أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - اغتيال مغنية.. ما ظَهَر منه وما استتر!














المزيد.....

اغتيال مغنية.. ما ظَهَر منه وما استتر!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2194 - 2008 / 2 / 17 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنَّ من الصعوبة بمكان أن نُصَدِّق أنَّ إسرائيل، وبحسب بياناتها الرسمية الصادرة عن أعلى مستوى قيادي فيها، بريئة من دم القيادي العسكري الكبير (أو الأكبر) في "حزب الله" عماد مغنية، الذي اغتيل في عملية تفجير في دمشق، فهدف في هذا الوزن والأهمية يتعذَّر الوصول إليه إلاَّ بقدرات أمنية واستخباراتية عالية كتلك التي يتمتَّع بها جهاز "الموساد" الإسرائيلي؛ كما أنَّ فَهْم عملية الاغتيال استناداً إلى "الدافع" و"المصلحة"، وما شابههما، يَحْمِل على توجيه إصبع الاتِّهام إلى أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، وفي مقدَّمها "الموساد".

والحكومة الإسرائيلية، التي هي في أمسِّ الحاجة إلى "إنجاز أمني واستخباراتي" بهذا الحجم الكبير بعد، وبسبب، الهزيمة (النسبية) التي منيت بها مع جيشها في حرب تموز ـ آب ضد مقاتلي "حزب الله"، وترسانته الصاروخية في المقام الأول، لم تكن بحاجة إلى أن تُصْدِر بياناً رسمياً تتبنَّى فيه عملية الاغتيال، وتفخر وتتباهي بهذا "الانتصار الأمني والاستخباراتي"؛ لكونها متأكِّدة تماماً أنَّ أحداً من الإسرائيليين، ومن غير الإسرائيليين مِمَّن يعنيهم الأمر، لا يمكن أن يَنْظُر إلى العملية إلاَّ على أنَّها من تدبير جهاز "الموساد".

هذا الاغتيال، وعلى ما يُمَثِّله من خسارة كبيرة تكبَّدها "حزب الله"، وقيادته العسكرية العليا، كان ينقصه، لكي يكون إنجازاً أمنياً واستخبارتياً إسرائيلياً أهم وأعظم، رُكْناً في منتهى الأهمية، وهو أن يَقَع في الضاحية الجنوبية من بيروت، أو حيث يبسط "حزب الله" سلطته الأمنية القوية في لبنان، فلو وَقَعَ هنا لرأيْنا فيه اختراقاً أمنياً واستخباراتياً إسرائيلياً كبيراً للحزب ومناطق سيطرته ونفوذه.

وعليه، لا بدَّ لنا من أن نرى في اغتيال مغنية في دمشق ما يدلُّ على فشل أمني واستخبارتي إسرائيلي في اختراق القلعة الأمنية لـ "حزب الله"، والتي يحتمي فيها، أيضاً، كبار قادته، وفي مقدَّمهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

ولا شكَّ في أنَّ عملية الاغتيال هذه تُعَدُّ، في أحد جوانبها وأبعادها المهمة، ضربة قوية جديدة لدمشق من الوجهة الأمنية والاستخباراتية، وكأنَّ مَنْ يشقُّ على إسرائيل اغتياله في مكانه الأصلي يَسْهُل عليها اغتياله في دمشق.

وهناك من حاول تفسير حدوث الاغتيال في خارج لبنان بما يقلِّل من أهمية وحجم الفشل الإسرائيلي في اغتيال مغنية في داخل لبنان، فادَّعى أنَّ إسرائيل لم تغتله في داخل لبنان (مع أنَّها قادرة على ذلك بحسب ادِّعائه) ولم تتبنَ عملية الاغتيال، حتى لا تُتَّهَم بأنَّها قد خرقت الاتِّفاق الذي أنهى حرب تموز ـ آب.

ومع ذلك، نرى في هذا الموقف الإسرائيلي المُعْلَن والرسمي من حادث الاغتيال (مع مكان حدوثه) ما يَحْمِل على الاعتقاد بأنَّ إسرائيل تريد لهذا الحادث أن يهيِّئ لها ما تحتاج إليه من ذرائع وأجواء مناسبة لشنِّ حربٍ جديدة ضد "حزب الله"، فانتصارها في هذه الحرب هو وحده ما يمكنه أن يغسل عار الهزيمة (النسبية) التي مني بها جيشها في الحرب السابقة. وبحسب هذا التفسير أو التصوُّر تريد إسرائيل (التي أعلنت رسمياً أنَّها بريئة من دم مغنية) أن يَقْدِم "حزب الله" على عمل انتقامي، يَظْهَر فيه على أنَّه قد خَرَق الاتفاق الذي أنهى حرب تموز ـ آب خرقاً كبيراً، فتَشُنَّ عليه الحرب التي هي في أمسِّ الحاجة إليها.

