جسد المسيح الدجال

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 09:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الدين الإسلامي لم يخرج خارج الديانة المسيحية بل قام بنقلها إلى دين جديد هو الدين الإسلامي , وتعلم محمد الرسول على يد الراهب بحيرى , وتكاد أن تكون صحابته الأوائل ممن كانوا معتنقين أصلا للمسيحية .
وكان ورقة بن نوفل مسيحيا تنصر بالجاهلية وزيد بن نوفيل نصرانيا تنصر بالجاهلية وكان يسب الأصنام والأزلام وهو عم عمر بن الخطاب وكان الخطاب بئسه شديد يضرب يزيد بن نوفل ويقمعه حتى يعود لدين الآباء والأجداد, وأغلب الذين كانوا نصارى أصبحوا فيما بعد من كتبة الوحي , حتى على الصعيد الأدبي أغلب الشعراء العرب من النصارى أو تنصروا في شبابهم .
ونقل الإسلام أو الدين الإسلامي الجديد عادات النصارى واليهود ودمجها بعد أن خلص غالبيتها من الشوائب التي كانت عالقة بها نتيجة تداخل الثقافات والعادات والتقاليد وتقاليد الرهبان والأحبار الشخصية والتي أصبحت فيما بعد سنة متبعة عند الناس من أصحاب الديانتين اليهودية والمسيحية .
وحتى يضمن الإسلام والنبي محمد عدم ظهور نبي جديد تتفرق الناس بسببه , قام الرسول بإعلان نفسه خاتما للأنبياء والرسل , وبهذا سد الطريق على القادة الإجتماعيين بألاّيعلن أحد نفسه نبيا جديدا فضمن بذلك عدم التوسع بالتقليل من نسبة حجم الديانات الشرقية .
ويقال أن الفلسفة معجزة اليونانيين وأن الديانات السماوية معجزة الساميين الشرقيين .
فهذا صحيح , ولكن يجب العلم أن الدين ينشأ في ظل ظروف إقتصادية سيئة وإجتماعية أسوء .
وكان المسيحيون يطلقون على الناسك المتصوف كلمة (presbyterus).
وهي نفس كلمة (senior).
هي الكلمة التي مازالت إلى اليوم مستعملة في اللغة الإنكليزية حيث يطلقون كلمة (سناتور) على الشيخ في مجلس الشيوخ وتجمع بحرف الأس وتلفظ (سناتورز-senitors).
وهذا هو الإشتقاق الأصلي لكلمة مجلس الشيوخ الأمريكي .
فالعلاقة بين الإسلام والمسيحية قائمة والإصطلاحات الإسلامية كانت منقولة عن الإصطلاحات المسيحية والرومانية واستعمل الإسلام كلمة شيخ أكثر ما إستعملها للصوفيين وكانت المسيحية كذلك تطلق كلمة شيخ على الراهب المتصوف أصلا .
وقال (توما الإكويني)في كتابه (الرد على الأمم):
(إن محمدا وضع أصول وقواعد دينه مع ما يتناسب مع قدرات العقل الوسيط)وهذا يعني أن الإسلام كان بنظر المثقفون اللاهوتيون دينا وسطا بين كافة الأديان , وظل العالم المسيحي ينظر إلى الإسلام على أنه منافس قوي للدين المسيحي في مجال العقل والفن والأدب والعلم , ولكن هذه النظرة تغيرت بعد أن تقدم العالم المسيحي في مجال العلوم والفنون , ولكن تقدم العالم المسيحي لم يكن بسبب المسيحية بل كان بسبب الخروج على سلطة البابا والإلتزام بسلطة الحكام الزمنيين وتوجيه الأنظار إلى جاليليو وكوبرنيق بدل توجيه الأنظار إلى البابوات .
وكان المثقف في أوروبا الشرقية إذا أراد أن يظهر للناس أنه مثقف كان يتلفظ بكلمات عربية وكان يقرأ الأدب العربي إذا أراد أن يقول عن نفسه أنه أديب مثقف , وكان مارتن هانز لوثر رسالة بعنوان (خرافات الأوروبيين وجهالتهم حيال الإسلام) وقال يجب أن تنتهي الحروب الصليبية ضد الأتراك لأن الرب بعثهم عقابا لنا على أعمالنا وخطايانا وذنوبنا ونادى بضرورة التسامح مع الأتراك ,
وقال أيضا : إذا كان الإسلام هو جسد المسيح الدجال فإن البابا ليو هو رأسه.
أما خصوم البروتستنتية فقد أصبحت الموضة عندهم في القرن السادس عشر إتهام الكاثوليكية بالفساد , وكانت الكاثوليكية ترد عليهم وتتهمهم باليهودية والإسلام ولكن الشائع أكثر أنهم أتهموا بالإسلام أكثر من إتهامهم باليهودية .
ولم يستطع مارتن لوثر أن يبقى متسامحا مع الأتراك فقد عدل عن وجهة نظره حين وصلت الجيوش التركية إلى فيينا سنة 1529م وقال لوثر قولته المشهورة (إذا كان الإسلام هو جسد المسيح الدجال فإن البابا هو رأسه) وقال أيضا بما معناه لا يمكن أن نبقى متسامحين مع الإسلام ولا فائدة من تنويرهم عقليل ويجب مجابهتهم بالعنف .
أما هنري تيودور الثامن فقد ترك كل هذا وطور مذهبا مسيحيا جديدا هو : الإنجليكية ) وتقدم هذا المذهب فيما بعد على يد إبنته الشرعية الملكة إليزابث .
إن الإسلام لم يخرج خارج التعاليم المسيحية بل ورثها وقام بتعديلات بسيطة في ميراثه .
واليوم يكفينا عشرات القرون من العداء ولنعد جميعا تحت مضلة المجتمع المدني الحديث وننسى جميعا ما قاله هذا وما قاله ذاك .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل