عودة الحرية من الماء

ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 08:17
المحور: الادب والفن
    

يوم أحد
حزين هذا اليوم مثل أحد ما
رذاذ من المطر يهبط من الأعلى اللامتناهي
والسسماء غائمة كرماد النار
بعض العصافير تحلق في سرية تامة
منتشية بالصقيع وتبعث النشوة وتذكيها في حزن الكون
اليوم
يوم فيه مسحة من الكآبة الغريبة ......ربما يشعر أحد ما الآن
- وفي مكان ما - بهذا البعد بهذا الشوق
ربما هناك شخص ينحدر الآن نحو التجمع المدني
ويقتني الجريدة يتصفحها ملهوفا
بعينين أثقلهما تعب الكون
ربما هناك من هو جوعان
- لا شك في ذلك -
من هو محتاج الى الحرية
الى العشب
ففي يوم مثل هذا
ربما هناك من يقبع في كهفه ويكتب شيئا ما
فلا يتوصل الى الخيط الذي تعودت أن تنفثه النفس
أثناء ساعاتها المشرقة
خيط غريب وعميق عمق الكهف المجهول الأغوار
ربما هناك من يشعر بهذا اليوم الذي يلعق
زخات المطر الخافتة فينتهي به المساء الى الملح
ربما هناك ورود تنبت ذابلة ومسنة
ربما هناك لغط كوني
ربما هناك من يفهم هذه الأيام التي تحكي
عن مأزق الكون
عن دعارة الحياة ......... وجرأة الحرية
ربما هناك من لم يستطع أن يلقي ببسمة
.........أثقلت كاهله
ربما هناك من يمشي مدفوعا من الخلف
أو مأخوذا من أنفه
من ذا الذي عاش ثم مات وهو حي
الجواب يكمن في هذه الأيام الرائعة بحز نها
فلربما ستظل الصرخة
صخرة في ذاكرة ما
في مثل هذه الأيام الحزينة تبرد الجدران في السجون
ويجمد اليأس في حدقتي سجين ما
وتتعب النفس من الحياة والموت
- العين بصيرة واليد قصيرة -
ليس هناك من بد
سوى الانتظار
انتظار لأحد ما انتظار ليوم ما
انتظار عودة الحرية من الماء
.................................................. .....

نشرت هذه القصيدة في الصفحة الأخيرة
من جريدة الاتحاد الاشتراكي بالمغرب
بتاريخ 24-دجنبر - 1985 ذكرى استشهاد المناضل الاتحادي الفذ
المرحوم عمر بن جلون

#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل