أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - مجاهدي خلق في الميزان العراقي















المزيد.....

مجاهدي خلق في الميزان العراقي


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 682 - 2003 / 12 / 14 - 06:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم تكن المنظمة الايرانية المعارضة للحكم الأيراني ( مجاهدي خلق ) سوى ورقة سياسية تحولت الى  يد نظام صدام ،  فقد قامت السلطة الصدامية البائدة بتجاوز الأيواءالجماعي لعناصر المنظمة  ومنح حق اللجوء السياسي لعناصرها ومقاتليها من النساء والرجال  حيث تم منحها التسهيلات اللوجستية وتم فتح معسكرات لتدريب عناصرها وتم توفير الأسلحة والمعدات والعتاد والآليات  والدبابات التي شكلت جيشا مصغراً يواجه مناطق الحدود  العراقية الآيرانية .
     قامت المنظمة المذكورة بعمليات عسكرية متعددة و فاعلة في مناطق الحدود العراقية المحاددة لأيران في  منطقة ديالى والكوت  وكركوك ،  كما أستغلت المنظمة المذكورة ماينفقه عليها نظام صدام من أموال ومساعدات في عقد أجتماعاتها ومؤتمراتها السياسية والأعلامية والعسكرية  داخل العراق ، بالأضافة الى متابعة  وتطوير نشاطها الأعلامي وكسب الأعضاء والأنصار وتفرغ العديد من العناصر لمهمات المنظمة التي كانت تعلن معارضتها للنظام الديني القائم في أيران  حتى صارت بغداد مقراً قيادياً ومركزاً مهما من مراكز المنظمة .
برز السيد مسعود رجوي كقائد فاعل للمنظمة المذكورة ولم يلبث أن اقترن بالقيادية البارزة السيدة ميريم رجوي بعد وفاة  زوجتة الأولى ليشكلا ثنائيا قياديا اعتمد على تمجيد الذات وأبراز القيادة الفردية وأنعكاس الواقع العراقي على بنية المنظمة وهيكلها القيادي و التي تعاونت بشكل كبير مع الأجهزة العسكرية والمخابراتية والأمنية في العراق .
ولم يكن كل هذا الأهتمام او الأنفاق من قبل السلطة العراقية البائدة يلفت نظر المواطن العراقي ، فقد احتوت حاضنة السلطة كل التنظيمات المعارضة للسلطات التي تختلف معها سلطة بغداد البائدة ، وثمة من يقول أن التقاء المصالح والأهداف هو القاسم المشترك بين السلطة وبين هذه التشكيلات والتنظيمات والدافع الأول الذي يدفع السلطة البائدة للتعاون الوثيق مع هذه الجهات والتنظيمات العربية والأجنبية  .
لم يكن أي ثقل لمنظمة مجاهدي خلق في أي منطقة في العالم مثل ثقلها المحسوس والملموس في بغداد وفي معسكراتها الحربية الخاصة التي يمنع على المواطن العراقي الأقتراب منها أو معرفة مايدور داخلها  سواء مقراتها داخل العاصمة والمدن العراقية أو معسكراتها .
وتطورت العلاقة بين سلطة صدام البائد وبين قيادة المنظمة التي أرتضت لنفسها أن تكون ورقة لعب ضمن  اللعبة السياسية ،  حتى أقتنعت المنظمة أنها ترتبط في العراق بوجود وعدم وجود السلطة الصدامية  ، أذ لم تعد هناك حدود أو ضوابط تفصل العمل أو تفرز الأوراق المختلطة بينهما .
ومن هنا بدأت السلطة الصدامية تستغل خدمات هذه المنظمة وزجها في مهمات  مخابراتية عراقية في تقصي اخبار  المعارضين العراقيين في الخارج  أو في القبض على مواطنين عراقيين يرومون عبور الحدود تسللا أو الأخبار عن حالات أخرى ، غير أن ما أقار أستغراب العراقيين  هو دخول قوات مقاتلة  من عناصر مجاهدي خلق الى جانب القوات العراقية لقمع الأنتفاضة التي قام بها الشعب الكردي  في شمال العراق ، ومن ثم دخول عناصر مقاتلة من تنظيم مجاهدي خلق العسكري  الى جانب القوات العسكرية التي أجتاحت مدن الفرات الأوسط بعد الأنتفاضة في أذار 1991 ، وبالتأكيد الى مدينة كربلاء  حيث كان لها دور الحاق الأذى الجسيم بالناس الأبرياء وفي قمع الأنتفاضة في المدينة التي قاومت بشكل لايصدق أمام الآلة العسكرية الصدامية .
تجسد الأعتقاد العراقي كون عناصر هذه المنظمة تم أدخالها في لعبة سياسية توريطية لاخيار لها فيها ، حيث صيرتهم سلطة صدام قوة أمنية  أحتياطية للنظام للفتك بالجماهير وبذلك اسقطت في ايديهم مشروع أستقلالية قرارهم  ، فأضحت المنظمة في العراق تعمل بالتنسيق مع تنظيمات أمنية ومخابراتية وترتبط ستراتيجيا بوجود سلطة صدام .
وكانت السلطة الصدامية تستغل وجودهم في عمليات الضغط والمقايضة التي تستعملها في تعاملها مع النظام الآيراني .
