أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - الانتخابات معنى ومبنى!














المزيد.....

الانتخابات معنى ومبنى!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2104 - 2007 / 11 / 19 - 11:17
المحور: المجتمع المدني
    


قبيل الانتخابات النيابية، كان مفيدا وضروريا أن يجرى استطلاع رأي موضوعي نقف من خلال نتائجه على رأي غالبية المواطنين (أو الناحبين، أو المشمولين باستطلاع الرأي) في جدوى وأهمية تلك الانتخابات لجهة قدرتها على الإتيان بـ "برلمان"، يقوم بما يقوم به أي برلمان في أنظمة الحكم الديمقراطية (غير العربية).

أمَّا ما دعاني إلى قول ذلك فهو تقديري، استنادا إلى استطلاعات رأي سابقة، وإلى وجهات النظر العامة للناس والتي لا تعكسها إلاَّ قليلا وسائل الإعلام، أنَّ الغالبية من المُسْتَطْلَع رأيهم لن تكون إيجابية في رأيها هذا؛ ومع ذلك، يجيء الواقع الانتخابي بما يناقِض هذا الرأي؛ ذلك لأنَّ كثيرا، وكثيرا جدا، ممن أدلوا برأي سلبي في تلك القضية، يذهبون إلى صناديق الاقتراع، ويدلون بأصواتهم، وكأن "الرأي" و"التصويت" أمران منفصلان!

ولا ريب في أنَّ دوافع وحوافز انتخابية ليست من قيم ومبادئ الديمقراطية في شيء هي التي تُنشئ وتُغذِّي هذا التناقض بين "الرأي" و"التصويت"؛ وليس من سبيل إلى حل هذا التناقض وتخطيه إلاَّ بـ "التثوير الديمقراطي (والحضاري)" لدوافع وحوافز الناخبين (والمرشَّحين).

إنَّ "الأزمة" تكمن في "المرشَّح"، معنى ومبنى، فـ "المرشَّح الديمقراطي" إنَّما هو وحدة لا انفصام فيها بين "البرنامج (الانتخابي)" و"الشخص (الذي يحمل ويُمثِّل هذا البرنامج)"؛ وفي المجتمعات الديمقراطية، أي في المجتمعات التي في انتخاباتها البرلمانية على وجه الخصوص تَظْهَر وتتأكَّد قيم ومبادئ الحياة الديمقراطية وليس الحياة دون الديمقراطية، نرى "جماعة منظَّمة سياسيا من المواطنين"، هي "الحزب"، تُنشئ وتطوِّر وتنشر برنامجها السياسي ـ الانتخابي، مختارةً له من "المرشَّحين (الحزبيين)" من لديهم من الخواص السياسية والأخلاقية والشخصية ما يجتذب إليه أصوات الناخبين، فيتحمَّل "الحزب"، بالتالي، مسؤولية إساءته اختيار شخص أو أشخاص.

و"الناخب"، في هذه الحال، يقف على البرامج الحزبية الانتخابية كافة، فينحاز إلى البرنامج (والحزب) الذي يرى فيه تعييناً لمطالب وأهداف، يرى في تحقيقها ما يخدم مصلحة أو يلبي حاجة لديه؛ وينحاز، من ثم وبعد ذلك، إلى من يمثِّل ويحمل هذا البرنامج من أشخاص (مرشَّحين) فلا انفصام بين البرنامج وحامله.

إنَّ "الحزب" فحسب هو الذي في مقدوره أن يؤسِّس للمواطنين، أفرادا وجماعات، وعيا بمصالحهم الحقيقية الواقعية وبحاجاتهم الأساسية والجوهرية التي يمكنهم وينبغي لهم تلبيتها (بالديمقراطية وفيها) فيُنْضِج كلا الطرفين الآخر سياسيا من خلال هذا التفاعل الديمقراطي الدائم؛ ويتصارع، في استمرار، كلا الحافزين (الحافز الديمقراطي والحافز دون الديمقراطي) في "الناخب"، وتكون الغلبة، على وجه العموم، للحافز الديمقراطي، الذي فيه يَظْهَر ويتأكد كل انتماء تقره قيم ومبادئ الحياة الديمقراطية.

ويبقى "الحافز الديمقراطي العام والأهم"، والذي في غيابه تغيب الحياة الديمقراطية جسما لتحضر ظلا. وهذا الحافز إنَّما هو وزن البرلمان في الحياة السياسية للمجتمع، فالانتخابات البرلمانية تستمد قوتها وأهميتها وحيويتها من قوة وأهمية وحيوية البرلمان الذي في سبيل الوصول إليه يتصارعون، فالبرلمان ينبغي له أن يملك من سلطة التشريع والرقابة ما يكفل للمجتمع أن تكون له حكومة تُحْدِث التغيير بما يجعل عملها لا ينتهي بنتائج تذهب بما توقَّعته وأرادته الغالبية الانتخابية ـ البرلمانية، أي الغالبية، شعبيا وبرلمانيا.

إذا البرلمان انفصل عن الناخبين بعد خروجه من رحم إرادتهم، وإذا الحكومة انفصلت عن البرلمان بعد نيلها ثقته، فلا بدَّ للحياة الديمقراطية، عندئذٍ، من أن تُعْلِن وتؤكِّد انفصالها عن واقع حياة المجتمع بوجهه السياسي على وجه الخصوص.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الخيار التفاوضي الجديد!
- لا اعتراف بها بوصفها -دولة يهودية-!
- الزهار في حضرة عرفات!
- الكَوْن -المطَّاطي-!
- -الثلاثون من شباط-.. ليس ب -سياسة-!
- -انحناء الزمان المكان-.. بعيداً عن الميثولوجيا!
- إشارات إلى -اختراق كبير-!
- بلفور.. العربي!
- في -الكوزمولوجيا- القرآنية
- حتى ينجو الفلسطينيون من -مؤتمر الخريف-!
- صورتنا كما نراها في -مرآتنا الانتخابية-!
- الحرب إذا ما شنتها تركيا!
- أزمة أردوغان في شمال العراق!
- ثرثرة في -عرس انتخابي-!
- ثورة -الإلكترون-!
- بعض من الجدل الذي أثاره بحث: سؤال -كيف خُلِقَ الإنسان؟-
- سؤال -كيف خُلِقَ الإنسان؟-
- عندما يُبَشِّر بوش ب -حرب عالمية ثالثة-!
- بعض من الجدل الذي أثاره موضوع: الأرض ليست -كروية- في القرآن. ...
- الأرض ليست -كروية- في القرآن.. وإليكم الأدلَّة!


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - الانتخابات معنى ومبنى!