أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - وَقْفَة تستحق الإشادة والتقدير!














المزيد.....

وَقْفَة تستحق الإشادة والتقدير!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 08:30
المحور: المجتمع المدني
    



وَقْفَة تستحق الإشادة والتقدير!

جواد البشيتي

مع أنَّني ضد استعمال الصفة الدينية للمواطن الأردني في تمييز مواطِن من آخر، وجماعة من أخرى، كأن نقول "أردني مسيحي"، أو "أردني مسلم"، فلا مفرَّ، هنا، أي في هذه المقالة، من ذِكْر "المسيحيين الأردنيين" بما يشبه ذِكْرنا لحقيقة مجتمعية واقعة. وذِكْرهم هنا إنَّما يأتي على سبيل الإشادة بوقفتهم، هُمْ وممثِّليهم الدينيين، ضد الجماعات التبشيرية ("المسيحية" على ما يَزْعُم أصحابها) وجوداً، وعملاً، ونشاطاً، فقد ثَبُتَ وتأكَّد أنَّ إذكاء النعرات الطائفية الدينية هو النتيجة التي يمكن أن تترتَّب على ما تمارسه تلك الجماعات (الأجنبية) من مهمَّات عندنا (وفي دول عربية أخرى) مُذْ اضطررنا إلى قبول تفسير دولي لـ "حرِّية العقيدة (الدينية)" على أنَّها، في بعض من أوجهها، حرِّية تلك الجماعات التبشيرية في الوجود والعمل عندنا.

وقد جاءت تجربة تلك الجماعات بما يقيم الدليل على أنَّ هدفها الفكري (الديني) الأوَّل هو "التهويد" لكثير من المعتقدات الدينية المسيحية، فإذا تحقَّق لها ذلك تذلَّلت العقبات من طريق تحويل الولاء الديني المسيحي الجديد (أي الذي أنتجه هذا "التهويد") إلى ولاء لـ "اليهودية السياسية" ودولتها (إسرائيل). ولنا في الرئيس بوش ذاته خير مثال، فهذا الرجل آمن بمسيحية شُحِنَت بكثير من أوهام العهد القديم حتى أصبح يَفْهَم انحيازه السياسي الأعمى إلى إسرائيل وأنصارها في داخل الولايات المتحدة على أنَّه ممارَسة دينية، تجعله في مكانة مرموقة عند الربِّ، الذي، بحسب زعمه، طالما ألهمه قراراته السياسية كقراره غزو العراق!

تلك الجماعات استثمرت "رأسمالها الفكري" في ما يعانيه بعض المواطنين الأردنيين من فقر وعَوَز وبطالة، ومن تهميش في كثير من أوجه الحياة، مع ما تُوَلِّده معاناتهم هذه في نفوسهم من مَيْلٍ إلى "الانتهازية العقائدية"، فنجحت في تنصيرها لهم تنصيراً فيه من التهويد الفكري والسياسي والأخلاقي ما يفوق النصرانية أضعافاً مضاعفة. ولقد اتَّخَذت تلك الجماعات من بعضٍ من ضحاياها هؤلاء أدوات تَسْتَعْمِلها بما يؤدِّي، على ما تتوقَّع وتريد، إلى توليد مشكلات، تَكْمُن فيها حلولاً لكثير من المشكلات الإسرائيلية.

وأحسب أنَّ تجربتهم، التي انتصر المسيحيون الأردنيون لمطلب إنهائها وإزالة نتائجها، تُعَلِّمنا، أي ينبغي لها أن تُعَلِّمنا، أنَّ حرية العقيدة الدينية لا تعني، ويجب ألاَّ تعني، وجود جماعات دينية يتوفَّر أصحابها وأعضاؤها على تحويل المواطِن من دين إلى دين بالأساليب والطرائق المتَّبعة في الانتخابات البرلمانية، والتي بفضلها يدلي الناخب بصوته بما يُظْهِره على أنَّه لا يريد إلاَّ ما يُراد له أن يكون عليه.

