عدالة الغرب في إختطاف الأطفال الأفارقة

ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2105 - 2007 / 11 / 20 - 06:13
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

ما ذكره المقال أو المحرر الثقافي منه ما هو صحيح ومنه ماهو غير ذلك
فنحن دائما نعلق كل مآسينا على الغرب نعلق كل أخطائنا على الغرب كما لو أن
هذا الغرب مسلط علينا ليقهرنا وكأن أيضا هذا الغرب ليس فيه أناس يحبون الخير
للإنسانية . إنني لست هنا لأدافع عن الغرب كما يظن البعض لأن الغرب نفسه
ليس محتاجا لكي يدافع عليه أي مزعوط متخلف مثلي
لكن لماذا لا نكتشف عيبنا الموجود فينا بشكل صارخ لا تستعصي رؤيته حتى على
العميان .
إن الغرب أيضا له مجرموه وله ذوو النظرة الإستعمارية والتحقيرية لكل ما هو إفريقي
متخلف مثلنا . لكن فيه أيضا ذوو النيات الطيبة . وأنا خبرت هذا الأمر طوال ما يزيد
على عقد ونيف حينما كنت أعيش في بلد هذا الغرب الذي تتحاملون عليه فقد عاشرت
أناسا طيبين حملوا همي في قلوبهم وكانوا يساعدونني على إيجاد الشغل حينما عز
إيجاده كما إحترموني وأدخلوني بيوتهم مع أسرهم وأولادهم وأحسست بحبهم لي بشكل لم أشعر به قط وأنا بين ذويي . كما أنني أيضا عانيت من بعضهم فقد كانوا
دائما يوجهون لي الإهانات والتحقير وفي أحسن الأحوال التهكم علي وعلى العالم الذي
اتيت منه . ولكنني كنت قادرا دائما أن أحكم بشكل عادل على الأمور ولن يعميني
الحقد عن رؤية الحقيقة الموضوعية .
أما أولائك المجرمون الذين أرادوا إختطاف أطفالا تشاديين فهؤلاء ليس بالضرورة يمثلون
كل الفرنسيين أو الغربيين أنهم مجرمون ويجب تقديمهم للعدالة .
أما عن كون سركوزي جاء الى التشاد لتحريرهم فهذا ليس صحيحا إنه طالب بتسليمهم ا لى العدالة الفرنسية بدعوى أن العدالة عندهم موضوعية وتوفر حقوق المتهم كما
هي متعارف عليها دوليا . إنهم يخافون من عدالتنا للأنها عرجاء وعوراء وخرقاء .
إنني شخصيا بحكم عملي كبحار شاءت الصدفة أن أزور بعض الدول الإفريقية
والحقيقة أقول أنني حمدت الله كوني خلقت مغربيا وأكتفي بمغربيتي لأن ما رأيته
في إفريقيا من ظلم وتخلف وانعدام الأمن كفيل بأن يجعلك تفهم وتحترم شركوز ي
هذا اليميني الذ ي على الأقل فكر في مواطنيه حتى ولو كانوا مجرمون لأنه فقط
أراد أن يوفر لهم محاكمة عادلة . أما حكامنا نحن فلا يشغلهم هذا الهاجس أبدا لأن
شغلهم الشاغل هو المكوث في السلطة الى الأبد وإذلال المعارضة رغم أنها ضرورية
في معادلة أي نظام . وتوريث الحكم وهم جمهورييون . اذن العيب يوجد فينا وليس في
الغرب لأننا نحن المسؤولون عن كل بلايانا الى غاية تخلصنا من التخلف الشامل الذ ي
نغرق فيه لحد الساعة .

#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات