أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الفيتوري - • يوميات














المزيد.....

• يوميات


أحمد الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 09:03
المحور: الادب والفن
    


لست أعرف هل أني أنام رغم أني قليل الصحو، أم أني لا أنام رغم أن شغلي الشاغل أن أنام. مرة : الذئب الجريح أخفي عواء وحدته، في عرى الصحراء، وفي كاف الجنون أطلق سراح الروح. ولم يجيئه النوم مرة. ؟. أنا أغبطها علي أنها ريانة تبدو وكأنها تنام قريرة القلب.
فعلا لا أعرف متى أنام ، أفيق عادة عند الحادية عشر صباحا، أمد يدي إلي الكوميدينو أراجع سجل الاتصالات أثناء فترة نومي، ، حين اشتريت الموبايل كنت أظن أنه لن يرن إلا مرة واحدة؛ هي المكالمة التي أنتظر، عادة أنظر إلي سجل المكالمات التي لم يرد عليها، حيث الجهاز علي الاستقبال الصامت طول فترة الرقاد أو بالاحرى التواجد في السرير.
بعد هذه البداية ، أحاول إنهاض روحي من أرقها بأن أنهض جسدي من منهكاته ؛ أندلف إلي الحمام تحت دش بارد حتى في أيام الصقيع، أسلح بهذا ثوب أرقي مستفزا البدن كي يوقظ الروح .
أحلق كل يوم ، أدعك ما تبقي من أسنان حتى تدمى اللثة، أنعش جلد ما بعد الحلاقة بكولونيا حادة . كل يوم تقريبا ألبس ملابس اليوم وأرش مزيل العرق، كل يوم يتم هذا تحت دافع الرغبة في النهوض من نوم مراوغ؛ كل ما طاردته غاب عني، كل ما انشغلت عنه داهمني كحلم بارد الدم.
علي موعد مع حلم لا أحلم به بل أعيشه ، أقطع دابر الشارع الرئيس في بنغازي ؛ الشارع ما أسكن يدعى جمال عبد الناصر ، في مسافة تستغرقني ساعة زمن أو إلا ربع، أمشي حاملا نعشي؛ روحي المتغضنة من مراوغة النوم.
أثناء الممشى الطويل أتسكع فيّ أكثر مما أتسكع في المارة أو القارة من محلات وأشباهها، في هذا تتشتت نفسي متشبته بالحلم المتجمد من فعل الاستعادة والتكرار ، لا أمله زاد الروح الحلم الذي قاب أرنبة أنفي، كما ذئب أشمها في الأركان الأربعة وحتى الركن الخامس ما لا يوجد .
بين الحين والأخر يقطع استرسالي مارٌ من: الأصدقاء، المعارف ، وجه صبوح ، حدث مائع، استفزاز يتسكع كما كلب مكلوب، أو عند نادى النصر تداهمني سيارة تقود سائقها إلي حتف ، الأرصفة مؤودة في المدينة لذا كل يوم أولد.
بعد ميدان الشجرة أنحرف ، مبتغي يجرني من أنفي، شارع الإذاعة، مقهى المنتدى الإذاعي، يكون اليوم فارق نصفه الآخر وأكون تزوجت التعب وتجاوزتني المتعة.
هكذا كل يوم ، في المنتدى أحتسي دون شهية كوب مكياتا دون سكر، كأني أصبغ المرارة كما يصبغ التقي الوضوء.
دائرة نقاش اليوم وكل يوم ؛ محاورة بكماء مستهلها كلام يجتر الكلام عن الكساد والتعب والفقدان ، توجع وبكاء أبكم وشكوى في أيقونات مستعادة حتى الكلل.
طارق الشرع ناقد، خليفة فرج كاتب الأغنية وشيطان الضحك منا علينا، محمد الصادق مخرج وممثل مسرحي، أحمد بروين مخرج تلفزيوني وكذا محمود الزردومي، ومثلهما المشاغب عادل الفيتوري والمصور أحمد العريبي، عادل جربوع ومحمود الحاسي - أحيانا- تشكيليان، علي الفلاح كاتب مسرح، مفتاح بوزيد وله أكثر من اسم هاو السينما، أحيانا كثيرة حسن بوسيف الذي يأتي كثيرا إلي بنغازي من درنة لأجل الدراسة ، قاص، كذلك صالح قادربوه شاعر كما إدريس الطيب من يأتي حينا وأخر ، في المكان غير هؤلاء كثير من الرواد مثل مريم العجيلي الكاتبة وياسمين الممثلة وعلي المصراتي التلفزيوني.
