أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - أزمة أردوغان في شمال العراق!














المزيد.....

أزمة أردوغان في شمال العراق!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأزمة الجديدة في العلاقة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني (التركي) الذي لبعضٍ من مقاتليه وقياداته وجودا حصينا لأسباب طبوغرافية في المقام الأول في المنطقة الحدودية من شمال العراق ، والتي تُنْذِر بالتحوَّل إلى عمل عسكري واسع وكبير يقوم به الجيش التركي هناك للقضاء على هذا الوجود، ودرء مخاطره عن جنوب شرق تركيا المهم استراتيجيا والذي تقطنه أقلية قومية كردية، يمكن ويجب فهمها، في جانب من أهم جوانبها، على أنَّها امتداد للصراع الذي تخوضه "القوى العلمانية" التركية، وقي مقدَّمها الجيش والأحزاب المعارِضة لما تسميه "أسْلَمَة" الدولة التركية ومؤسساتها، ضد حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية والذي يُحْكِم سيطرته على البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية، فهذه القوى (العلمانية) المغلوب على أمرها، والتي أظْهَرَت الانتخابات البرلمانية الأخيرة تضاؤل وزنها الشعبي، ترى في تفاقم الأزمة مع من تصفهم بأنَّهم "متمردون وانفصاليون" من أكراد تركيا تهيئة لمناخ سياسي داخلي، تشتد فيه وتقوى الروح أو العصبية القومية التركية، فيتغيَّر ميزان القوى الداخلي لمصلحتها بعدما فشلت في تغييره على هذا النحو في مناخ "العصبية العلمانية"، وكأنَّ الحرب مع حزب العمال الكردستاني (التركي) هو النافذة التي قد تتَّسِع لتصبح في حجم بابٍ، تعود عَبْرَه إلى السلطة التي قَبِلَت على مضض انتقالها إلى خصومها.

ولا شكَّ في أنَّ تلك "القوى العلمانية" المغلوب على أمرها تتمنى وتريد وتتوقَّع أن تُظْهِر حكومة أردوغان عجزا أو ضعفا سياسيا، يُتَرْجَم بشيء من الإخفاق العسكري في الصراع ضد "المتمردين والانفصاليين" الأكراد الأتراك في شمال العراق، فيزداد الثقل السياسي الداخلي للمؤسسة العسكرية التركية، فيؤدِّي هذا مع تنامي الروح أو العصبية القومية لدى الشعب التركي إلى تغيير ميزان القوى الداخلي بما يسمح بـ "تحرير" الدولة ومؤسساتها من قبضة حزب العدالة والتنمية، الذي لا يملك من خيار، في الوقت الحاضر، إلاَّ أن يكون، في موقفه من حزب العمال الكردستاني، قومياً أكثر من القوميين الأتراك الأقحاح.

وحزب أردوغان يحاول أن يَسْتَثْمِر موقف إدارة الرئيس بوش من تلك الأزمة، وطرائق حلِّها، بما يقوِّيه في صراعه المستتر مع المؤسَّسة العسكرية والأحزاب التي تؤيِّدها وتدور في فلكها العلماني ـ القومي؛ ولسوف يحرص أردوغان في اللقاء الذي سيعقده مع الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض في الخامس من تشرين الثاني المقبل، على أن يجيء موقفه وقراره النهائي مُنَسَّقاً قدر الإمكان مع الولايات المتحدة بوصفها القوَّة الدولية المسيطرة في العراق، وبما يلبِّي لحكومته حاجتين، الحاجة إلى أن تُظْهِر نفسها أمام شعبها الغاضب قوميا على أنَّها قد فعلت الأفضل لدرء مخاطر حزب العمال الكردستاني عن الأمن القومي لتركيا، والحاجة إلى أن يأتي حل هذه الأزمة بما لا يترتَّب عليه تغيير في ميزان القوى الداخلي لمصلحة المؤسسة العسكرية والأحزاب التي تشاطرها وجهة النظر والموقف.

ولا شكَّ في أنَّ إدارة الرئيس بوش لن تتخلَّى عن ورقة حزب العمال الكردستاني بما يرضي حكومة أردوغان ويُقَوِّيها في مواجهة خصومها الداخليين (الجيش والأحزاب المؤيِّدة لموقفه) إلاَّ إذا عدَّلت تلك الحكومة وغيَّرت سياستها بما يرضي تلك الإدارة في بعضٍ من ملفَّاتها الاستراتيجية الإقليمية، فقد سبق لأنقرة أن وقفت مواقف بدت فيها راغبة عن التعاون العسكري الذي تريده واشنطن.

إذا جاء أردوغان إلى البيت الأبيض بما يرضي سيِّده فإنَّ الولايات المتحدة يُمْكنها، عندئذٍ، أن تُنَسِّق مع تركيا ومع الحكومة العراقية في بغداد والحكومة الكردية الإقليمية حلِّ الأزمة مع حزب العمال الكردستاني بما يرضي حكومة أردوغان، فهذه الأزمة إنَّما أريد لها أن تكون أزمة لحكومة أردوغان في المقام الأول، وأن تجعلها واقعة بين مطرقة المؤسسة العسكرية والأحزاب المتحالفة معها وسندان إدارة الرئيس بوش التي تستعد لمزيدٍ من الصراع الإقليمي، ويهمها، بالتالي، أن تطمئن إلى أنَّ حكومة أردوغان لن تقصِّر عن مدِّ يد العون والمساعدة لها.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة في -عرس انتخابي-!
- ثورة -الإلكترون-!
- بعض من الجدل الذي أثاره بحث: سؤال -كيف خُلِقَ الإنسان؟-
- سؤال -كيف خُلِقَ الإنسان؟-
- عندما يُبَشِّر بوش ب -حرب عالمية ثالثة-!
- بعض من الجدل الذي أثاره موضوع: الأرض ليست -كروية- في القرآن. ...
- الأرض ليست -كروية- في القرآن.. وإليكم الأدلَّة!
- -الوثيقة- في شكل -عمود فَقْري-
- كَذَبَ -المؤوِّلون- ولَمْ يصدقوا!
- كيف يؤسِّسون مَنْطِقاً لفرضية -العلَّة غير المحتاجة إلى علَّ ...
- ال -فَوْفضائي- Hyperspace
- الأيَّام الصعبة!
- بعض من الجدل الذي أثارته المقالة: أفي هذا تَكْمُن -عبقرية- ا ...
- أفي هذا تَكْمُن -عبقرية- الدكتور زغلول النجار؟!
- الفساد غير السياسي!
- بعض من الجدل الذي أثارته مقالة -نظرية البعرة والبعير.. الأثر ...
- نظرية -البعرة والبعير.. الأثر والمسير-!
- -خريطة- عباس
- -الاتِّفاق- الذي ينهي -النزاعين- معاً!
- شهر رمضان.. لَمْ يُنْزَل فيه الغلاء وإنَّما القرآن!


المزيد.....




- التلفزيون الإيراني: بدء الموجة 13 من عمليات -الوعد الصادق 3- ...
- ماذا نعرف عن الحرس الثوري الإيراني؟ وما هو دوره؟
- حصيلة صادمة: قتلى -حملة ترامب- في اليمن تضاهي 23 عامًا من ال ...
- الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صواريخ من إيران باتجاه أراضي إ ...
- بوتين يعلن عن إمكانية إيجاد -مخرج من الوضع- بين طهران وتل أب ...
- العراق.. تدمير طائرة مسيرة مفخخة في أربيل (صورة)
- مراسلتنا: بدأ اجتماع غرفة العمليات بين ترامب وكبار المستشاري ...
- باريس: ماكرون كلف وزير الخارجية باتخاذ مبادرة تسوية تنهي الن ...
- -وول ستريت جورنال-: ترامب وافق على خطة هجوم على إيران لكنه ل ...
- -60 طائرة و20 هدفا-.. الجيش الإسرائيلي يعلن نهاية موجة جديدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - أزمة أردوغان في شمال العراق!