أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الاتِّفاق- الذي ينهي -النزاعين- معاً!














المزيد.....

-الاتِّفاق- الذي ينهي -النزاعين- معاً!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2051 - 2007 / 9 / 27 - 10:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


عملياً، تحوَّلت حرب الفلسطينيين (أي المقاوَمة العسكرية) ضد إسرائيل إلى حرب بين الفلسطينيين (بين "فتح" و"حماس"). ونظرياً، يُراد للسلام مع إسرائيل أن يتحوَّل إلى سلام أهلي، أي إلى سلام بين "فتح" و"حماس". في حربهم ضد إسرائيل، لم يتمكَّن الفلسطينيون، لأسباب موضوعية في المقام الأوَّل، من جَعْلِها طريقاً إلى "التحرير"، أو من تَرْجَمَتِها بنتائج ووقائع تسمح لهم بجعل "التفاوض السياسي" طريقاً إلى حل نهائي لمشكلتهم القومية. أمَّا احترابهم واقتتالهم في قطاع غزة، وبدءا من منتصف حزيران الماضي، فـ "نجحا" في اجتراح ما يسمَّى "التحرير الثاني (للقطاع)"، وفي تذليل كثير من العقبات من طريق التفاوض السياسي بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية (الرئيس عباس وحكومة فياض) توصُّلا إلى "اتِّفاق"، يُراد له فلسطينيا أن يأتي بسلام مع إسرائيل، وبسلام بين الفلسطينيين أنفسهم.

وبما يُوافِق هذه "الاستراتيجية الفلسطينية الجديدة"، يسعى الرئيس عباس، من خلال تفاوضه مع الإسرائيليين، ومن خلال "المؤتمر (أو اللقاء، أو الاجتماع) الدولي"، إلى "اتِّفاق" يَصْلُح، محتوى وشكلا، لاجتذاب تأييد شعبي واسع إليه (استفتاء شعبي أيَّدته "حماس" من قبل شرطا لـ "التفويض التفاوضي") وباتِّخاذ هذا التأييد، من ثمَّ، طريقا إلى تسوية الأزمة في العلاقة بين "فتح" و"حماس" بما يؤدِّي (عَبْر انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة) إلى قيام "سلطة فلسطينية جديدة"، تُوافِق ذلك "الاتِّفاق"، في تمثيلها السياسي (الحزبي) وفي برنامجها السياسي.

إنَّ الرئيس عباس يسعى في "اتِّفاق" له من كِبَر الوزن الشعبي ما يَجْعَله في وزن سياسي داخلي أكبر؛ أمَّا اولمرت الضعيف داخليا (شعبيا وفي ائتلافه الحاكم) والباحث عمَّا يستقوي به على خصومه وفي مقدمهم نتنياهو، فيسعى إلى "اتِّفاق" يطيل ولا يُقَصِّر عُمْره السياسي، وكأنَّهما يتفاوضان (أي عباس واولمرت) ليقيما الدليل على أنَّ ما يُقَوِّي أحدهما يُضْعِف الآخر، وما يُضْعِف أحدهما يُقَوِّي الآخر.

"الاتِّفاق" الذي يسعى إليه الرئيس عباس، والذي لا يستطيع قبول ما يَقِل عنه، إنَّما هو الذي له وزن يُعْتَدُّ به إذا ما وُزِنَ بالميزان الشعبي الفلسطيني، والذي يؤسِّس، بالتالي، لإنهاء "النزاعين" معا، أي النزاع مع إسرائيل والنزاع بين الفلسطينيين. في هذا "الاتِّفاق" فحسب، تَكْمُن مصلحة الرئيس الفلسطيني، الذي يخشى فشلاً في التوصُّل إلى أيِّ اتِّفاق، وفشلا في التوصُّل إلى الاتِّفاق الذي لا مصلحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي في التوصُّل إليه، فهذا الفشل أو ذاك لن يفضيا إلا إلى مدِّ "النزاعين" بمزيد من الوقود.

