أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أخمد - الحب والشيخوخة - مهداة الى مصطفى مراد والحمزاوي -















المزيد.....

الحب والشيخوخة - مهداة الى مصطفى مراد والحمزاوي -


ناس حدهوم أخمد

الحوار المتمدن-العدد: 2104 - 2007 / 11 / 19 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


سيدتي الآن لم نعد من الشباب
نحن الآن وجها لوجه مع الشيخوخة
لقد أدركنا الوقت فجأة دون أي إشعار
داهمنا الوقت كالسيف . هذا الوقت الذي يسمونه
أرذل العمر
نعم سيدتي
ونحن في غمار هذا الحدث الغير المرغوب فيه
لم أعد أراك من حين لآخر
فقد إنقطع عني خبرك وأعلم أنك أنت التي قررت ذلك
يالك من قاسية
يالك من ناسية
نعم أعترف بأن حبنا القديم الذي لم يمت
قد خارت قواه وانهارت أمام روابطنا المزعجة
التي إقتحمت حياتنا بعد الفراق مباشرة
اليوم وانا وجها لوجه أمام هذه الشيخوخة الثقيلة
أتذكرك لأن الذكر ى تنفع المحبين من حين لآخر
فلا أخفي عنك سيدتي
أنك دائما حاضرة وحية ترزق في مخيلتي
وهل ينسى الحب الذي عشناه معا ؟
هل تنسى تلك الأيام الذهبية ؟
طبعا لا
لقد كنت لي دائما شيئا فريدا من نوعه
وعزيزا أيضا بكل أنماط العز والعزة
منذ مدة قصيرة لمحتك بالصدفة فظهرت لي شيخوختك
جميلة ورائعة كتلك الوردة التي فتر لونها لكنها بقيت صامدة
أمام خريف العمر القصير
فأحسست بشيخوختي كما لو أنها حنت لشيخوختك
وخاطبتها بخيوط ذلك الود القديم
واهتز ربيع عمرنا من جديد عبر تلك المسافة التي كانت تفصلنا
صرنا نتلاقى لقاء الغرباء
لا مجال لإلقاء اللوم أو العتاب
لأن الحياة أقو ى منا لأن القدر أعتى منا
ولأننا نحن البشر رغم ما لدينا من قدرات فإن هذه القدرات
يكمن ويتوارى وراءها ضعف فضيع
سيدتي
ها نحن وجها لوجه أمام هذه الشيخوخة
وغدا ليس هو ببعيد سوف نموت وسوف تطوينا صفحة القدر
وإذا نسيتنا هذه الدنيا الخالدة
وإذا نسينا أحبابنا وأصدقاؤنا ( هذا إن كان هناك أصدقاء )
فإنني أعاهدك أن لا أنساك أبدا
سوف أتذكرك في لحدي وأنا مغمض العينين
وليت مثواي الأخير كان بجوار مثواك لكان ذلك أجمل وأحق
سوف يشتتنا الرذى كما يفعل مع كل الناس
سوف نختفي ولن يبقى الا السراب
إنني لا أخفيك أن هذه الشيخوخة رغم كرهنا لها
فإنها نضج للحياة وتجديد لها
إنها حكمة الله في خلقه .
بوادر رمضان المبارك قد أقبلت ولنا فيه أكثر من ذكر ى
وأكثر من عبرة
فقد كنا دائما خلال هذا الشهر الجميل بك
نسهر الى غاية السحور مع أغاني - وردة - وأغاني - خوليو -
وكانت هذه الموسيقى غذاءنا الروحي وفضاءنا المحبوب
ذلك الفضاء الذي أسعدنا
لقد كنت أنت تحافضين على طقوس هذا الشهر الفضيل
باستثناء أيام الطمث
أما أنا فكنت أحتفل به بشكل آخر وكنت أبرر ذلك
بأن الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يعاقب مخلوقاته
لمجرد أنهم جاعوا فلم يصبروا فأكلوا
لأن الله هو الأب الرحيم بعباده الأب المتسامح
فهو لا يحمل الا الصفات الحميدة التي أوصانا بها
وبالحفاظ عليها
أما أولائك الظلاميين الذين لا يروا من الله الا
جانب العقاب والعذاب
فهم أحرار فيما يفكرون ويؤولون
فكل واحد منا يحمل مصيره على كتفه ولا يحق لأي كان أن يتحكم في غيره أو يعاقبه أو حتى يلومه .
إن الله وحده هو القمين بعباده وملكوته
سيدتي
ها نحن الآن وجها لوجه أمام الشيخوخة وإنني الآن لأتخيل كيف يمكن
أن تكوني مع شيخوختك أهي متصالحة معك ؟
أم أنها في عراك دائم مع نوازعك ؟
إنني متصالح تماما مع شيخوختي وأحمد الله على ذلك غير أنني
لست متصالحا مع نفسي ومع الواقع وأنت أعلم الناس بذلك .
كنت أتمنى لو كانت شيخوختي وشيخوختك مجتمعتان كالأيام الخوالي
