أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام الهلسه - الدولة المفترسة ...














المزيد.....

الدولة المفترسة ...


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2221 - 2008 / 3 / 15 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* يستخدم لاري دياموند (Larry Diamond) في مقالته الأخيرة "التراجع الديمقراطي" (The Democratic Rollback) المنشورة في مجلة "فورن افيرز" (Foreign Affairs) تعبير "الدولة المفترسة" (The Predatory State)، الذي يذكرنا بتعبير مألوف لنا نحن العرب منذ أن استخدم الفقهاء مصطلح "الملك العضوض" لوصف الدول المتعاقبة التي تلت عهد "الخلافة الراشدة"، ولم يستثنوا من هذا الوصف سوى فترة محدودة جداً هي عهد الخليفة العادل "عمر بن عبدالعزيز".

* * *

لكن دياموند يحصر تعبيره بالدول التي تمارس التعديات على شعوبها، ولا يمده ليشمل الدول التي تفترس غيرها من الدول والشعوب كالذي تفعله أميركا وإسرائيل.. وكأن كون دولة ما تتبنى نظاماً ديمقراطياً، يمنحها تفويضاً بالعدوان على الآخرين باسم تعميم التمدن والتحضر كما جرى في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، أو باسم نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان كما يجري الآن...

* * *

اعتراضنا هذا على حدود التعبير ونطاق استخدامه، لا ينبغي أن يحجب عنا رؤية ما ينطوي عليه من فهم محرض على التبصر في الواقع المر الذي تعيشه بلادنا المبتلاة بالمفترسين من كل شاكلة: غزاة أجانب أو طغاة محليين... فإذا كان الغزاة يصادرون سيادة ووطن وموارد وهوية الأمة، فإن الطغاة ينهبونها ويستغلونها ويصادرون حقها في الاختيار..
وقسم منهم لا يكتفي بالعمل لحسابه وحساب الفئة الحاكمة معه فقط، بل يتعداه ليتعاون مع المحتل والناهب الأجنبي على قهر واستنزاف أمته وشعبه، كما فعلت إمارتا "المناذرة" و"الغساسنة" التابعتين من قبل.

* * *

ولكي لا نسلك مسلك "تبرئة الذات" الذي يلقي بالتبعات على الآخرين فقط، فإننا نؤكد على مسؤولية الشعوب تجاه ما يحل بها وما تعانيه جراء تهاونها (وتواطؤها في بعض الاحيان) في الدفاع عن حقوقها وفي المطالبة بها.. مما يمكن المفترسين من استباحتها واستعبادها فيما هي (أو أغلبيتها) تتفرج بلا مبالاة أو تكتفي بالتذمر والشكوى والندب، مدللة على ما وصفه المفكر الجزائري الراحل "مالك بن نبي" بـ"قابلية الاستعمار"، التي نضيف لها "قابلية القهر والاستغلال" التي تلبست الشعوب العربية منذ أسلمت نفسها للمتغلبين الذين اقصوها عن المشاركة في إدارة الشؤون العامة واستبدوا بها كشأن خاص بهم...
ومع تطاول العهد صار ما يحل بشعوب الأمة من إذلال واستخفاف وبطش وعسف، أموراً معتادة تضاءلت معها مشاعر ومعاني الكرامة والحرية والمساواة والعدل والنجدة، التي تحفز الناس وتحركهم لرفض الظلم ومجابهته..
وغرقت الأغلبية في لجة المشاغل والحاجات الأنانية والشؤون الخاصة (الشخصية والعائلية والعشائرية والجهوية والطائفية).. تاركة "مجال الشؤون العامة" للمتغلبين المفترسين ليعبثوا فيه –وبها- كما يشاؤون...
وهو جزاء ستظل تدفعه وتعانيه حتى تكف عن لا مبالاتها وتهاونها، وتنهض بعزم لنيل حقوقها المبددة والمستلبة..
وتقوِّم ميزان العدالة المائل...
إن أرادت حقاً أن لا تظل فريسة للمفترسين...




#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى النكبة...ما الذي ننظره؟؟ لنبدأمنذ الان
- استراتيجية الشكوى!؟
- شتاء قارص !!
- مديح التفاهة!!
- تأكيدا على ما سبق:عودة الى الهجرة
- ابو العلاء المعري:في لزوم ما يلزم!؟
- وجدتها!؟ تداول الشعوب لا السلطات!!
- تذكار من اليمن..نصر وشوق
- اغتراب؟ ولم لا؟؟
- الشرط البشري
- في ذكرى استشهاده:ورد للقسام
- عن مثقف انتحر احتجاجا:تيسير السبول...انحنى وظلت مشاغله
- معركة السويس:ذكرى مولد امة
- آنَ لي أن أرحلَ... أن اخرج مني علي!؟
- اللامبالاة.؟؟
- حدائق القلب
- عنترة:ضد العنصرية!!
- ... أن تحيا الجزائر
- مُتنبئيَّات:مختارات من المتنبي
- تنسيق المزاج !!- مختارات شعرية-


المزيد.....




- بطلّة ملكية ساحرة.. الملكة رانيا تتألّق في حفل زفاف بيزوس وس ...
- المعارضة التركية تطلب من ألمانيا دعمها في مواجهة أردوغان
- تفاعل الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل مع تصريحات تر ...
- إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسر ...
- مقتل 16 جنديا في هجوم بباكستان
- -تكتيكات أمنية- إسرائيلية جديدة خلال اقتحام الضفة الغربية
- -مصائد الموت-.. أبرز مجازر إسرائيل بحق المجوّعين بغزة
- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام الهلسه - الدولة المفترسة ...