أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الفيتوري - .. وليس لي .. ما ليس لي..














المزيد.....

.. وليس لي .. ما ليس لي..


أحمد الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 08:29
المحور: الادب والفن
    


لأمي أن تذكرني في قبرها من ليس برا بها؛ من يحب من النساء غيرها . المرأة التي وجعتها كثيرا أوجعتني .
كأن أمي أرضعتني شقاء أن أحب ، كأنها قاست مني ما تعرف أنها ستضيقني ، أمي امرأة أخرى كانت تعرف أنها ترديني إلي التهلكة؛ حين أحبتني حين جعلت مني من غير جنسها ، حين كنت ذكرها الذي ليس أبي، الذي ابنها غير البار، الذي سيحب من بنات جنسها غيرها ، الذي ستنسيه امرأة أن كانت له أم .
أمي التي كنت مكابدتها التي ألقمتني روحها التي هدهدتني أخذتني من فمي إلي نهد كوبس نهاري وأظلم ليلي ، المرأة التي أنجبتني وشوكتُ نهارها وليلها سلمتني بيسر وتؤدة لشوك المرأة التي أوهمني مبسمها بتحنان يد المرأة التي أنجبتني .
كنت ثمرة لذة أبي عند أمي ؛ لكني جني العذاب العذب، في جسدي بثثت التوق لغيرها من جنسها ؛ وفي روحي عرفتُ عذاب هذا التوق .
أي أمي جنيت ما زرعتِ فيّ من وجعك معي؛ هاأنذا زهرك الرهيف تهفني ريح امرأة عاتية ، أي أمي هاأنذا عاري الروح معها كما كنت عاري الجسد معك ، أي أمي هاأنذا الطفل الحائر بين يديك الناعمتين الحانيتين بين يديها الطفل الشريد من لم يفتقده أحد ، هاأنذا ألوذ إلي حضن ليس لي ، كما دفعتني عن حضنك أدفع، كما وليت وجهي عنك تولي من أحب وجهها، هاأنت تستردين في بنت جنسك ما جنيتُ عليكِ من هجر ولوعة.
مِنْ ذا كنت أمي التي تحبني كثيرا دون مبادلة لأنك تدركين من قبل أني سأدفع الثمن باهظا.
حليبك خض في ركبي خضا وساح مني عرقا؛ حبا جما.
لقد نسيتك أي أمي يوم واريتك عني بالثرى، وظننت أثماً أن لن أكل التفاحة وأن لن أكون خلفا لأبي.
يا أمي السمحة الهفهافة جعلتني ورقةَ كرمةٍ بحدبك، ومن حبك خمرا يسكرني في ليالي وحيدا ، يوم ولدتُ بخرتني بالمحبة فكمنت المحبةُ فيّ، ما أن رأيتُ وجهها حتى وجدتها وأصابني وجد.
كما لو كنتِ بزواجك من أبي أردتِ أن تثمرين فيّ جدي الصوفي؛ فأكون متصوف المرأة الشغوف بامرأة ليست كالنساء، وان منهم وعلها تشبه كل واحدة فيهن، ولكنها وحيدة كما أن ليس للمرء غير أم واحدة .
أي أمي لم يكن أبي غير حجتك أمام الله، ولم أكن منك غير مبرر تلك الحجة ، لم أكن في جبتك غير ذريعة، كي تسلمينني لغيرك من النساء من ألهمتني أن التهم التفاحة .
عاري في صحرائها
لا مأوي لي
حملٌ أثغو
أكابد ما جعلتك تكابدين
كان كيدك أعظم
وكيدها الكيد
سبحانه يضع عشقه
في أجمل خلقه
وليس لي
ما ليس لي
يا أمي ..
هاأنذا وليدك ثغائي كما كان؛ كأن لا فارق ، مفارقة أن الرجل منا بين يديكن الطفل لا يكبر ، كأن الأنثى طفلها الرجل؛ الرجل الذي تشده إليها من حبل السر الأعظم الحب الذي لا ندري كنهه و لا نريد أن ندري .كأن الحب يستعيدنا إلي كنْ، إلي النساء، أليس كل مخدع منزل التعري - كما خلقتني يا ربي أو كما يقال سبحانه جعلنا عراة بين يدي النساء من المهد إلي اللحد.
فيا أمي ذذتي عني صغيرا كي أكبر، وفي عرين الدنيا تطلع الذئبية/ المرأة التي تركض مع الذئاب، التي تلغو دمي وتسفح عرق قلبي، التي تنقلب عني بعد أن تأكل عنب الروح، التي هي منك أشبه مني كما لو كنتِ منحتيها الروح التي منحتني .. يا أمي.. يا للنساء ملتهمات أرواح وأجساد الرجال ، وكدهم بكيدهن، وقواهم برقتهن، وتعبهم بغنجهن وفتوتهم بجمالهن ،يا أمي لم تمنحيني شيئا لم تستعيديه، لم تتركي شيئا لي حتى الحلم .
غدوت كابوسا أمشي صباحا و لا أنام الليل..
كما أمسيت منها لست ابنك، ولكن شبح الروح مازال ينوس في غيابها ولم تعد لي أم .
كأن الحب يعيدنا أطفالا نحبوا وجهالا لا نعرف، كأن الأم من كنا فلذة كبدها وما ذوبتها في روحنا، من هذا يجعل الحب فلذة كبدنا تذوب في روح المرأة التي نحب.
أو كأن لو لم تنجبنا امرأة ما أحببنا امرأة
أو كأن ما حدث لم يكن ليحدث والسلام ..
وأن ما حدث حدث فـ
خذنني عنك
وغطيني بالملامة
خذي خمري
خذي حمامتك التي تتسكع
في سريرتي
خذي هذا الذي لم تعطيني
خذي قلبي
واشويه جيدا
ثم طوحي به لأسماك بحيرة جليانة
خذنني عنك
وابقي لي أسنانك
أشتهي أن أعض
أشتهي أن أقرص خبزك
أن أكل ظلك
أن أروي عطشي
من عينيك
لا تبتسمي أرجوك
جن جنوني
وليس في الفضاء من أكسجين
ليس في الكلام كلام
و لا في النفس منك
من متنفس
صعبة أنت كما الشهيق
شهقة الروح
وأنت تتمخطرين
نعلك حاد
وسجاد الحلم
رهيف كبسمتك
طوحيه عنك هذا الذي هو أنا



#أحمد_الفيتوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشور الطويبى شعرية الصمت والسكون !
- • رجب الماجري:الشعر أن يبوح المرء بنفسه .
- فرج العربي : الحداثة الشعرية التي تطاردها الأشباح !
- أطالب بحق إصدار صحيفة خاصة ومستقلة
- • يوميات
- • درنة غرام لا يمكن اعتزاله!
- ليال بورتا بينيتو
- بيتزا أحمد الفيتوري
- أنت كذبي
- جيل 57 بدايات الواقعية الليبية
- آنا حبيبتي
- احذروا غات !
- محاكمة صدام الأسد
- جبران تويني أو مديح النهار.
- جمعيات ليبية لحقوق الإنسان ؟
- مرثية الزوال - أخر ما تبقي من شيء أصيل في الصحراء
- القفص الزجاجي
- الزعيم نصر الله ورقة وحيدة وأخيرة بيده لا بيد عمر
- المحروق المنسي في جوف الطين
- غرابة الزمان التي لا ريب فيها


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الفيتوري - .. وليس لي .. ما ليس لي..