أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الفيتوري - من وجد أخذ .. النفط×البترول














المزيد.....

من وجد أخذ .. النفط×البترول


أحمد الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 2218 - 2008 / 3 / 12 - 11:20
المحور: كتابات ساخرة
    


فى الستينات قام مواطن ليبي بمحاولة إحراق النفط احتجاجا على مواقف النظام الملكي آنذاك من القضايا القومية ، وقد حوكم لآجل ذاك الفعل الجنائي ، وقد طالب المدعى العام - الذي كان شاعرا ليبيا - بالإعدام لهذا المتهم على ذاك الجرم .
فى السبعينات طالب صحفي ليبي هو على شعيب، فى أكثر من مقالة بحرق أبار النفط لأسباب أخر ؛ أهمها أن النفط المسؤل الأول عن الخذلان الذي تعيشه الأمة والتقاعس الذي يعيشه الشعب ، وحالة التجاوز للبداوة الأولى العربية ، التي يعيشها الشباب .
في الثمانينات تحول لبضاعة رخيصة ، رخص بلدان النفط ، ولم يرغب فيه أحد فلقد اتخم العالم وغص بالكميات المأهولة التي أعيد حقنها في أرض أمريكا وما شابهها من دول .
فى التسعينات سكب النفط العربي فى البحر ، هذا النفط زيت فتيل العدو الذي كنا ! نرغب فى أن نرمى به فى البحر .
في الألفية الثالثة قامت الحرب الثالثة من أجل عيون بحر قزوين .. ارتفع الثمن صار أثمن من الماء والدم
هكذا إذا ومنذ ظهور القطران الأسود ونحن نحك الجرب.
النفط نخبنا الذي نحترق من اجتراعه ؛ كل جرعة حرقة ،هو نار معاركنا منذ تفجرت ينابيعه بالصحراء العربية ، ومنذ هللنا نار نار يا استعمار ، هو برد دون سلام منذ طلع علينا نخيل الحديد الذي زين بحر الرمال العربي ، هو الكذبة الحارقة أكثر من كل حقائق حياتنا .
هكذا سلبنا وأسرنا بهذه الثروة البالون التي فرقعت شعوبنا ورمدت عيوننا وحولتنا إلى بعير أجرب مطرود ومطارد في كل محفل محلى ودولي.
لقد سلبتنا هذه الثروة راحة البال ؛ هذا يحسد هذا على هذه الثروة وذاك يضايقه هذا الحسد .. الخ من جوانب النفس والسياسة والتآمر والكيد.
وفي بلاد النفط ليس ثمة نفط ؛ ثمة قروش يملكها بعض الرجالات ويصرفونها في أي شيء ولا شيء . ثم تأتى أمريكا من خلال وكلائها المحليين فتحدد الأسعار وتحدد المصائر ولا حول ولا قوة إلا بالله وما لنا غير أن نجتمع لنبصم على الزيادة للمحافظة على قوانين الغرب العدو الضرائبية المرتفعة لكي نشمت فيهم ونحن نتفرج على – في التلفاز أو المرئية أو التلفزيون- الشاحنات تنطح محطات الوقود وفخار يكسر بعضه .
وفي عرفنا أن من زرع حصد ومن وجد أخذ وان حاجة الوطى أي الأرض ما تنعطى أي لا تعطى. لذلك بدأ واضحا أن لا خير في هذا الخير ، فقد نشر الفقر والجهل والمرض والأنظمة الوراثية وترعرعت بفضله كل أوجاعنا وسلبياتنا و كسلنا ، ومما زاد الطين بله أنه استبيحت أرواحنا فصار الموت السريع – على طريقة شعب الله المستعجل – مطلبا وحلم ؛ الملاذ الأخير من موت بطئ ويومي وتعددي ! ولا عجب . لقد أحرق النفط الروح ولطخ النفس وأوهن الجسد فخذوه.. خذوه عنا مرة واحدة وإلى الأبد ومجانا ودون جميل، خذوا عنا هذا الهم الذي نعاقب كل صباح ومساء من أجله، خذوه فهو نفطكم أنتم من اكتشفه وأنتم من يستخرجه، فقد طفح النفط وغرقنا فيه.
خذوا عنا هذا الذي ثقب الروح كما ثقب الأوزون، خذوه والشكر لكم سلفا.
هذه النار التي أعمى دخانها عيوننا دون أن تنير طريقا أو تدفئ مقرورا ، خذوه بردا وسلاما وحقا لن نطالب باسترجاعه ولنا في هذا الأدلة الدامغة ؛ لم نطالب من قبل بأسكندرونة ولا بعربستان وسبته ومليلية وهلم وجرا ، كما لم نطالب بالحياة الكريمة .
خذوه - مرة ثانية - لكي نموت على عجل ودون ضجيج ..
خذوه - خذوه مرة ثالثة - لكي تطلع الروح مرة ونرتاح وترتاحون..
خذوه مرة واحدة هو لكم أمس واليوم وغدا.. عجلوا وخذوه ، وأنتم في هذا أهل الكرم .



#أحمد_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوسي
- .. وليس لي .. ما ليس لي..
- عاشور الطويبى شعرية الصمت والسكون !
- • رجب الماجري:الشعر أن يبوح المرء بنفسه .
- فرج العربي : الحداثة الشعرية التي تطاردها الأشباح !
- أطالب بحق إصدار صحيفة خاصة ومستقلة
- • يوميات
- • درنة غرام لا يمكن اعتزاله!
- ليال بورتا بينيتو
- بيتزا أحمد الفيتوري
- أنت كذبي
- جيل 57 بدايات الواقعية الليبية
- آنا حبيبتي
- احذروا غات !
- محاكمة صدام الأسد
- جبران تويني أو مديح النهار.
- جمعيات ليبية لحقوق الإنسان ؟
- مرثية الزوال - أخر ما تبقي من شيء أصيل في الصحراء
- القفص الزجاجي
- الزعيم نصر الله ورقة وحيدة وأخيرة بيده لا بيد عمر


المزيد.....




- مقتل ممثل أمريكي شهير بالرصاص في لوس أنجلوس
- عالم فرنسي: الذكاء الاصطناعي لن يصل إلى مستوى الذكاء البشري ...
- مصر.. إحالة مطرب شهير للمحاكمة الجنائية
- دون سبب وفي صمت.. دخل إلى السينما وطعن فتيات
- تونس.. السر بين الأدب الروسي والعربي
- وائل حلاق: -الانتفاضة العظمى- عالمية وإدارة جامعة كولومبيا ب ...
- وفاة مؤلف أشهر أغنيات أفلام -ديزني- ريتشارد شيرمان عن 95 عام ...
- إعلان 2 مترجمة ح 162.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 162 الجزء 5 ...
- الإعلان الأول حصري ح 162.. عرض مسلسل قيامة عثمان الحلقة 162 ...
- رحيل الشاعر الأردني زياد العناني عن 62 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الفيتوري - من وجد أخذ .. النفط×البترول