أيام الشباب لكان ذلك رائعا ولكان شيء ما
قد إكتمل . لكن ما علينا
المهم هو أن تكوني سعيدة ومطمئنة بحياتك الجديدة
ثقي بأنني أرجو لك كل الخير كل خير العالم
فخبك علمني أشياءا رائعة وجميلة لم أكن من قبل أدرك قيمتها
نعم أيتها السيدة الرائعة لا زلت أتذكر قبل الفراق عندما كنت تصرين على
الإستمرار وكنت أنا لا أعي الخسارة التي ستصيبني من جراء ذلك الفراق
فقد أدركت كل ذلك بعد فوات الأوان ( وقعت الفأس في الرأس )
ولم أكن أفهم حينئذ بأننا كنا قد خلقنا لنتمم بعضنا
إنني وأنا أعيش شيخوختي لا يسعني الا أن أرنو الى الوراء
الى الماضي القريب البعيد لأتذكر أيامي معك
لأتذكر ذكريات سطرها القدر قبل أن نكتبها نحن بمداد دموعنا
كانت ذكريات رائعة
فقد كنت لي الرفيقة الرائعة والعظيمة الطافحة بالتضحيات
لكن مع الأسف لم أكن حينئذ أفهم عظمتك وروعتك
رغم إدعائي أمامك بأنني الأفضل
يالي من غبي
وهاأنا أجني جمرات ندمي وبؤسي وقلقي
لا زلت أتذكر عندما قمنا بزيارة لمدينة طنجة لنستشير - عرافة - قيل لنا
عنها الكثير
وبمدينة طنجة قضينا ليلتنا في الفندق
وفي الصباح قصدنا العرافة باكرا ومع ذلك وجدنا جمعا من الناس ينتظر
ولما جاء دورنا دخلنا لنجد هاته العرافة بنتا في سن مبكر من الشباب
عيناها سوداويتان يطل منهما شعاع غريب
ذكرني بالشعاع الذي يخرج من عيني عندما أكون في حالة ثمالة
لاحظت أنت إهتمام تلك العرافة بي وأغضبك أن تكتفي تلك العرافة
باستقبالي من دونك بدعوى الجنابة . علما بأنني أيضا كنت على جنابة
لكنها إحتفظت بي وأمرتك بالخروج
كان ذلك بالنسبة اليك أكثر من إهانة
لكن مشكل الجنابة كان حقيقيا لأننا لم نغتسل في الصباح قبل أن نغادر
الفندق .
كان لذلك وقع على نفسيتك لأنني كرجل أحسست بأنها كانت تريدني
أن أقع في حبائلها وأمرتني بالرجوع عندها لوحدي
لكنني صارختك بكل شيء رغم إحساسي بفعل رغبتي في إقتحام هذه
المغامرة .
لكنني مع ذلك لم أرجع عندها لوحدي كما أمرتني بل رجعنا معا
ولما رجعنا سوية ونحن على جنابة أيضا أمرتنا بالإغتسال مرة أخر ى
لكن هذه المرة لم تكن مثل الأولى فقد أمرتنا معا بالإغتسال أولا
كانت تلك المرة الأخيرة لم نعد اليها فيما بعد لأنني فهمت منها
وأنت كذلك بأنها - أي العرافة - لم تحبد رجوعي عندها وأنا مصحوبا
بك .
كنت أنت غاضبة منها تشتمينها كل حين
وغضبك هذا كان سببه الخوف من فقداني إنها لم تعد بالنسبة اليك
- عرافة -
إنه الحب الحقيقي الذي يجعل الإنسان يخشى من فقدان محبوبه
وكنت أنا أيضا أخشى فقدانك مثلك تماما
نعم سيدتي
كل هذه الذكريات الجميلة مرت مرور الكرام
وصرت أفتقدك الآن أكثر من أي وقت مضى
أفتقدك حلال شيخوختي
لأدرك أن الحب في الشيخوخة أقوى وأنضج من الحب أثناء الشباب
فالحب أثناء الشباب تعتريه الكثير من النواقص
أما الحب أثناء الشيخوخة مليء بالخبرة والدروس والحكمة
حب هاديء بلا جنون
ورغم كل هذه النجو ى
أعرف أن كل شيء قد إنتهى إنتهى إنتهى ........
.........................................................................
تطوان دجنبر - 2006



#ناس_حدهوم_أخمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارون الكارثة
- صدام الكارثة
- طعنة خنجر
- الموت
- وحيد في عزلتي
- آكل الصخرة
- لحظات مزعجة
- طلوع الفجر
- سوءة المدينة
- ذكريات
- اشراقة الحب والمكر
- جزيرة الصمت
- نحلة الروح
- قصيدتي
- لا يفلح الشاعر حيث أتى
- عويل الرياح
- الصمت الأعور
- الضرير
- الصخرة
- فيض من غيض


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أخمد - الحب والشيخوخة - مهداة الى مصطفى مراد والحمزاوي -