أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الطريق إلى تحرير -القطاع-!














المزيد.....

الطريق إلى تحرير -القطاع-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 11:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما الذي ينبغي للمجتمع الدولي، وعبر منظمته السياسية والقانونية العليا، أي الأمم المتحدة، أن يفعله إذا ما قرَّرت قوَّة احتلال ما أن تنهي، من طرف واحد، احتلالها لجزء، فحسب، من أرض شعب آخر، كما قرَّرت قوَّة الاحتلال الإسرائيلي فعله في قطاع غزة؟ هل يتصرَّف وكأنَّ الأمر لا يعنيه، بدعوى أنَّ الاحتلال إمَّا أن ينتهي كليَّاً، أي أن يُرْفَع عن كل الأرض التي تخصُّ هذا الشعب، وإمَّا أن تظل قوَّة الاحتلال هي المسؤولة (قانونياً) عن ذلك الجزء الذي قضت مصلحتها بالتخلَّي عنه، كما تخلَّت إسرائيل عن قطاع غزة إذ أخرجت منه كل مستوطنيها وجنودها؟ وإذا كان المجتمع الدولي لا يملك من الحق والسلطة ما يسمح له بمنع هذا الإنهاء الجزئي للاحتلال، فهل يملك، في المقابل، من الحق والسلطة ما يُمكِّنه من إرغام قوَّة الاحتلال على أن تظل ملتزمة مسؤولياتها كاملة تجاه سكَّان ذلك الجزء الذي تخلَّت عنه، عملاً بمبدأ "تنازَلْ عن جزء من الكعكة إذا ما أردتَّ الاحتفاظ بمعظمها"؟ إنَّها أسئلة وتساؤلات يثيرها ويطرحها ما يعانيه أهل قطاع غزة بعد، وبفضل، إنهاء احتلال إسرائيل (من طرف واحد) له. أقول ذلك مع أنني أسمع قائلٍ يقول معترضاً: إنَّ احتلال إسرائيل للقطاع (ولأهله) لم ينتهِ بعد، وإنَّ إسرائيل ما زالت، بحسب القانون الدولي، ولجهة علاقتها بقطاع غزة، "قوَّة احتلال".

غير مرَّة قُلْنا إنَّ معبر رفح هو المقياس الموضوعي الذي به، يمكننا وينبغي لنا، أن نقيس درجة تحرُّر القطاع من الاحتلال الإسرائيلي. وكل قياسٍ أجريناه، أو أُجري، لم يأتِ إلاَّ بما يؤكِّد، وبما يُقْنِع حتى الحجر، بأنَّ "الأسوأ من الاحتلال الإسرائيلي (المباشِر والصريح)" هو ما تمخَّض عن إنهائه كما أُنْهي.

في خبر "صغير" جاء أنَّ مساعدة إنسانية (غذائية ودوائية..) قد وصلت من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر "كيريم شالوم" الإسرائيلي الذي يقع حيث تتقاطع حدود مصر وإسرائيل وقطاع غزة. المعنى "الصغير" لهذا الخبر قد يَكْبُر، فمعبر رفح يمكن أن يُغْلَق "إلى الأبد"؛ وسور عالٍ وطويل ومنيع يمكن أن تقيمه مصر على امتداد حدودها مع القطاع حتى لا يحدث ما حدث عندما اقتحم أهل القطاع الحدود في اتِّجاه الأراضي المصرية بحثاً عن طعام وماء ودواء..

إذا حدث ذلك ("التسوير" مع اتِّخاذ معبر "كيريم شالوم" الإسرائيلي همزة وصل إسرائيلية بين مصر والقطاع) فإنَّ قطاع غزة يتحوَّل، عندئذٍ، إلى ما يشبه الجزيرة الصغيرة في البحر الإسرائيلي.

كثيرٌ من الفلسطينيين ما زال يعتقد بأنَّ "الحل" لِمَا يعانيه الشعب الفلسطيني وقضيته القومية يكمن في "حلِّ السلطة الفلسطينية"، بأوجهها وهيئاتها ومؤسساتها كافة.

