أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الزهار في حضرة عرفات!














المزيد.....

الزهار في حضرة عرفات!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


تَبَّتْ يدا الزهار وتَبَّ.. فهذا الظل من ظلال استطالت لن يغدو جسما مهما استطال؛ وهذا الذي لم يلبس الحماقة فحسب، وإنما اتخذها جلدا له لا يمكنه أبداً أن يخرج من جلده؛ ولقد عرف مع من هم في حجمه ووزنه من قيادات "حماس" كيف يقودها ليس بعيدا عن الشعب الفلسطيني فحسب، وإنما ضده.. ضد وجوده القومي، وقضيته وحقوقه القومية، وضد كل ما جُبِل عليه من قيم ديمقراطية وإنسانية وحضارية، فـ "جهادها"، الذي أصبح كله، في قطاع غزة على وجه الخصوص، ضد "الداخل"، وضد من يمثِّله قوميا وديمقراطيا، ما عاد ممكنا تمييزه من الفاشية، بكل معانيها وأوجهها، في السياسة والثقافة والأخلاق.. وفي الموقف العام من "الآخر"، على اتساعه وتنوعه.

لو كان لدى قيادة "حماس"، التي جُبِلت على كره ومعاداة "قوس قزح" بألوانه كافة، متوهمة أن الزهار، أو الأسود، يمكن أن يكون لونا، أقل انتماء إلى ما يعنيه ويمثِّله عرفات، في الذكرى الثالثة لرحليه بالسم الشاروني، الذي تضافر على تحضيره وإدخاله في جسمه كل أعداء فلسطين، الظاهرين منهم والمستترين، لانضمت مع جمهورها إلى عشرات الآلاف من الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة الذين احتشدوا وتجمعوا ليؤكدوا لقتلة عرفات، وللممعنين في قتله من كل لون وجنس، أن عرفات هو الفلسطيني الذي فيه من فلسطين ما يجعله أول من يُقْتَل وآخر من يموت.

لو هم تلقوا من التربية السياسية الفلسطينية ما مكنهم من أن يفهموا عرفات، وجودا ورحيلا، حياة وموتا، على أنه رمز لفلسطين السياسية، ولفلسطين القومية والديمقراطية، ولفلسطين التي عرفت كيف تكون، وكيف تظل، غابة من البنادق، وواحة للديمقراطية، وشلال دم في مقاومة إسرائيل واحتلالها، ولفلسطين التي أحلَّت لأبنائها أن يختلفوا، وأن يمعنوا في اختلافهم، محرِّمة عليهم أن يسفكوا دم بعضهم بعضا، ولفلسطين التي زلزلت الأرض من تحت أقدامهم في كامب ديفيد إذ وقفت غير حائرة، غير مترددة، في أن تنحاز إلى تمرُّد "لا" ضد خنوع "نعم"، لكانوا سبَّاقين إلى هذا الاحتفال.

لقد ضاقت آفاقهم على ضيقها، واستبد بعقولهم ومشاعرهم كل ما يشدِّد لديهم الميل إلى مزيد من الفاشية، فقرأوا الاحتفال وفهموه على أنه محاولة من "فتح" لإظهار وتأكيد وزنها الشعبي ـ السياسي، تمهيدا إلى تجريدهم، بقوة الضغط الشعبي، من سلطتهم الفئوية التي اغتصبوها اغتصابا، وشرعوا يحاربون بها "الآخر" إذا ما كان قوميا وديمقراطيا في فلسطينيته، فاسترخصوا (وقد تربوا على هذا الاسترخاص) ليس حق "الآخر" في الوجود، وفي إظهار وتأكيد وجوده، فحسب، وإنما دمه وروحه وحياته، فقتلوا وجرحوا العشرات من أبناء فلسطين الذين جاؤوا واحتشدوا لإحياء رموز كثيرة في رمز واحد بعدما عاثت فيها سلطة الزهار ومن هم على شاكلته، وزنا وقامة وفكرا.

وعي "حماس" ليس وعي الشعب الفلسطيني، وروحها ليست روحه، وتجربتها ليست تجربته، وتاريخها ليس تاريخه، وتراثها ليس تراثه، وحلمها ليس حلمه، وتقاليدها السياسية ليست تقاليده، فهي في وزنها السياسي ـ الشعبي الذي يتضاءل شيئا فشيئا إنما كانت اليأس الفلسطيني في أسوأ عواقبه؛ وقد حان لهذا اليأس، الذي سيتحول حتما إلى أمل جديد، أن يُظْهِر ويؤكِّد وجوده بما يجعل "حماس"، نهجا وفكرا وتجربة، أثرا بعد عين، فذهبها كان زائفا ولو لمع إلى حين.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكَوْن -المطَّاطي-!
- -الثلاثون من شباط-.. ليس ب -سياسة-!
- -انحناء الزمان المكان-.. بعيداً عن الميثولوجيا!
- إشارات إلى -اختراق كبير-!
- بلفور.. العربي!
- في -الكوزمولوجيا- القرآنية
- حتى ينجو الفلسطينيون من -مؤتمر الخريف-!
- صورتنا كما نراها في -مرآتنا الانتخابية-!
- الحرب إذا ما شنتها تركيا!
- أزمة أردوغان في شمال العراق!
- ثرثرة في -عرس انتخابي-!
- ثورة -الإلكترون-!
- بعض من الجدل الذي أثاره بحث: سؤال -كيف خُلِقَ الإنسان؟-
- سؤال -كيف خُلِقَ الإنسان؟-
- عندما يُبَشِّر بوش ب -حرب عالمية ثالثة-!
- بعض من الجدل الذي أثاره موضوع: الأرض ليست -كروية- في القرآن. ...
- الأرض ليست -كروية- في القرآن.. وإليكم الأدلَّة!
- -الوثيقة- في شكل -عمود فَقْري-
- كَذَبَ -المؤوِّلون- ولَمْ يصدقوا!
- كيف يؤسِّسون مَنْطِقاً لفرضية -العلَّة غير المحتاجة إلى علَّ ...


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الزهار في حضرة عرفات!