أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ليث الجادر - سلاما ..فتية باريس














المزيد.....

سلاما ..فتية باريس


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 2223 - 2008 / 3 / 17 - 08:18
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


في كل الثورات ..في كل الانتفاضات ..وفي كل الاحداث الجسام ...كان التاريخ يقدم لنا ارادته وقراره في جانب معين وفي قضية بعينها ,بعد ان يكون قد حسم امره وصيره الى نتيجه ..الا في حالات نادره ,ومنها مشاعة باريس العظيمه ..فقد ابدى لنا الاريخ القدر الوافي من التواضع حينما قبل ان يرينا بشكل محسوس كيف تكون جدليته ..حيث الاراده تصنع الشرط والشرط ينقض الاراده ..فلم تكن المشاعه قرار التاريخ بل كانت مشروعا لقرار وتثبيت لمصير مؤجل ,ورؤيه محسوسه لما سيكون عليه غد الانسان ..ان عظمة ذلك الفجر الباريسي تكمن في انه كشف لنا بشكل مادي الية اقدر وكيف يتحرك ,وارانا بام اعيننا وليس في ذوات عقولنا صورة الفكر التاريخي وهو يتمظهر في كل ما يحيطه ..حيث الجدل بين الرغبه في الحياة وبين الاستعداد الشجاع للموت ..بين الاندفاع في العفويه الى حد الاقتراب من الفوضىوبين الايمان بالتنظيم ..بين رغبة التدمير والعنف ..وبين انسانية الاعمار والسلام ..بين ما يستنتجه العقل ويفترضه وبين حركة الفعل التي تناقضه ...بين كل هذا وكل ذاك اندفع فتية باريس في خضم حركه عنيفه وهم يتشكلون في ذاكرة التاريخ ليكونوا ادواتها ..وليكونوا بذلك خلاصة الرؤيه لمن يفكر الى الامام ..لذا فان من يظن بان استذكارهم لا يعني الا النظر الى الوراء ..هو على خطأ كبير ,,لانهم ليسوا جزءا من حدث مضى بل هم في حدث بعد لم يكتمل ..وهذا الحدث يعبر عن نفسه على الدوام ,وان كان هذا يحدث بشكل متفاوت نسبيا ...فقد كان الكومونيون حاضرون في ثورة روسيا عام 1905 وكانوا اشد حضورا واكثر حزما في ثورة اكتور ..وهم ايضا الحاضرون في كل التجارب اللاحقه الممتده من الصين وفيتنام وكوريا حتى تخوم اوربا العتيده ..لقد عرف هؤلاء الرعاع الثوريون طريقهم الى الخلود حينما انصهروا في التاريخ ليتلاشى تاثيره الزمني عليهم ..فأينما ولينا وجوهنا ..سنجدهم ينبضون برغبة التمرد والتغيير..لذا فنحن حينما نستذكر حدثهم الذي صاغهم هكذا يجب ان لا نبتغي من فعلنا هذا اشباعا عاطفيا ولا ينبغي ان نضفي عليه وقارا تامليا يفضي بنا الى سخافة التقديس والانفعال الوجداني ..انما نستذكرهم فقط لكي نتاكد من حضورهم الفعلي وان نتسلح بذلك الكم الرائع من الخبرات التي يستحوذ عليها حدثهم ,كي نتوصل ونثبت مدى مصداقية ما نبتغيه ونعلنه ..لان هولاء الكومونيون تركوا لنا ارثا من التجارب والاحكام تفوق اكثر تجارب الحكماء والمفكرين ثراءا ووفره ..فهم الوحيدون اللذين جعلوا الفعل يفكر بينما الاخريين كل الاخريين حاولوا ان يجعلوا الفكر يفعل..انهم حتى لم يلتفتوا الى اكثر المفكريين حرصا عليهم حينما نصحهم بان يؤجلوا فعلتهم تلك وحذرهم من انها ستكون ضربا من ضروب الجنون ان وقعت في غير توقيتها ..فكان جوابهم على موقفه الحكيم هذا بأن ترجموا له عمليا جملته المفضله التي كان يرددها (حسنا ليس لدينا ما سنخسره ..لكن هناك ما يمكن ان نربحه ) تصوروا ..أن هؤلاء الغوغاء ذوي الاقدام الضخمه والاكف الخشنه والبطون النصف فارغه ..اللذين لا يستحمون لاكثر من مره في العام ..واللذين لايحسنون التفكير الا في طقوس بدائية ,حيث الضخب ..واللهاث ومشاعر الغربه ...هؤلاء يبدون رفضهم ولا مبالاتهم لنصيحة المعلم العظيم (ماركس) الذي يتقبل هو الاخر وبكل رحابة فكره الوقاد عنجهيتهم تلك ,ادراكا منه لمغزاها الثوري..وليهتف معهم مؤازا(انظروا ..كيف يهاجم فتية باريس السماء ) لقد اعطوه واعطونا هؤلاء المهاجمين الجريئين موعظه ثوريه خالده .فكان هذا بحد ذاته من اهم الانجازات التي قاموا بها ..فساهموا في وضع اسس وقواعد (ثورة الغوغاء المنتظره) وكيفية بناء عالمهم الافضل ...حيث اكدوا ان الجرأه فوق كل شيء وفي كل شيء ..وان يكون العنف الطبقي اداة الاستبداد الثوري ..فليس من الصواب فقط تجنب المهادنه والتراخي .بل من الواجب الاندفاع اكثر فاكثر وبصوره مستمره في فرض التغيير وبالقوه ..لامجال للقيود الاخلاقيه والقيم القديمه والتي ستصبح كذلك حالما تندفع محاولة الثوره ..كل تلك القيم وكل المؤوسسات التي ترتبط بها يجب ان تكون هدفا للثوار ..حتى تلك التي تبدو انها محايده ..يجب ان تزال فورا وان يعاد تشكيلها لتؤدي المهام الحقيقيه التي كانت مغيبه ..الحياديه كذبه خبيثه في زمن الثوره ..لامجال للمحايدين ولا حقوق لهم ...لا مبرر للتراخي ..لا مبرر للعاطفه ..فالثوره تاخذ من الكل (كل طاقاتهم ) وهي غير ملزمه بالعطاء الا بعد ان تكون ظافره ...هكذا سيتصرف الكومونيون في ثورتهم اللاحقه ..سيبدون اكثر بأسا واكثر حكمه واكثر طموح ...فهذه المره لن يكتفوا بمهاجمة السماء ...انهم سيسقطون عرشها والى الابد




