أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الفيتوري - جبران تويني أو مديح النهار.














المزيد.....

جبران تويني أو مديح النهار.


أحمد الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


من عادةِ شجرة اللوز؛
أن تشعل الشيبَ
في شعرِها،
تكون الضوءَ
لمستوحشي الطريق.
تجئ الريحُ الحمقى
تطفئ زهرَ اللوز .


كل الحشرات تموت لكن الفراشات تذهب في غيرها، كل الألوان تشحب لكن الأزرق السماوي الأزرق البحري يذهب في الأفق كي يشتد، أو كما الظل يشتد كلما اشتد الضوء.
فيا أيها المسكون بالأرز، الساكن الأفق وليس في ما مرّ، لن يتسن لمثلك الذهاب فمثلك ما جاء ليغادر، و أنت العارف أن العدو لا يغدر، لهذا لم تهادن؛ ما تستطيع غير أن تحيا وحسب.
فيا لقاتليك من جحيم؛ يرونك مرأى العين، كل صباح تمر من الكلس لشارع الحمراء، تترجل من سيارتك الجيب، تدخل من باب النهار؛ نهارك الذي لا يغرب.
فكيف يتسنى النوم لهم؟، يا لعذباتهم وأنت تطوقهم، تطوق الليل بالنهار، وديك الصبح شعارك الأبدي، وأنت ديك التوق الذي لاتخذه سنة من تعب، وأنت من جناحي الشعر والحرية، يا سليل النبي وحامل اسمه، كم أعميت قاتليك، كم فتحت عيني عشاق لبنان الذي فك الحرف وصاغ أبجدية الحرية .
أيها القائم في النهار شمس قلمك أعمت قاتليك، صاروا يتخبطون في غيهم من منحدر لمنحدر وكل قبر مثواهم، وكل أحلامهم قبور؛ كنت كابوسهم في النهار وحسب ومن الآن كوبست معاشهم إلى الأبد . طلعتةُ كل نهار، صيحتةُ الصبيان والباعة النهار النهار، يبدأ ظلامهم ويسود يومهم.
وكل نهار أنت تمر من الكلس لشارع الحمراء، تترجل من سيارتك الجيب، تدخل من باب النهار، تتقدم فيك الجسارة. يا جسور لقد دشنت جسرا من جبل لبنان؛ القنطرة التي عمدت بالحرية، والتي إلي أخر الآخرين عش الفنيق.
كم أعميت قاتليك، وكم سفحوا من حقدهم عليك، علينا، على التوق والجسارة، على الحرية وتحديدا على النهار ، الظالمون الظلاميون؛ من شمس قلمك أعمت بصرهم وبصيرتهم، من يعمهون في غيهم من ضلوا السبيل.
أيها الفارس مثلك يترجل في ساحة الحرية، ويشرب قهوة الصباح في ساحة النهار، وينحني محييا الديك؛ ديك النهار، فكيف يتسنى لهم النوم بعد.
لقد نلت منهم وما نالوك، وكنت كما الطفل تشير بإصبعك النهاري لعري الملك؛ أي ملك هذا من يخاف النهار، القلم، الكلام، شجرة الأرز، النبي ، الهواء، العصافير الطليقة، جبران. أي ملك هذا الذي يعشب حديقة ليله بالخوف، الخواف هذا أي ملك هو العاري؛ من فضيحته النهار.
لقد كتبت مصيرك يوم كنت الطفل؛ من يشير بإصبعه النهاري لعري الملك الهارب في الغي، من بيته من كذب وطريقه من أشباح.
ترجل كي تشرب قهوة الصباح
قهوتك حلوة وليلهم مرّ
ارتشف على مهل؛ النهار موعدك لا يعرف الغياب.
ما أكتب مرثية كما لا تكتب المدائح
تمهل، النهار طازج كي تبدأ يومك
ترجل كي تشرب قهوة الصباح
ترجل كي تشرب قهوة الصباح
إني أرى ما ترى
الحباحبُ تشعل،
غابةََََ الليل.
النجمُ الثاقب،
يشعل ليلَ الحباحب.
العمياءُ؛
توقض الظلام.
ترجل كي تشرب قهوة الصباح
غسان ليس على عجل من أمره
ناديا أكملت قصيدتها
وانسي الحاج لن..
الديك يقظ كما أن العدو لا يخون.
لم ألتقيك لكن كثيرا ما اقتسمنا رغيف الحلم
أيها الحالم، سيد التوق،
الديك يقظ وسمير يترجم أحلامنا.
كذا كمال مضرج بك يدق الباب
وأنت لم تترك الحصان وحيدا.
كنت تعرف أني لن ألتقيك وكنت أيضا أعرف، لعلك لهذا أو بالتوكيد تركت ابتسامتك على الطاولة، ونون والقلم عند باب النهار؛ كل نهار، كي نلتقيك في أحلامنا، حيث وضعت النقطة على الحرف، كي لا يحرف الكلام، كي لا نتراجع عنك، تتقدمنا، فترجل كي ترشف قهوة الصباح رشفة رشفة، غسان ليس على عجل من أمره وأنت خير من يعرف؛ تمر من الكلس لشارع الحمراء تترجل من سيارتك الجيب تدخل من باب النهار.
أيها النهاري عليك السلام، يوم ولدت ويوم عشت، وكل يوم تبعث حيا في صيحة الصبيان والباعة: النهار؛ النهار؛ النهار....



#أحمد_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعيات ليبية لحقوق الإنسان ؟
- مرثية الزوال - أخر ما تبقي من شيء أصيل في الصحراء
- القفص الزجاجي
- الزعيم نصر الله ورقة وحيدة وأخيرة بيده لا بيد عمر
- المحروق المنسي في جوف الطين
- غرابة الزمان التي لا ريب فيها
- من قتل ناجي العلي ؟
- تجربة المتشائل إبداع تحت الشمس
- كم شجرة تكون غابة ؟
- دروس الأكاديمية:لا تقول بغ ، ممنوع التصوير ، الكتابة ، الكلا ...
- قصيدة حب متأبية بطريقة خ ، خ
- تعيش جامعة العرب
- زلة عرجون اليأس
- فرج الترهوني : ترجمان كثبان النمل
- ..وكذا حبيبتي في الشعر.
- ذئبة من بعيد ترنو ، ذئبة تندس في غابة عينيه
- بغداد أفق مسفوح في بحر اللامتناهي
- شارع الإذاعة : سر من رآه ، سر من لم يره
- بورتريه الثعلب
- بورتريه العنيزي


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الفيتوري - جبران تويني أو مديح النهار.