ويمكن أن نرى لوزير الدفاع الإسرائيلي باراك مصلحة كبرى في التهيئة والإعداد لحرب جديدة ضد "حزب الله"، فهذا الوزير العمالي يريد أن ينفصل عن اولمرت ما أن يُحقِّق للجيش الإسرائيلي الانتصار الذي يحتاج إليه على "حزب الله"، فيَظْهَر، مع حزبه، للناخبين الإسرائيليين على أنَّه هو الذي أصلح ما أفسده اولمرت (وحزبه) في هذا الشأن.

"حزب الله"، وعلى ما يتمتَّع به من قوَّة أمنية واستخباراتية جيِّدة، ليس في مقدوره أن يوجِّه إلى إسرائيل ضربة مماثِلة أو مشابهة، كأن يغتال قيادياً عسكرياً إسرائيلياً كبيراً في خارج إسرائيل، وأن ينفي، في الوقت نفسه، ان يكون له ضِلْع في العملية؛ كما أنَّه، أي "حزب الله"، ليس في وضع يسمح له أن يَرُدَّ، انتقاماً، بعمل عسكري كبير انطلاقاً من جنوب لبنان، فالأمين العام للحزب أكَّد، بعد الحرب الأخيرة، أنَّه لو كان يَعْلَم، أو يتوقَّع، العواقب التي ترتَّبت على العملية العسكرية التي قام بها مقاتلوه على الحدود قبيل الحرب لَمَا أمَرَ بتنفيذها. ولقد قال ذلك على سبيل إظهار وتأكيد حرصه على تجنيب لبنان وشعبه جنون آلة الحرب الإسرائيلية، التي كانت تُعَدُّ وتُهيَّئ لشن تلك الحرب ولو لم تُنَفَّذ تلك العملية.

ما أتوقُّعه إنَّما هو أن يَرُدَّ "حزب الله" على اغتيال مغنية بما يُصَعِّب على إسرائيل، وغيرها، اتِّهامه بأنَّه قد خرق الاتفاق الذي أنهى حرب تموز ـ آب. ولقد بدا الأمين العام للحزب، في الكلمة التي ألقاها في المناسبة، غير راغب في الزج بحزبه، وبلبنان، في حرب جديدة، أو في عمل قد يؤدِّي إلى إشعال فتيل حرب جديدة، فهو حرص على أن يقول "إذا ما أرادت إسرائيل هذا النوع من الحرب المفتوحة.."، وكان في مقدوره أن يقول، لو أراد "لقد أرادت إسرائيل هذا النوع من الحرب المفتوحة إذا اغتالت..".

بقي أن أشير إلى خطأ سياسي ارتكبته طهران إذ أعلنت على لسان وزير خارجيتها منوشهر متكي أنَّها قد اتَّفَقت مع دمشق على تأليف فريق مشترَك للتحقيق في حادث الاغتيال، فهذا الموقف أظهر الحادث على أنَّه ضربة إسرائيلية لإيران أيضاً؛ وقد كان الأفضل أن تُتْرَك هذه المهمة لدمشق و"حزب الله"، وفي العَلَن على الأقل.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -نار الغلاء- فاكهة الشتاء!
- -المواطَنة- في -الوطن العربي-!
- -حرية العقيدة- بين تركيا وبريطانيا ومصر!
- بوتين يرى العالم بعين لا يغشاها وهم!
- مع الحكيم
- إعادة فتح وتشغيل معبر رفح هي التحدِّي الأول!
- الحركة والسكون في الكون
- حتى لا يأتي هدم -الجدار- بما تشتهي إسرائيل!
- طريقان متوازيتان يجب أن تلتقيا
- بوش: للاجئ الفلسطيني الحق في التعويض عن حقِّه في العودة!
- رئيس بونابرتي أم لحود ثانٍ؟!
- -بقرة بوش- لن يَحْلبها غير إسرائيل!
- -الحُجَّاج- مشكلة تُحل بتعاون الفلسطينيين ومصر
- -الإعلاميُّ- و-الحاكِم- عندنا!
- اللعب الإسرائيلي على الحَبْلين الفلسطينيين!
- عاصمة -الغلاء العربي-!
- فساد ثقافي وتربوي!
- -متى- و-أين-.. فيزيائياً وفلسفياً
- هل أعاد بوش السيف إلى غمده في مواجهة إيران؟!
- -تسونامي- السنة الجديدة!


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - اغتيال مغنية.. ما ظَهَر منه وما استتر!