#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليكن الهدف(قلب)الاسلام وليست (اطرافه) 2
- ليكن الهدف (قلب) الاسلام وليست( اطرافه )1
- أنه اوان (البرنو)) فامتشقوها ايها الكردستانيون
- الاشتراكيه الان وفلسفة الوعي العمالي
- موقف (سكراب) الشيوعيه من قضية كردستان
- هل انتج فايروس الاسلام ..الكونفدراليه العراقيه
- وتكلم الشيوعي (حميد) ...يا ليته لم يتكلم
- (النهضه) الاسلاميه ..وبؤس الواقع الطبقي
- ولكردستان (جبل) يحميها
- الحزب الشيوعي العراقي ..تيه فكري أم اشكاليه سياسيه
- نهاية (الدكتوديمقراطيه) متى وكيف؟
- نقد ماركسي..لماركسية فائض القيمه
- وما أخطأ ماركس ..وما ..انهار ...لكن هيء ..لهم ...ج3
- وما أخطأ ماركس ..وما انهار..لكن ..هيء لهم ...ج2
- وما أخطأ ماركس ..وما ...انهار ...لكن ..هيء لهم
- حميد تقوائي ..وحكماء القمر
- لماذا هرب ((الثائر)) مقتدى ..وكيف اختفى
- المالكي يأمر بضرب اعناق العمال
- العلمانيه الشامله والديمقراطيه ...وترابط الضروره
- هكذا نفهم الاشتراكيه ...ج2


المزيد.....




- “توزيع 25 مليون دينار عاجلة هُنــا”.. “مصرف الرافدين” يُعلنه ...
- طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا يعتصمون دعما لغزة
- أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بـ-موعد استقالة الموظفين- من عملهم
- مبروك يا موظفين.. النواب يتدخلون لحل أزمة رواتب الموظفين.. ز ...
- “موقع الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz“ تجديد منحة البطالة 20 ...
- فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية ...
- تِلك هي خطوات تسجيل في منحة البطالة 2024 للحصول على مبلغ 15 ...
- رابط التقديم على منحة البطالة للسيدات المتزوجات في دولة الجز ...
- “صندوق التقاعد الوطني بالجزائر عبـــــر mtess.gov.dz“ موعد ت ...
- الآن من خلال منصة الإمارات uaeplatform.net يمكنك الاستعلام ع ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ليث الجادر - سلاما ..فتية باريس