جمع يلعب الشطرنج صباح مساء، جمع يلعب ورق اللعب مساء، ومثلي يلاعب الكلام غارقا في حلم من تراب وطين وماء ومكاياتا دون سكر وجنون وكد، هذا مشهد يطرز صباح كل يوم ما عدا الجمعة والمناسبات الرسمية والدينية.
أحيانا أتصيد مخيباتي أمام المقهى، أضيع ما تبقي من قواي في مشهد مخاتل، أدخل مرة مبني البريد حيث أنتظر لا شيء فليس للكاتب من يكاتبه.
كل يوم تقريبا أنهي نصف نهاري في مقهى المنتدى الإذاعي، زاعما أنه مكتبي حينا وحينا ثقب الأوزون الذي تنقض شمس قلبي منه عليّ، وهو ملمة أصدقاء؛ حوار، مقالب، تبادل أخبار ومنافع صغيرة،ما جد في الانترنت والكومبيوتر، ما كتب أحدنا أو مثل أو أخرج أو رسم، كل منا يُصدر خيباته للآخر، ويحسده فيما تحقق من أمانيه إن كان ثمة ما تحقق.
أعود كل يوم بعد أن يعود آهل المدينة إلي بيوتهم ، قاطعا شارع بنغازي الرئيس نحو بيتي في حي البركة، ذلك عند الساعة الثالثة بعد الظهر وحينا نضيف نصف ساعة، أصلُ البيت مستنفذا.
غذائي يكون بعد انتهاء الآخرين من غذائهم . ساعتها أقضي بعض الوقت مع قناة العرب الجزيرة بنصف يقظة أستمع للأخبار، إن لم يكن ثمة جديد أتلصص علي mbc 2 وبعض من فلم، كثيرا ما تركته إلي مكتبي وجهاز كومبيوتري أعد مادة مدونة سريب لهذا اليوم .
عند تسلل الشمس إلي بيتها أكون والصديق القاص عطية الأوجلي نمشي مع الشمس، إلي البحر نقطع معا ما أقطع وحيدا كل صباح.
في شارع الكومبيوتر؛ شارع مصراتة، نأخذ نفس بالجلوس في مقهى صغير، نتعاطى الكلام والمكياتا : قهوة بحليب زيادة دون سكر. حين نعود مودعين أخر النهار مستقبلين أول الليل نكون عند باب بيتي. أتخطى باب البيت إلي مقهى نت مجاور، هناك أقضي نحب ساعتين أو أكثر مع مدونة سريب، كل ليلة أراجع تعليقات القراء والإيميل، وأضيف مادة اليوم التي كنت جهزتها، كثيرا ما خذلتني التقنية والاتصال الافتراضي بالعالم حين يفصل الاتصال فيضيع جهدي أدراج النت.
أعود والعود ليس أحمدا إلي البيت قبيل منتصف الليل، أتعشي ما قسم وأتفرج أيضا علي بخت الليلة من أخبار قناة العربية والحرة. الساعة الواحد بعد منتصف الليل أخطو نحو مكتبي للقراءة والكتابة حتى آذان الفجر.
• ساعتها: لست أعرف هل أني أنام رغم أني قليل الصحو، أم أني لا أنام رغم أن شغلي الشاغل أن أنام، مرة: الذئب الجريح أخفي عواء وحدته، في عرى الصحراء، وفي كاف الجنون أطلق سراح الروح. ولم يجيئه النوم مرة. ؟. أنا أغبطها علي أنها ريانة تبدو وكأنها تنام قريرة القلب.



#أحمد_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- • درنة غرام لا يمكن اعتزاله!
- ليال بورتا بينيتو
- بيتزا أحمد الفيتوري
- أنت كذبي
- جيل 57 بدايات الواقعية الليبية
- آنا حبيبتي
- احذروا غات !
- محاكمة صدام الأسد
- جبران تويني أو مديح النهار.
- جمعيات ليبية لحقوق الإنسان ؟
- مرثية الزوال - أخر ما تبقي من شيء أصيل في الصحراء
- القفص الزجاجي
- الزعيم نصر الله ورقة وحيدة وأخيرة بيده لا بيد عمر
- المحروق المنسي في جوف الطين
- غرابة الزمان التي لا ريب فيها
- من قتل ناجي العلي ؟
- تجربة المتشائل إبداع تحت الشمس
- كم شجرة تكون غابة ؟
- دروس الأكاديمية:لا تقول بغ ، ممنوع التصوير ، الكتابة ، الكلا ...
- قصيدة حب متأبية بطريقة خ ، خ


المزيد.....




- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الفيتوري - • يوميات