أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - ويحلق ساق الخيزران














المزيد.....

ويحلق ساق الخيزران


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 2207 - 2008 / 3 / 1 - 08:44
المحور: الادب والفن
    


كيف سأكتب عن شجرة الخيزران وأنا لا اعرف عنها سوى القليل مما قرائته في بعض المصادر. كيف سأكتب عنها وأنا لم ألمس سيقانها او اوراقها او انعم برائحتها. هراء مني ان افتعل الكتابة واعتصر حبري واقلامي عصرا كما الذي ينسج قصيدة وهو ليس بشاعر او كاتب.
منذ اسابيع طويلة لم اكتب اي حرف يحرر ثوراتي وطاقاتي, فالحروف بين مسوداتي عالقة تتراقص بطريقة عشوائية غير مفهمومة , عالقة تأبى ان تترتب في فكرة او حتى في نص يبحث عن فكرة.
كنت قد سُألت يوما لماذا أكتب, ثم اجَبتُ: اكتب بسبب كرهي للكتابة ولي كامل الحق ان امارس ما اكره, لكن احدا لم يسألني العكس: لماذا لا أكتب, وأنا كقارئة ذاتي أسأل ذاتي ذات السؤال, فهل ابحث عن اجابة فارغة المضمون او ربما ارمي بقلمي وأوراقي لابحث عن اجابة تلائم المضامين؟
أكتب, لا أرى نهاية لسيقان الخيزران المرسوم في مخيلتي وفي حلمي الذي يأبى مفارقتي.
لا أكتب, لا أجد أوراق الخيزران في الجولان ولا في الجليل, ولا حتى على الطرقات في أرض فلسطين, أرض البرتقال والزيتون والصبار, فالبحث عن فكرة, هو تماما كالبحث عن تلك الشجرة بين صخور الجليل أو شاطىء حيفا.
المؤثرات للكتابة كثيرة في زمننا هذا, لكني لم ابحث عن مؤثر يثير في عمقي الكتابة فهذياناتي واحلامي الكثيرة كفيلة بولادة الفكرة, فلا داعي للتنقيب عن حلم او حقيقة لتحتل فجر كتاباتي.
لا أكتب, اصبح اكثر تمدنا, ففي الكتابة أنا انسانة بدائية بيتي من ورق وفجري من مسودات عتيقة جفت عليها ثمالة القهوة, في الكتابة تكتسحني فوضى جميلة وبعض احلام اليقظة اهرب بها الى حيث انا موجودة ولست موجودة, استخلص من الحروف عصيرا معتقا انثره على صفحات ايامي المقبلة التي سوف تكون بلا نص او كتابة.
طقوسي في الكتابة معروفة وفي عدمها غامضة من الصعب تفسيرها, فعندما اشخبط اهرب الى زمان ما ومكان ما, لأحرر ذاتي الهاربة الى هناك, وفي عدم الكتابة ابقى رابضة في أرض الواقع وارض الزمان غير قادرة على رسم الحلم ولا على نقشه, غير قادرة على رؤية قوس قزح بين المطر والشمس بسبب مضلتي العصرية التي تقيني من المطر المجنون, فأبقى مكاني متخبطة الحلم في ارض الواقع دون اللجوء الى الابجدية.
لا اكتب, يعني ان اهمل اصدقائي وهم الفجر والصمت والحبر, في الفجر حيث اعلن احتضار مسوداتي القديمة وولادة مسودة حلم جديد حيث رائحة الاوراق ممزوجة بندى الصباح, فأولد من جديد واقضي من جديد, وأخوض اجمل المعارك مع الحبر ومع ذاتي التي تأبى خروج الشمس. أختار ان اقاطعهم ولا اقربهم , فيصبح الفجر باردا والصمت ضجيجا والحبر احمرا لا اطيق النظر اليه كثيرا. اضعهم في بوتقات غريبة خالية المعنى.
لا اكتب, يعنى ان اعدم الحروف في مسوداتي والانفاس في ابجديتي الشفافة, فعندها لن أركض تحت المطر دون مظلة, ولن القى طلابي في زمن رسمته لهم, لن استنطق الالوان من شخبطاتهم الغامقة والبسمة من ثغورهم المفتوحة, لن ادعهم يحلّقون معي من كراسيهم الى السماء, فعندها سوف أكون أنا التي لا احبها, أنا التي لا احب دعوتها الى حواكير الجليل لننثر على ترابه حلمنا, فعندما اعلن لنفسي بأني لن أكتب اي اني لا افتعل النص ولا اخضعه لمخاض عسير كي لا افقده سلامته فهنا تكمن قدرتي التي اكرهها في بناء طقوس قبَلية كفرد من افراد مجتمع لا يقرأ.

أكتب وأقرا هي العزلة التي طالما راودتني وتراودني, تسكن في داخلي وتأبى الخروج هي عزلة العودة الى ذاتي بعد ان اكون قد اقنعت نفسي كذبا بأني وجدت قليلا من ذاتي.
أكتب وأقرا اعلان وجودي غير الموجود في هذا الكون.
لا اكتب, يبقى ساق الخيزران محلقا مكانه نحو السماء لكن لا حلم له في ارض الاحلام.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استنطاق
- فيض اقتحام
- بحر على قيد نقطة
- لعّل حيفا قد رحلت..
- صحراء عدن
- على جفن البنفسج يولد قوس قزح
- أيَا ليلى...
- نهر النور
- تناثر
- عبور نحو الشتات
- تَ..ج..ل..ل..ي
- نحو الأمس البعيد
- حُرُوفٌ غَجَرِيَّةٌ
- اللاَّزَوَرْد
- سرير ورقم (12)
- كأنه عبور
- سَرْمَديَّة قَمْرٍ مُعَتَّقْ
- أَزِيْزٌ صَامِت
- سر الذئبة
- المتنبي وألكترا المغايرة في تجاوز الاسطورة 2


المزيد.....




- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...
- نزل تردد قناة روتانا سينما 2024 واستمتع بأجدد وأقوى الأفلام ...
- عرض جزائري لمسرحية -الدبلوماسي زودها-
- مترجمة باللغة العربية… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161.. مواعيد ...
- علماء الفيزياء يثبتون أن نسيج العنكبوت عبارة عن -ميكروفون- ط ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - ويحلق ساق الخيزران