أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هل أعاد بوش السيف إلى غمده في مواجهة إيران؟!















المزيد.....

هل أعاد بوش السيف إلى غمده في مواجهة إيران؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل توشك إيران أن تُحوِّل "تحدِّيها النووي" إلى "نصر سياسي ـ استراتيجي"؟ لا شكَّ في أن هذا هو السؤال الكبير الذي يثيره في الأذهان "تقرير الاستخبارات" مع ما ترتَّب عليه من نتائج وعواقب حتى الآن، والذي، في الوقت نفسه، يدفع إدارة الرئيس بوش (وإسرائيل أيضا) في الهزيع الأخير من حياتها إلى استنفاد ما بقي لديها من قوى الضغط والتأثير، توصُّلاً إلى منع الإجابة العملية والواقعية عنه من أن تكون "إيجابية" بالنسبة إلى طهران، على ما يكتنف هذه المهمَّة، أو المحاولة، الأخيرة لتلك الإدارة من مصاعب ومشاق.

قد ينجح الرئيس بوش، على صعوبة هذا الأمر الآن، أي بعد وبسبب "التقرير"، في تعريض إيران إلى مزيدٍ من العقوبات الدولية، وغير الدولية، الاقتصادية، وغير الاقتصادية، ولكن يكفي أن يغادر البيت الأبيض من غير أن يقوم بعمل كبير (عسكري في المقام الأول) يسمح له بادِّعاء النجاح في تقويض قدرة إيران على صنع أسلحة نووية حتى تنجح طهران في تحويل تلك "المغادرة" إلى "مَدْخَلٍ" لها إلى نفوذ إقليمي أوسع وأعظم بكثير ممَّا تحظى به الآن.
لقد لعبت إيران في ذكاء، يحسدها كثيرون عليه إلاَّ العرب؛ لأنْ لا مصلحة لحكوماتهم في أن ينتقل مثل هذا الذكاء إلى عقولهم السياسية والاستراتيجية، لعبة الصراع، فأعدت للحرب وحشدت لها وكأنَّها واقعة غدا لا محالة؛ أمَّا "دبلوماسياً (وإعلامياً)"، وفي وقت قرع الولايات المتحدة لطبول الحرب على وجه الخصوص، فقد اعتصمت بخطاب يقوم على تصوير "الحرب (عليها)" على أنَّها خيارٌ لا تملك إدارة الرئيس بوش شيئاً من مقوِّماته وأسبابه الموضوعية، مؤكَّدةً، غير مرَّة، أو دائماً، أنَّ تلك الإدارة، وعلى الرغم من كل حديثها وكلامها عن الحرب، ليست بقادرة على أن تقوم بما هي راغبة فيه، وهو شن الحرب عليها.

إنَّها، أي إيران، لم تَقُلْ قط في خطابها هذا إنَّ الحرب لن تقع؛ لأنَّ إدارة الرئيس بوش غير راغبة فيها، ولا تريدها، فهي لو قالت هذا لأظْهَرِت "عدم وقوعها" على أنَّه "نصر سياسي ـ أخلاقي" لتلك الإدارة. لقد حرصت، دائماً، على أن تقول إنَّ الحرب لن تقع؛ لأنَّ إدارة الرئيس بوش قد غدت في حالٍ (بفضل إخفاقها الاستراتيجي الكبير في العراق والذي هي سببه في المقام الأول) تُعْجِزها، أي تجعلها عاجزة موضوعيا، عن شن الحرب عليها.

والذكاء في هذا الخطاب سيَظْهَر ويتأكَّد أكثر عندما يغادر الرئيس بوش البيت الأبيض من غير حرب يشنها على إيران، فعندئذٍ، يصبح في مقدور طهران أن تقول للعالم بأسره ولكل من علَّل نفسه بوهم أنَّ الولايات المتحدة ستقضي له على التهديد أو الخطر الإيراني: ألَمْ نَقُلْ لكم إنَّ إدارة الرئيس بوش تخدعكم وتضللكم بزعمها أنَّها قادرة على شنِّ الحرب على إيران؟!

وغنيٌ عن البيان أنَّ الولايات المتحدة تخشى الآن، وبكل ما تنطوي عليه كلمة "الآن" من معانٍ استراتيجية، عواقب هذه "اللحظة"، أي لحظة مغادرة الرئيس بوش لبيت الأبيض من غير حرب يشنها على إيران، خشيةً، تَعْدِل إنْ لم تَفُقْ، خشيتها عواقب شنِّ حرب على إيران، فليس بالأمر الذي يمكن أن يَنْزِل برداً وسلاماً على مكانتها الإقليمية والدولية أن تَظْهَر في مواجهة التحدِّي الإيراني، الذي هو أشْهَر من نارٍ على عَلَم لجهة وضوحه، على أنَّها "نمرٌ من ورق"، فظهورها على هذا النحو إنَّما يُفْقِدها كل ما بقي في ترسانتها من سلاحٍ للردع والتخويف والإرهاب.

