد ما اراده الله من خلقه .. إعمار الارض .. وازدهارها .. مكارم الأخلاق .. السلام والعدل والحرية والمساواة .. وفوق كل شيء التوحيد بالله .. من خلال تعددية البشر وفهمهم لوحدانية الله ... تأكيدا لقوله تعالي :
" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"
إنه سؤال افتراضي .. ماذا لو عاد جبريل عليه السلام من تقاعده بناءا علي مشيئة الله التي لا راد لها ؟
هل سيصدق البشر هذه العودة ؟
وبأي لغة سوف يوحي جبريل عليه السلام لمن بختاره الله من خلقه ليحمل الأمانة ويبلغها للناس ؟
الإجابة المنطقية إلا إن أراد الله عكس ذلك .. وحينها لن يكون هناك ردا لمشيئته ..هي أن البشر لن يصدقوا من قد يوحي اليه جبريل .. وقد يقتلونه أو يحاولون ذلك .. خاصة أنه من المحتمل أن اللغة التي سيوحي بها اليه جبريل هي الانجليزية ... فهي أكثر لغة فهما وتدواولا في العالم .. وقد يكون هذا الانسان علي معرفة جيدة جدا بتكنولوجيا المعلومات ليسهل عليه نشر رسالته .. ماذا لو ؟ وهو سؤال افتراضي .. اختار الله مثلا بيل جيتس ليرسل له جبريل ليوحي له كيف يحل مشكلة تقاتل وتصارع الأديان .. ويجمع البشر حوله ليقيم العدل والتسامح والمساواة في هذا العالم .. الذي يتقاتل فيه البشر ويهدرون دماء الأبرياء بلا اي مبرر .. ويموت فيه الملايين من الجوع .. بينما يعاني فيه ملايين أخري من الأثار الضارة للتخمه ..
هل تتوقعون أن يصدقه أحد ؟..
هل تتوقعون أن تعصمه ملايينه وإنسانيته وتبرعاته من أن يقتل علي أيدي متعصبي جميع الأديان ..
إن الله لا يحتاج أن يعيد جبريل من تقاعده .. ليقنع بشرا قاسيا بقدرته ..
فالله في الحقيقة ومنذ تقاعد جبريل عليه السلام .. يوحي لكل خير من خلقه مايفيد الانسانية ..
إن كل إنجاز خير ساهم فيه انسان من اي دين كان ومن أي شعب كان هو دليل علي قدرة الله ورغبته في أن يسود العدل والتسامح والازدهار علي الأرض .. رغم أنه ترك للإنسان حرية الاختيار بين الخير والشر .. كحكمة وأساس للحساب يوم الدين ..
إن كل عمل خير ساهم فيه انسان بعد أن بعث الله رسله وأنبياءه ورسالاته للإنسان في فترة مراهقته الحضارية .. هو وحي من الله وتفعيلا لإرادته وقدرته ..
كل إنجاز علمي في الشرق والغرب أفاد البشرية هو وحي من الله وتفعيلا لإرادته ..
وكل دعوة للسلام و نبذ العنف والقتل والحروب وإهدار الدماء .. هي وحي من الله وتفعيلا لإرادته ..
أن دعوة ابراهام لينكولن لتحرير العبيد هي وحي من الله ونجاحه في ذلك هي مشيئة الله .. ودعوة غاندي ونيلسون مانديلا ومارتن لوثر كينج لنبذ العنف والنضال السلمي لنيل الاستقلال والحقوق المدنية ... هي وحي من الله وتنفيذا لإرادته ومشيئته ..
ونجاح كل علماء الطب من أي دين أو ملة أو شعب في اكتشاف اسباب الأمراض وكشف طرق علاجها هي وحي من الله لإنقاذ البشرية ..
وكل إنجاز علمي حققته البشرية وأفادها في كل المجالات هو إرادة الله وهبها لمن يعمل ويحاول ويجد ويجتهد بصرف النظر عن دينه أو جنسه أو لون بشرته ..
أما من ينشرون الخراب والدمار وعدم المساواة والقهر والظلم في العالم .. لأي سبب كان .. فهم من تغلب الشيطان علي عقولهم مهما ادعوا .. ومهما قدموا من تبريرات .. كل من حمل السلاح ليقهر خلق الله علي مايريد .. مهما كان المبرر والشعار الذي رفعه هو إنسان تلاعب بعقله وقلبه الشيطان .. هو يعمل عكس ما قالت له الآية الكريمة "يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ( صدق الله العظيم "الحجرات: 13".



