أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - مصممة أزياء - 3 -














المزيد.....

مصممة أزياء - 3 -


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2139 - 2007 / 12 / 24 - 07:00
المحور: الادب والفن
    


عاشرته لمدة سنتين قبل أن نبرم عقد النكاح كما يسمونه . كنت أعيش معه ببيته في حجرة صغيرة على سطح المنزل . بينما أسرته تشغل الطابق الأول من البناية المتواضعة
أما الطابق الأرضي فكانت تسكنه عائلة مقابل سومة كرائية غالبا ما تدهب الى جيب
أحمد كمصروف يتدبر به أحواله. كنا سعيدين بتلك الحجرة الصغيرة . مساحتها لا تزيد عن
مترين على ثلاثة أمتار . كتب مبعثرة هنا وهناك . كلها تقريبا كانت لمفكرين وفلاسفة
وشعراء وروائيين أجانب . فراش متواضع جدا محشوا بالحلفة كان يدس الجرائد تحته
إتقاءا للبرودة. وكرسي صغير يستخدمه كطاولة يضع عليها بعض أغراضه .
كان عاطلا عن العمل . وحتى ما إذا افترضنا أنه وجد عملا . فإنه لم يكن قادرا على
التكيف مع الواقع ..فقد كان طبعه ومزاجه مختلفين . كان يغضب لأتفه الأشياء . فلك أن
تتصور عندما كنا متزوجان ذات يوم كان يقرأ رواية - الزوج الأبدي - لدوستفسكي الروائي
الروسي الكبير ..وكنت أنا أقوم بعملي المنزلي ففتحت صنبور الماء لغسل بعض الصحون
فأحدث ذلك صخبا أقلقه ثم إنفجر غاضبا وبكل سهولة طلب الطلاق . وفعلا في الصباح
تم الطلاق . لكننا عدنا معا للبيت كما لو أن شيئا لم يكن ..إلى أن عدنا من جديد لإعداد
وثيقة أخرى تلغي الطلاق.
كانت أفكاره يسارية متطرفة ومعارضة لكل ما يراه هو ويشعر به في المجتمع وكان لكل
ذلك أسبابه لأن معارضته للواقع كان لها ما يبررها . وهذا ما كان يجعله مستهدفا وملاحقا
ومراقبا ولسيما والمجتمع يمر بأحداث سياسية خطيرة وكان الجنرال أوفقير يسيطر على
دواليب النظام ووزارته هي أم الوزارات .
كان يبعث ببعض نصوصه الأدبية الى الجرائد الوطنية وبالخصوص جريدته المفضلة آنذاك
- المحرر - فما أن نشرت له لأول مرة حتى كاد أن يغمى عليه فرحا وكان قلبه يدق
بسرعة غير طبيعية . هكذا كان أحمد لما عرفته وأحببته . رغم أننا لم نكن متزوجين
بعد إلا أننا كنا نعيش كالأزواج . وقد تسبب لي ذلك في مشاكل قصوى مع أهلي
لكنني كنت قادرة على الوقوف في وجه التيار فهدفي الوحيد كان هو الإحتفظ به الى
الأبد . كنت قوية بمهنتي كمصممة أزياء وخياطة من الدرجة الأولى . فرغم وجود بيتي بحي
شعبي إلا أن زبوناتي كن يلتحقن به زرافات زرافات . وكان هذا العمل يدر علي دخلا جيدا
وكنت بذلك حرة في نفسي وأتمتع باحترام الجميع وإعجابهم . وعرفت حينئذ أن ضعف
المرأة في فقرها واعتمادها على الغير .
مرارا طلبت منه أن يتزوجني لتفادي كلام الناس وكان هو يبرر عدم موافقته في كونه
عاطلا بدون عمل ولا يقبل بأن تصرف عليه زوجته . وكنت أتفهمه . فهو رغم فقره وفاقته
كان يمتنع عن أخذ مصروفه مني في حين كنت أنا أدس له مبلغا بسيطا تحت مخدته
كلما غادرت الحجرة الى بيتي الذي غالبا ما كنت أجد من تنتظرني .وقد كانت أغلب الزبونات
موظفات وزوجات لأشخاص مهمين بالمدينة ومنهن من كانت في منصب النيابة العامة أو
قاضية حتى .وهذا ما جعلني بكل سهولة أساعد أحمد في حلحلة بعض مشاكله التي
ما أن شاع أمرنا حتى ظهرت غرامات كان القضاء حكم عليه بها بسبب تعاطيه للخمر
ومعاشرة بنات الهوى . في الحقيقة كان ذلك نتيجة طبيعية ( لعمايلو السودة ) كما يقول
الأستاذ الكبير مصطفى مراد . وقد سددت له كل تلك الغرامات الواحدة تلو الأخرى .
كنت مجنونة به
كنت أمارس الحب معه فأشعر برغبة جامحة في التهامه . كنت أحبه بجنون
وكنت أصرح له بذلك . كنت خلال شوط واحد معه أبلغ الرعشة الكبرى ثلاث مرات
فكان يقول لي
هل أنت مسعورة ؟
فأغضب وأصرخ في وجهه قائلة
ألا يحق لي أن أتمتع بزوجي ؟ . ( يتبع )



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعترافات إمرأة - قبل الزواج - - 1 -
- القديس - 2 -
- القديس
- ََA D I O S
- ورشة الكون
- الأوهام
- صرخة يائسة
- حوار من الداخل
- سيدة الشعر
- قصة مهداة الى الأخ الكبير مصطفى مراد
- عشوشة والعيد
- الكبش القاتل
- اللوتس المترنح
- دخان البحر
- الركض المتسول
- الدهشة
- لوثة العيد
- رمضان والقلة
- وطني بين الأمس واليوم
- عدالة الغرب في إختطاف الأطفال الأفارقة


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - مصممة أزياء - 3 -