وعليه، شرع المحامون (الإعلاميون والسياسيون..) عن المكانة الإقليمية والدولية للولايات المتحدة يَبُثُّون ويُنْشرون تفسيراً لـ "عدم وقوع الحرب"، يُمْكِنه، بحسب ما يتوقَّعوا ويريدوا، أن ينال من قوَّة "التفسير الإيراني"، أي تفسير عدم وقوعها على أنَّه مَظْهَر عجزٍ عن شنِّ الولايات المتحدة لتلك الحرب.

بعض هؤلاء أخَذَ يقول، ويُكْثِر من القول، إنَّ سبب عدم وقوع الحرب هو أنَّ الولايات المتحدة وإيران متفاهمتان متَّفِقتان (ضِمْناً على الأقل) على تغيير الواقع الإقليمي الاستراتيجي بما يُضْعِف، ويُمْعِن في إضعاف، "الوجود القومي العربي" بكل أوجهه، فإذا كان الصراع هو "الظاهِر" فإنَّ هذا التفاهم أو الاتِّفاق (الذي يشتمل في أطرافه على إسرائيل وتركيا أيضا) هو "الباطِن"، أي "الحقيقة التي لا ريب فيها". ويكفي أن يَنْتَشِر هذا "التفسير" ويسود حتى يتمكَّن أصحابه والقائلون به من أن ينفثوا في روعنا، نحن العرب، أنَّ الولايات المتحدة لم تُهْزَم لا في العراق ولا في مواجهة التحدِّي الإيراني لها، وأنَّها، في حقيقتها الموضوعية، ليست بـ "نمر من ورق"، أي لم تتحوَّل، إقليمياً على الأقل، إلى "نمر من ورق"، فكل ما حَدَثَ ويَحْدُث إنَّما هو نتيجة، أو نتائج، لـ "صفقة (استراتيجية)" مُبْرمة بين الطرفين، وتحظى بتأييد قوى أُخْرى!

هذا هو التفسير المُغْرِض الأوَّل؛ أمَّا التفسير المُغْرِض الثاني فهو أنَّ "تقرير الاستخبارات" هو "وحده"، أو "في المقام الأوَّل"، ما حال بين إدارة الرئيس بوش وبين شنِّها الحرب على إيران، فلو لم يَصْدُر هذا التقرير مع ما ترتَّب عليه من نتائج، في داخل الولايات المتحدة وفي خارجها، لَعَرَفَ الرئيس بوش كيف يُحَوِّل، بالقوَّة العسكرية، التحدِّي (النووي) الإيراني إلى ما يشبه جَبَلاً تمخَّض فولد فأراً!

إنَّ التفسيرين معاً لن يقويا على حجب الحقيقة التي يراها ببصره وبصيرته كل من له عين تبصر وعقل يُدْرِك؛ وهذه الحقيقة هي أنَّ إيران ما كان لها أن تتحدَّى (نووياً) الولايات المتحدة، وأن تغدو قاب قوسين أو أدنى من جَعْل هذا التحدِّي ينتهي إلى نتائج تُوافِق مصالحها وأهدافها الاستراتيجية، لو لم تنجح المقاومة العراقية في جَعْل العراق مستنقعاً (فيتنامياً) للقوَّة العظمى في العالم، فـ "الولايات المتحدة المُثْخَنة بجراحها العراقية" هي التي أظْهَرَت، وتُظْهِر، عجزاً متزايداً عن شنِّ الحرب على إيران، وهي التي إنْ شنَّتها فلن تشنها إلاَّ إذا قرَّر الرئيس بوش، عن اضطِّرار، أن يُحَوِّل الحماقة، التي اسْتَنْبَتَ منها جزءاً كبيراً من السياسة التي انتهجها وينتهجها، إلى "سياسة عليا"!

"الصفقة" التي يتحدَّثون عنها، أو يتخوَّفون منها، لم تُبْرَم؛ ولكنَّها قد تُبْرَم، فإذا أُبْرِمت فلن نَفْهَم إبرامها إلاَّ على أنَّه ثمرة عجز الولايات المتحدة عن مواجهة التحدِّي (النووي) الإيراني بالحديد والنار.





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -تسونامي- السنة الجديدة!
- ولكم في -قِصَّة إبليس- حِكْمَة يا أولي الألباب!
- قنوط رايس!
- قرار صبُّ الزيت على نار التضخم!
- هل تريدون مزيداً من -الإيضاحات- الإسرائيلية؟!
- -التقرير-.. مسمار دُقَّ في نعش!
- بعضٌ من جوانب صورة الكون في مرآة -النسبية-
- حتى لا ينفجر -لغم أنابوليس- بالفلسطينيين!
- رِفْقاً بحاويات القمامة!
- كيف للسلام أن يَحْضُر في غياب -المفاوض العربي-؟!
- بعضٌ مما سنراه ونسمعه اليوم!
- قرار -قطع الشكِّ باليقين-!
- مجلس نواب يُمثِّل 560 ألف مواطن لا غير!
- يوم تكون -الوعود- كالعهن المنفوش!
- الانتخابات معنى ومبنى!
- هذا الخيار التفاوضي الجديد!
- لا اعتراف بها بوصفها -دولة يهودية-!
- الزهار في حضرة عرفات!
- الكَوْن -المطَّاطي-!
- -الثلاثون من شباط-.. ليس ب -سياسة-!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هل أعاد بوش السيف إلى غمده في مواجهة إيران؟!