أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - من شاء فليفطر ومن شاء فليصوم ..














المزيد.....

من شاء فليفطر ومن شاء فليصوم ..


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 08:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عنوان مستفز ..أعرف ذلك .. ولكنه تعبير واضح يلخص بوضوح معني الدولة المدنية ..
في الدولة المدنية .. لا تستطيع أي قوة أن تمنع مسلما من أن يصوم لإيمانه أن هذا واجب ديني ..القيام به هو امتثال لأوامر الله ..وليس لأن الصيام مفيد للصحة وغير ذلك من التبريرات الساذجة ..
وفي نفس الدولة لا تستطيع أي قوة أن تفرض الصيام علي شخص لا يريد أن يفعل ذلك وحسابه إن لم يفعل هو عندالله .. وهذا الشخص إن لم يجهر بالإفطار احتراما لمشاعر الصائمين فهو نوع من التصرف الأخلاقي منه حتي وإن لم تكن مرجعيته دينية ..وليس هناك قانون في مصر يعاقب أي إنسان علي الإجهار بالإفطار .. والكثير من القهاوي ومحلات الطعام تظل مفتوحة في رمضان في مصر ..وأخري تغلق أبوابها إراديا .. هذه هي مصر وهذه هي الدولة المدنية التي لا تتدخل في العقائد الدينية لمواطنيها وطريقة ممارستهم لهذه العقائد وشعائرها ..
في مصر لا يستطيع أحد أن يجبرك علي الصلاة أو إخراج الزكاة أو الذهاب للكنائس .. ولا يستطيع أحد أن يمنعك من ذلك ..
أداء الواجبات الدينية ينبع من الإرادة الحرة للإنسان ولا يوجد قانون يجبره علي ذلك .. وعدم أدائها هو مسئولية الانسان أمام الله .. هذه هي الدولة المدنية وهذه هي مصر .. كانت وماتزال وستظل ..
في الدولة المدنية مثل مصر من حق المرأة أن تتحب لا ينازعها إنسان الحق في ذلك ..ولكن ليس من حقها ألا تكشف وجهها عندما يطلب منها ذلك للتحقق من شخصيتها .. ومن حقها ألا تتحجب .. لا يستطيع إنسان أن يجبرها علي التحجب ..فلا قانون يفرض عليها ذلك ..وفي برنامج مثل البيت بيتك مثلا تستضيف مذيعة غير محجبة مفتي الديار المصرية أو شيخا من الأزهر دون أي مشكلة .. هذه هي مصر وهذه هي الدولة المدنية .. كانت ومازالت وستظل ..
في الدولة المدنية مثل مصر هناك اختلاط بين النساء والرجال في كل مكان من القرية الي المدينة ..في المدارس والجامعات وأماكن العمل وحتي في وسائل المواصلات المزدحمة ..
في مصر وأي دولة مدنية .. من حقك ألا تخرج الزكاة ..ولكن ليس من حقك ألا تدفع الضرائب ..
من حق أي مصري غير مسلم و اي امرأة أن يترشحا الي أي منصب ..حتي منصب رئيس الجمهورية .. ولا يوجد قانون يمنعهما من ذلك .. وأنا أحث الأحزاب الليبرالية علي ترشيح مصري مسيحي وامرأة لمنصب رئيس الجمهورية تأكيدا علي هذه الحقيقة ..
في مصر كدولة مدنية ..تمتليء المساجد والكنائس والحمدلله بالمصلين ..وتمتليء أيضا المقاهي ودور السينما والمسارح .. من حق الانسان أن يحدد لنفسه المكان الذي يريد أن يتواجد فيه .. ولكن ليس من حقه أن يعتدي علي الآخرين ليجبرهم علي دخول المساجد أو دخول الملاهي ..
هذه هي مصر .. وستظل .. دولة مدنية .. تسن فيها القوانين كعمل بشري من خلال مجلس الشعب ..وليس لأي مؤسسة دينية فيها سواء كان الأزهر أو كانت الكنيسة دور غير دور الدعوة والتوجيه الروحي للمسلمين أو المسيحيين .. ولا يجب أن يكون لهما أي دور أو مرجعية سياسية ..
ولذا فليوفر أنصار الاسلام السياسي وخلط الدين بالدولة علي أنفسهم وعلينا وجع الدماغ .. فلن تكون مصر في يوم من الأيام دولة دينية .. هي دولة مدنية حتي النخاع .. ومنذ ما يقرب من القرنين .. حتي قبل أن تحل الخلافة العثمانية نفسها الي غير رجعة ..
مصر دولة مدنية يحق فيها لمن يطلقون علي أنفسهم علماء أو رجال دين مسلمين كانوا أو مسيحيين أن يدعو أتباعهم الي الصيام وأداء المشاعروالواجبات الدينية بالحكمة والموعظه الحسنة .. ولكنهم لا يملكون فرض هذا الأمر علي المواطنين بالقوة .. دورهم هو دعوي واسترشادي بالنسبة للمواطنين .. لايستطيع المفتي أن يفرض فتوي من فتاوية بالقوة لا علي الدولة ولا علي أصغر مواطن مصري .. ولا يستطيع فيها البابا أن يفرض شيئا علي أي مسيحي مصري .. له حق الدعوة وليس الفرض .. هكذا كانت وستظل مصر .. دولة ينطبق عليها عنوان المقال من شاء فيها أن يصوم فليصم ومن شاء أن يفطر فليفعل .. ولتوفر جماعة الإخوان وأنصار التطرف الاسلامي أو المسيحي علي أنفسهم وعلي مصر وجع الدماغ .. الشعب المصري شعب متدين نعم ..ولكنه تدين نابع من الحرية وليس الفرض .. وهو شعب لم يخلط ابدا الدين بالسياسة .. شعب آمن دائما أن موسي نبي عيسي نبي ومحمد نبي ..وكل من له نبي يصلي عليه ..
ولهذا أدعو متطرفي ومتعصبي الجانبين من المسلمين والمسيحيين أن يتركوا شعب مصر في حاله .. فهو شعب أحب نجيب الريحاني واسماعيل يس .. ومكرم عبيد ومصطفي النحاس ..
عمرو اسماعيل