لن نقول بهذا الذي يقولون به. لن نقول به الآن، أو من الآن وحتى انتهاء ولاية الرئيس بوش، على الأقل. ولكن، في قطاع غزة ما عاد من وجود على الأرض للسلطة الفلسطينية التي يمثِّلها الرئيس محمود عباس، فَلِمَ لا نجعل الضارة نافعة؟!

هذا ممكن إذا ما أُجْري استفتاء شعبي في قطاع غزة، وتقرَّر فيه حلُّ كل سلطة فلسطينية هناك (عملياً، سلطة "حماس") وإعلان قطاع غزة منطقة لا وجود فيها لسلطة "قوَّة الاحتلال" الإسرائيلي، ولا لأيِّ سلطة فلسطينية، ودعوة المجتمع الدولي، من ثمَّ، وعبر الأمم المتحدة، وبتأييد من الدول العربية جميعاً، ومن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، إلى أن يضطًَّلع بمسؤولياته كاملة تجاه هذه المنطقة وسكَّانها إلى أن تقوم للشعب الفلسطيني دولته القومية المستقلة، فإذا تولَّت الأمم المتحدة مسؤولياتها المختلفة في قطاع غزة، قَبِل أهل القطاع جَعْلِه منطقة لا وجود فيها من سلاح إلاَّ ذاك الذي يخصُّ إدارة الأمم المتحدة.

وأحسبُ أنَّ البدء بحلِّ كل سلطة فلسطينية في القطاع هو الطريق إلى التحرير الحقيقي له من الاحتلال الإسرائيلي، ومِمَّا هو أخطر منه، وهو هذا الصراع الدموي الفلسطيني المدمِّر والعبثي!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التهدئة- التي تريدها إسرائيل!
- عملية القدس الغربية.. سؤال ينتظر إجابة!
- لُغْز -الزمن-!
- -الشتاء الساخن-.. نتائج وتوقُّعات!
- عندما تتسلَّح -جرائم الحرب- ب -القانون الدولي-!
- حلٌّ جدير بالاهتمام!
- -ثقافة المقاومة- التي ينشرها -الجهاديون-!
- مادية وجدلية العلاقة بين -الكتلة- و-الفضاء-
- تعصُّب جديد قد ينفجر حروباً مدمِّرة!
- الموقع الإلكتروني للجريدة اليومية
- التلويح ب -كوسوفو-!
- مفاوضات أم جعجعة بلا طحين؟!
- مرض يدعى -المظهرية-!
- وَقْفَة تستحق الإشادة والتقدير!
- اغتيال مغنية.. ما ظَهَر منه وما استتر!
- -نار الغلاء- فاكهة الشتاء!
- -المواطَنة- في -الوطن العربي-!
- -حرية العقيدة- بين تركيا وبريطانيا ومصر!
- بوتين يرى العالم بعين لا يغشاها وهم!
- مع الحكيم


المزيد.....




- أمل كلوني تخطف الأنظار بفستان مخملي أحمر في نيويورك
- شاهد.. عشرات المحاصرين تحت أنقاض مدرسة بعد انهيارها في إندون ...
- إسرائيل تتهم -أسطول الحرية- بمساعدة حماس.. وثونبرغ: نحمل مسا ...
- تقرير خاص يكشف حجم الدمار في غزة | بي بي سي تقصي الحقائق
- -لماذا تُعتبر خطة ترامب بشأن غزة ضرورية، وما العقبات التي تع ...
- قطر تعقد اجتماعاً يضم الوفد المفاوض في حماس بحضور تركي لدراس ...
- عاجل: إصابة ثلاثة إسرائيليين في حادث دهس قرب بيت لحم و-تحييد ...
- بفضلكم يا شباب جيل #GENZ212!
- يُستخدم لإطلاق المُسَيّرات في أجواء الدول الأوروبية وفق زيلن ...
- الولايات المتحدة: ترامب سيعقد اجتماعا غير مألوف مع قادة عسكر ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الطريق إلى تحرير -القطاع-!