وكما يقول حسن حنفي وأوافقه الراي تماما واعتبر كلامه نوعا من الوحي من الله قد لا يعرف صاحبه ذلك :
الدولة التي تمثل جوهر الرسالات السماوية كلها .. ليست هى الدولة الثيوقراطية التي يحكمها رجال الدين باسم الله أو الدولة التى تطبق الشريعة الإسلامية، ولكنها الدولة التى تكفل المصالح العامة لجميع القاطنين فيها بصرف النظر عن أصولهم العرقية والطائفية واللغوية والثقافية.
هى الدولة الديموقراطية التى تنشأ السلطة فيها باختيار حر من الناس عن طريق البيعة كما قال الفقهاء "الإمامة عقد وبيعة واختيار". ويمكن مبايعة أى إنسان إذ "لا فضل لعربى على عجمى إلا بالتقوى". ليست نظاما ملكيا يستمد سلطته من الوراثة ولا نظاما عسكريا يستمد سلطته من "الانقلاب العسكرى". لا هى سلطة قريش ولا الجيش.
وهى الدولة التعاونية التى تقوم على التعاون المتبادل بين الأفراد والفئات والتى تذوب فيها الفوارق بين الطبقات، فللفقراء حق فى أموال الأغنياء (والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم). وفى المال حق غير الزكاة "ليس منا من بات شبعان وجاره طاو". وقد أثنى القرآن على علىّ فى آية (ويؤثرون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا). العمل وحده مصدر القيمة. وهو معنى تحريم الربا الذى يولد فيه المال المال بلا جهد وعرق أو زيادة إنتاج. وفى الحديث "الله فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه".
هذه الدولة إذن هي دولة عصرية تقوم على المواطنة والولاء للوطن الواحد. وهى الدولة التعددية التى تقوم على حق الاختلاف فى العقيدة والمذهب والرأى واللسان. وهذا الحلم ليس حلما طوباويا بل وجد فى التاريخ في بعض فتراته وفى بعض الدول الإسلامية فى آسيا مثل ماليزيا وإندونيسيا حيث يساهم الإسلام فى بناء الدولة على وحدانية الله ووحدة الأمة.
هى دولة الأحلاف السلمية وعدم الاعتداء بين الشعوب. فقد خلق الله الناس شعوبا وقبائل للتعارف والإثراء المتبادل (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا).
هى الدولة التى تجمع دول العالم كله فى تجمع واحد وفى ميثاق واحد مثل "ميثاق المدينة" كما تحاول الأمم المتحدة وميثاقها الآن لولا سيطرة الدول الكبرى على الصغرى، وحق "الفيتو"، واستفراد أقوى دولة بها كما تفعل الآن الولايات المتحدة الأمريكية..
اللهم ارحمنا برحمتك .. و ووفق البشر جميعا لما فيه جوهر رسالتك ودعوتك لهم جميعا ... أن يكونوا شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتراحموا ويتعاونوا ... بدلا من أن يتقاتلوا ويتناحروا .. ,وأن يكون خيرهم وأكرمهم .. أتقاهم .. ممن يحملون رسالتك ودعوتك ويفهمونها ويطبقونها ..
لنا الله جميعا ..



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ..هل هناك فرق بين الزرقاوي والظواهري والإخوان ؟
- القضية ليست البهائية .. ولكنها قضية حرية الاعتقاد وحقوق المو ...
- وهم اسمه الحرب علي الاسلام ..
- ما هي الشريعة ؟ وما هي مبادئها ؟
- ما هي الديمقراطية ؟
- انتصار هند الحناوي هو انتصار لمصر المستقبل
- المضحك المبكي ..
- هل يوجد في مصر أهل ذمة ؟ أو في أي مكان آخر !!
- الدين والسياسة والعقد الأجتماعي - 2
- لماذا لا يتحالف الإخوان مع إيران وطز في مصر ؟!!!
- هل يحق لجماعة الإخوان معارضة الرئيس ؟
- هل هناك حل آخر؟!! ..
- إرث قابيل
- هل هناك أي أمل ؟
- فتاوي القهاوي وضررها البالغ ..
- سؤال مشروع .. من الذي يثير الفتنة؟
- بدون تعليق
- قراءة مختلفة لاجتياح سجن أريحا
- أين مصر من الإخوان و أين الأقباط ؟
- صائد العملاء ووهم الحرب علي الاسلام


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - ماذا لو عاد جبريل عليه السلام من تقاعده ؟..