أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - لوثة العيد














المزيد.....

لوثة العيد


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2112 - 2007 / 11 / 27 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


عباس كان مواطنا على قد حاله . متزوج بعائشة . لهما ثلاثة أولاد أكبرهم لا يتجاوز السبع
سنوات من عمره . عباس يشتغل ( شغلانة) على قد الحال مثله . عباس رجل طيب يحب
أولاده لكن زوجته عائشة غير راضية بمستوى العيش الذي يوفره لها.ولأنها شرسة يملؤها
الطمع والخبث فقد نغصت عليه حياته وجعلته لا يتعلق بالحياة إلا من أجل أولاده الصغار
الأبرياء . طلب عباس من مشغله يوما أن يرفع له أجرته الى الحد الأدنى للأجور الذي
يضمنه القانون ولا يضمنه . فكان رد المشغل ( إذا لم يعجبك الحال بإمكانك ترك مكانك
لأولائك الذين ينتظرون خارج الورشة بفارغ الصبر ) فحمد الله السي عباس على المكتوب
كما يسميه هو نفسه.
أقبل عيد الأضحى ( المبارك ) وعباس ليس في جعبته ما يوفر به أضحية العيد التي
بالضرورة ترضى بها زوجته التي لا تجيد الا النكد حتى أصبح من عادتها . دق باب مشغله
طالبا قرضا فرده على أعقابه حسيرا . بدأ يستعرض معارفه وأصدقائه فلم يجد ولو واحدا
منهم باستطاعته تلبية طلبه . وفجأة أشرقت في ذاكرته فكرة اللجوء الى أبن عمه الطيب
الذي كان فعلا رجلا طيبا بالفطرة وقريبا يراعي رابطة الدم والقرابة . قصد عباس إبن عمه
وهو كله أمل بينما العيد لم يبق له سو ى أسبوع واحد بالتمام والكمال . قصده بالمدينة
المجاورة والقريبة لمدينته وأذناه يتراجع فيهما صدى لصراخ وضجيج أولاده بشكل مرعب
كلمات كان يسمعها كلما دخل البيت وهو منهوكا من عمله الشاق ( الحولي أبابا الحولي
أبابا ).
وجد عباس ضالته عند إبن عمه الطيب فلم يعد من عنده بخفي حنين بل رجع لبيته ومعه
أضحية العيد بجيبه في شكل مبلغ سمين يضمن الأضحية ولوازمها وفوق ذلك زوده الرجل الطيب بكلام كله مودة وإنسانية مفاده أن لا يستعجل إرجاع المبلغ متكلفا وأنه يمنحه
المهلة الكافية لذلك مهما طالت هذه المهلة .
كان عباس سعيدا لا تسعه الفرحة وهو يحضر الأضحية للبيت منتشيا ببهجة الأطفال
بالكبش الذي وصفته عائشة ب ( انه يحمر الوجه ) لكنها أضافت ساخرة ( كيظهر شيحمار
مات ) لم يدر عباس كيف تحولت الفرحة في داخله الى غصة حزن مبهم وشعر أنه في حاجة ماسة للبكاء .إختفى في المرحاض وأقفل عليه الباب واسترسل في نوبة هستيرية
من البكاء الحاد.الى أن شعر بارتياح كما لو أنه إغتسل من جميع همومه .
في الغد قامت عائشة باكرا ليس كعادتها وأحضرت الشعير للكبش فأكل الى أن شبع ثم
زودته بعد ذلك بإناء كبير من الما ء فارتوى لكن بعد دقائق معدودة إختنق وسقط أرضا لم
تدر ما تفعله إلا الإستغاثة بالجيران وما أن حضر أحدهم حتى كان الكبش قد فارق الحياة.
مساءا لما حضر عباس وأحضر العلف للكبش شعر بهدوء غير عادي فإذا به أمام الأمر
الواقع . لم يستسغ ما أخبرته به زوجته . دخل المطبخ ولم يكن حينئذ في وعيه فقد أفقده
مرض السكر ي صوابه ثم إلتقط يد المهراز النحاسي الذي يستعمل لطحن التوابل
بالطريقة التقليدية ثم خرج من المطبخ واقترب من زوجته وهو ى عليها بيد المهراز على رأسها فغابت عن الوعي دون أن يندلق الدم . تعالى صراخ الأطفال . إجتمع الجيران
ماتت عائشة . مات الكبش . ولم يمت عباس . تفرق شمل الأسرة . عباس في السجن
وعائشة في القبر . والأولاد في دار الجمعية الخيرية الإسلامية كما يسمونها



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان والقلة
- وطني بين الأمس واليوم
- عدالة الغرب في إختطاف الأطفال الأفارقة
- الحب والشيخوخة - مهداة الى مصطفى مراد والحمزاوي -
- شارون الكارثة
- صدام الكارثة
- طعنة خنجر
- الموت
- وحيد في عزلتي
- آكل الصخرة
- لحظات مزعجة
- طلوع الفجر
- سوءة المدينة
- ذكريات
- اشراقة الحب والمكر
- جزيرة الصمت
- نحلة الروح
- قصيدتي
- لا يفلح الشاعر حيث أتى
- عويل الرياح


المزيد.....




- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - لوثة العيد