#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة المؤلمة .. أننا نظلم الله ورسله معنا ..
- الرئيس غير مسؤول أمام مجلس الشعب!!!
- ماذا لو عاد جبريل عليه السلام من تقاعده ؟..
- ..هل هناك فرق بين الزرقاوي والظواهري والإخوان ؟
- القضية ليست البهائية .. ولكنها قضية حرية الاعتقاد وحقوق المو ...
- وهم اسمه الحرب علي الاسلام ..
- ما هي الشريعة ؟ وما هي مبادئها ؟
- ما هي الديمقراطية ؟
- انتصار هند الحناوي هو انتصار لمصر المستقبل
- المضحك المبكي ..
- هل يوجد في مصر أهل ذمة ؟ أو في أي مكان آخر !!
- الدين والسياسة والعقد الأجتماعي - 2
- لماذا لا يتحالف الإخوان مع إيران وطز في مصر ؟!!!
- هل يحق لجماعة الإخوان معارضة الرئيس ؟
- هل هناك حل آخر؟!! ..
- إرث قابيل
- هل هناك أي أمل ؟
- فتاوي القهاوي وضررها البالغ ..
- سؤال مشروع .. من الذي يثير الفتنة؟
- بدون تعليق


المزيد.....




- الكنيست يصوت على تعديل مصطلح -الضفة الغربية- إلى -يهودا والس ...
- حرب غزة وتداعياتها.. هل أثرت على الأقلية اليهودية في تونس؟
- الاضطرابات تجتاح أكبر دولة إسلامية في العالم.. فما الذي يجب ...
- الموصل تستعيد رموزها التاريخية: افتتاح الجامع النوري والحدبا ...
- استنكار واسع في بلجيكا بعد إدراج طبيب كلمة -يهودية- ضمن قائم ...
- السوداني يفتتح رمز مدينة الموصل الجامع النوري ومنارته الحدبا ...
- بين الخلاف المحمود والمذموم.. كيف عالج الإسلام الاختلافات؟
- شاهد كيف استقبل مسيحيو سوريا افتتاح كنيسة القديسة آنا بإدلب ...
- السوداني يفتتح الجامع النوري والمئذنة الحدباء وسط مدينة المو ...
- أكسيوس: السفير الأمريكي للاحتلال يتبنى مصطلح -يهودا والسامرة ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - من شاء فليفطر ومن شاء فليصوم ..