أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - إعترافات إمرأة - 4 -














المزيد.....

إعترافات إمرأة - 4 -


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2146 - 2007 / 12 / 31 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


أنا مجرم
______

ذات مساء وجدته ينتظرني ببيته ليزف إلي خبرا سارا . قال لي بأنه سوف يشتغل كاتبا عموميا بإحدى الوكالات .ثم أضاف قائلا
يبدو الآن أنه بإمكاننا إبرام عقد الزواج.
أحسست بالسعادة تملأني ولسيما وكثرة القيل والقال سوف تنزاح عني إلى الأبد . وبعد أيام معدودة كان الزواج قد تم فعلا.
إنتقلت إلى بيته بشكل رسمي بعد أن تم إفراغ الطابق الأرضي من طرف تلك العائلة التي كانت تسكن هناك والتي عوضتها
ببعض المال لكي توافق على تسليم السكنى الينا .
إنقطعت عن تعاطي حبوب منع الحمل وبسرعة مدهشة وجدتني حاملة منه . وكنت سعيدة أكاد أطير من الفرحة فلطالما تمنيت
أن يكون لي طفل أو طفلة منه تملأ علينا حياتنا ولما أخبرته بذلك لم يبد أي إعتراض بل تمنى لو يكون الزائر الجديد أنثى
لكن بعد ذلك لم أدر كيف تبدل شعوره وبطريقة مفاجئة أدهشني لما أ سر إلي قائلا( إن هذا الجنين غير مرغوب فيه ولابد من
عملية إجهاض ) لكنني عارضته بشدة وأنا في أعلى درجات الغضب قائلة (هذا الجنين سوف يرى النور رغم أنفك ) لكنه كان ذكيا
بجوابه فاستطاع إقناعي .
لقد نسيت أن أذكر أن زواجي الأول كان قد أثمر طفلا توفي والده وبقي تحت مسؤوليتي أرعاه وأحبه بجنون إلى أن تعرفت
على أحمد حينئذ أصبحت كما لو أنني أتنصل من مسؤوليتي نحو إبني لأن وقتي كله كان للحب والغرام .وقبل الإنتقال إلى بيت
الزوجية قمت بإرسال إبني إلى أسرة والده أي عند جده .لكن هذا الأخير أعاده إلي بسرعة فائفة وفي حالة يرثى لها ظنا منه
بأنني أريد التخلص منه وإبقائه لديه . وعند عودته إلى بيتي لم يجدني هناك فالتحق بي بالبيت الجديد . ففاجأني حضوره وأربكني
واكتفيت فقط بالتحدث إليه ومساءلته بدلا من تقبيله كما تتطلب الأمومة . وهذا هو السبب الأساسي في تغيير الأمور وبروز فكرة
الإجهاض. ظن أحمد ما وقع لطفلي يمكن أن يحدث أيضا للوليد الجديد في حالة وفاته . فالمرأة صارت في نظره - عندما تعشق -
يمكن أن تستغني عن العالم بما في ذلك فلدة كبدها .فهذا هو لغز المرأة كما يراه هو .
أقنعني بأن العبىء الأول والثاني سيكون علي لوحدي - إذا لم أقم بالإجهاض - وأنه سوف يعود الى أوربا . وقد رأيت ذلك تهديدا
حقيقيا جعلني أقبل بالإجهاض وأرضخ لمشيئته.
إتصلنا بطبيب ( بولوني ) الجنسية كان يعمل بالمدينة بإحدى المصحات وكان هو الوحيد ربما من كان يقوم بهذه العمليات المشبوهة
والممنوعة قانونا . وداخل مصحة كيتان تمت العملية . وكانت سهلة لأن الجنين لم يكن قد بلغ الشهرين .وقد تزامنت عمليتي مع
عملية أخرى مماثلة لزوجة مسؤول أمني رفيع المستوى بنفس المدينة .ولما حضر ذلك المسؤول إرتبك أحمد ظنا منه أن حضوره كان
من أجله. لولا زبونة أعرفها وهي أخت زوجة المسؤول المذكور أخبرتنا بأن الرجل حاضر هنا لأن زوجته ستقوم بالإجهاض أيضا
وصارت تستعرض بعض مشاكل الزوجين . وهذا كان قمينا بأن يسترد أحمد هدوءه وتدهب وساويسه.
أتذكر لما أخرجوني محمولة على السرير المتحرك من غرفة العمليات وكان أحمد ينتظرني وهو في حالة قلق علي . وهو منزوي
في ركن من أركان صالة الإنتظار .كان وجهه يشرح ما بداخله من قلق وحيرة وربما ندم أيضا .وكنت أنا لا زلت تحت تأثير المخدر
وما أن وجدت نفسي أمامه حتى بادرته قائلة بعتاب حزين ( رز يتيني أحبي ).
أتى أحمد بطاكسي لحملنا الى البيت وكنت مسنودة عليه وهو يلفني بدراعه وأحيانا بكلتا يديه وكنت شبه مدمرة جسديا وروحيا
في البيت إستسلمنا للنوم وقبل حلول الفجر إستيقظ أحمد وهوفي حالة من الدعر والفزع . إستفسرته ما السبب فأخبرني بأنه رأى في
الحلم الجنين الذي تم إجهاضه رأى طفله وهو في ربيعه الخامس أو السادس بعينين سوداويتين يخرج منهما ضوء قوي كضوء
السيارة عندما ترسله الى البعيد . كان متأثرا بهذا الحلم وكانت الدموع تنهمر من عينيه وعلامة الخوف والندم باديتان على سحنة
وجهه وكان يهمس بعد أن دفن وجهه بين كفيه ( أنا مجرم أنا مجرم ). - يتبع -



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترنيمة الحب والتعب
- مصممة أزياء - 3 -
- إعترافات إمرأة - قبل الزواج - - 1 -
- القديس - 2 -
- القديس
- ََA D I O S
- ورشة الكون
- الأوهام
- صرخة يائسة
- حوار من الداخل
- سيدة الشعر
- قصة مهداة الى الأخ الكبير مصطفى مراد
- عشوشة والعيد
- الكبش القاتل
- اللوتس المترنح
- دخان البحر
- الركض المتسول
- الدهشة
- لوثة العيد
- رمضان والقلة


المزيد.....




- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - إعترافات إمرأة - 4 -