وعليه، ليس لدى الرئيس عباس من خيار غير خيار "النجاح".. النجاح في التوصُّل إلى "اتِّفاق" يَجْعَل لخيار "الحل عبر التفاوض" من الوزن الشعبي ما يُرَجِّح كفَّة مؤيِّديه على كفَّة معارضيه. أمَّا اولمرت فيُمْكِنَه المفاضلة بين الفشل في التوصُّل إلى أيِّ اتِّفاق مع الرئيس عباس و"النجاح" في التوصُّل إلى الاتِّفاق الذي يريده الرئيس الفلسطيني، ويسعى إليه؛ ولا شكَّ في أنَّ مفاضلته ستنتهي به إلى تفضيل ذاك الفشل على هذا "النجاح".

وإذا كان من استنتاج يُمْكننا وينبغي لنا التوصُّل إليه فهذا الاستنتاج إنَّما هو أن "يُدير" الفلسطينيون نزاعهم وأزمتهم الآن بما يُقَوِّي "المفاوِض الفلسطيني"، فإذا فشل في محاولته اغتنام "الفرصة الأخيرة" للسلام سعوا في تسوية نزاعهم وأزمتهم بما يؤسِّس لـ "مقاوَمة" تُقَوِّي ولا تُضْعِف وحدتهم، ولـ "وحدة" تُقَوِّي ولا تُضْعِف مقاومتهم، فَمِنْ غير ذلك لن تتهيَّأ للسلام فرصة حقيقية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهر رمضان.. لَمْ يُنْزَل فيه الغلاء وإنَّما القرآن!
- -مؤتمر الخريف-.. بعد شهرين أم بعد زلزال؟!
- -بلاك ووتر- هي هوية الولايات المتحدة!
- خبر علمي يُقَوِّض مزاعم الملاحدة!
- ساعة ضرب إيران.. هل أزِفَت؟
- بوش يَتْرُك -الراية البيضاء- لخليفته!
- -الديمقراطية- ليست مِنَ -الكُفْر-!
- 6 سنوات على -عالَم بوش بن لادن-!
- ليَنْطِقوا حتى نَخْرُج عن صمتنا!
- -حماس- تمخَّضت فولدت -فاشية سوداء-!
- الحاكم العربي في حقيقته العارية!
- -الغيبية- و-الغيبيون-!
- في الطريق إلى -اللقاء الدولي-!
- بوش يوشك أن يفتح -صندوق باندورا-!
- مناقشة ل -الرأي الآخر- في مقالة -التسيير والتخيير في فتوى شي ...
- العراق بين -التقسيم- و-التقاسم الإقليمي-!
- -التسيير والتخيير- في فتوى شيخين!
- هذا -التلبيس- في قضية -الربا-!
- المال.. إله الحياة الدنيا!
- غلاءٌ.. سَقْفُه السماء!


المزيد.....




- لماذا قد -يدفن- مشروع E1 الاستيطاني الإسرائيلي احتمال قيام د ...
- لماذا أعجب روي كاساغراندا بالصحابي خالد بن الوليد؟
- العثور على جثمان ضابط إسرائيلي انتحر بعد القتال في غزة
- باحثون يبتكرون مضادات جديدة لنوعين من العدوى البكتيرية
- إدانات عربية ودولية لخطة إسرائيل الاستيطانية الجديدة
- لماذا يتحدث بوتين عن معاهدة جديدة للأسلحة النووية مع واشنطن؟ ...
- عراقجي ينفي تدخل إيران في الشؤون الداخلية للبنان
- قمة ألاسكا.. بين تفاؤل ترامب ومخاوف أوروبا وأوكرانيا
- مطالب بتحقيق في مجلس الشيوخ حول محادثات -ميتا- مع أطفال
- مخطط سموتريتش.. هل يكون نهاية حلم الدولة الفلسطينية؟


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الاتِّفاق- الذي ينهي -النزاعين- معاً!