والعقيدة الدينية في زماننا ما عادت بحاجة إلى جماعات دينية منظَّمة تقوم بالتبشير بها، والدعوة إليها، وزيادة عدد المنتسبين إليها، فأيُّ إنسان يستطيع أن يعرف على خير وجه حقيقة كل عقيدة دينية، وأن يقف منها الموقف الذي لا أثر فيه لعصا أو جزرة.

وفي مجتمع متنوِّع دينياً كمجتمعنا ثبت وتأكَّد أنَّ كل جُهْد منظَّم يُبْذَل لتغيير المعتقَد الديني للمواطن لا يفيد الدين في شيء، ويُذْكي نعرات طائفية دينية لا يسعى إلى إذكائها إلاَّ كل من له مصلحة في الزجِّ بالمجتمع في صراعٍ يشبه لجهة نتائجه وعواقبه "الانتحار الجماعي"، فالإنسان ـ المواطِن في مجتمعنا يحتاج الآن إلى أن يعي ذاته ووجوده ومصالحه وحقوقه، وأن يعي الآخر، بمنأى عن كل وعي يُذْكي النعرات الطائفية الدينية، ويهبط بالمجتمع إلى الدرك الأسفل من التخلُّف الحضاري والاجتماعي والفكري.

ولقد حان للقانون عندنا أن يَضْرِب بيد من حديد على يد كل جماعة دينية تسعى في تغيير المعتقَد الديني للمواطِن، مهما كانت الأساليب والوسائل التي تتبعها وتستعملها توصُّلاً إلى ذلك، فتحويل مسلم إلى مسيحي، أو مسيحي إلى مسلم، ليس بالربح الذي يعوِّضنا خسارة المجتمع كله لأمنه واستقراره.. ووجوده؛ ومَنْ لم يتعلَّم مِمَّا حلَّ بالعراق وشعبه من مآسٍ لن يتعلَّم أبداً تمييز النفع من الضرر في أي شيء!




#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال مغنية.. ما ظَهَر منه وما استتر!
- -نار الغلاء- فاكهة الشتاء!
- -المواطَنة- في -الوطن العربي-!
- -حرية العقيدة- بين تركيا وبريطانيا ومصر!
- بوتين يرى العالم بعين لا يغشاها وهم!
- مع الحكيم
- إعادة فتح وتشغيل معبر رفح هي التحدِّي الأول!
- الحركة والسكون في الكون
- حتى لا يأتي هدم -الجدار- بما تشتهي إسرائيل!
- طريقان متوازيتان يجب أن تلتقيا
- بوش: للاجئ الفلسطيني الحق في التعويض عن حقِّه في العودة!
- رئيس بونابرتي أم لحود ثانٍ؟!
- -بقرة بوش- لن يَحْلبها غير إسرائيل!
- -الحُجَّاج- مشكلة تُحل بتعاون الفلسطينيين ومصر
- -الإعلاميُّ- و-الحاكِم- عندنا!
- اللعب الإسرائيلي على الحَبْلين الفلسطينيين!
- عاصمة -الغلاء العربي-!
- فساد ثقافي وتربوي!
- -متى- و-أين-.. فيزيائياً وفلسفياً
- هل أعاد بوش السيف إلى غمده في مواجهة إيران؟!


المزيد.....




- إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل للأسرى
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد الجنائية الدولية بإجراءات إذا ...
- احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات اعتقال إسرائيل ...
- هل تصدر الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو؟
- المفوض السامي لحقوق الإنسان: إجراءات الشرطة الأمريكية تجاه م ...
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد الجنائية الدولية بإجراءات إذا ...
- نتنياهو يناشد زعماء الغرب منع مذكرات اعتقال لقادة إسرائيل
- توقيف مؤثرة كاميرونية وسط خيم المهاجرين الأفارقة يثير ضجة في ...
- الاتحاد الأوروبي سيعلن عن مساعدات للبنان لوقف تدفق اللاجئين ...
- يونيسف تعرب عن قلقها العميق إزاء محنة أطفال جنوب لبنان


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - وَقْفَة تستحق الإشادة والتقدير!