وحال سقوط العهد المباد حاولت الجماهير العراقية أن تتحرك للأقتصاص من عناصر هذه المنظمة التي ورطتها قيادتها بالأرتباط بسلطة دكتاتورية وطاغية مستبد عملت من أجل قهر شعبه وأستباحة كرامة وطن فوقعت في فخ سياسي كبير كانت قرارات  القيادة السياسية  للمنظمة سبباً من اسباب هذا الموقف ، بعد أن رحلت هذه القيادات  الى فرنسا لترتيب أحوالها وتركت عناصر  المنظمة المتواجدة في العراق في مهب الريح .
وعبثا حاولت المنظمة أن تجد لها تبريرا يقنع أحد في أنها كانت على الحياد ولم تنحاز الى صف الطاغية ولاقدمت خدمة لسلطته ،  غير أنها كانت قد نكثت غزلها وماعاد لها أن تستدل على خيوطها .
ويأتي قرار مجلس الحكم الأنتقالي العراقي في مصادرة الأسلحة العراقية التي تسلمتها المنظمة أضافة الى مصادرة الأموال العائدة لها في العراق وهي أموال عراقية ، واعطاء الأعضاء مهلة الى نهاية هذا الشهر الأخير من عام 2003 لمغادرة الأراضي العراقية .
وهذا القرار نتيجة حتمية لما أوقعت به قيادة المنظمة أعضائها من اخطاء متراكمة  لم يكن لها مايبررها لولا الضعف والقبول بالأنضواء تحت قيادة طاغية عراقي تعرف المنظمة حق اليقين أنه كان متسلطاً ودكتاتوراً  وظالماً على شعب العراق ، فكان قرار ترحيل المنظمة ومنعها من التواجد والعمل على الأراضي العراقية وأعتبار اعمالها نوعا من اعمال الأرهاب الدولي خطوة عراقية صحيحة وحكيمة وتعزز من خطوات محاربة الأرهاب في العالم ، اضافة الى كونها  خطوة بأتجاه الدخول في عمليات الأنسجام الأمني  مع الجارة أيران التي عليها واجب أخلاقي وسياسي في دعم الوضع الداخلي العراقي وعدم التدخل فيه والمساندة والمساعدة في استتباب الأمن والأحوال في العراق .
ويأتي قرار الرفض من جانب المنظمة غير فاعل وغير عملي الا ان له ابعاد سياسية اكثر منها واقعية ، فعناصر المنظمة باتت تبحث عن ملاذ وبلد يأويها بعد أن قرر مجلس الحكم رحيلها عن العراق قبل نهاية هذا الشهر الأخير من العام 2003 .
   وليس صحيحا أن آيران مارست ضغطا على مجلس الحكم لطرد المنظمة بدليل أن اقرار الطرد جاء بقرار  بالأجماع ، بالاضافة الى كون المنظمة أرتكبت جرائم بشعة بحق العراقيين مما يجعل مقاتليها وقياداتها تحت المسائلة القانونية من شعب العراق  ، وكان لابد من الأستجابة لنداء الشعب بترحيل المنظمة المعارضة عن الأراضي العراقية .
ولم يقم مجلس الحكم سوى بعملية موازنة دقيقة راجع  بها الأخطاء والخطايا التي أوقعت بها منظمة السيد رجوي نفسها  بها ،  وبين أعتقادها في حق الناس بالتعبير عن تعارضها مع سلطاتها وحقها في اللجوء السياسي دون أن تتدخل في الوضع السياسي الداخلي لتلك الدولة أو ان تصير  مع طرفاً من اطرافه مما سيوقعها في مواقف يمكن أن تنهي وجودها في تلك الدول وهو ماصار في قرار مجلس الحكم العراقي .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة
- صفحة الحوار المتمدن
- الفقراء ينتظرون قبل أن تخلص أرواحهم
- من يقتل العصافير في بغداد الجميلة
- التمذهب القومي والطائفي في زمن البائد صدام
- أعود مع أعتزازي وأمتناني لمشاعركم العراقية الطيبة
- بيان بأعتزال الكتابة مؤقتاً في مواقع الأنترنيت
- نقد أماراتي لأداء وسائل الأعلام العربية
- ماذا يريد مجلس الحكم من قناة ( العربية ) ؟
- الخلاف والأختلاف
- الناصرية .. شجرة لكنها عبقة وأصيلة
- ضرورة قانون لأيجار العقار يحل مشكلة الأيجار في العراق
- صرخة عراقية
- سيادة العراق
- هل يمكن أن يعود صدام ؟
- تحية وتقدير للكاتب العراقي الأصيل طارق الحارس
- هل يساوي عزت ابراهيم عشرة ملايين دولار ؟
- هل أسمعت لوناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي السيد الجليل عبد ...
- الأبتذال وكلمات الهتر في مقالة السيد حتر
- هل من ردة فعل مساوية في القوة ؟


المزيد.....




- غراب أبيض اللون..مصور يوثق مشهدًا نادرًا في ألاسكا
- طالب بجامعة كولومبيا في أمريكا يصف ما يحدث وسط المظاهرات.. ش ...
- ما السر وراء الشبه الكبير بين حارس مقبرة أخناتون والفرعون ال ...
- أسرار -أبرامز- الأمريكية في أيدي المتخصصين الروس
- شاهد لحظة طعن سائح تركي شرطي إسرائيلي في القدس
- -بسبب رحلة للغلاف المغناطسي-.. أشعة كونية ضارة قصفت الأرض قب ...
- متطوعون يوزعون الطعام في مخيم المواصي للنازحين الفلسطينيين ف ...
- محكمة العدل الدولية تصدر قرارها اليوم في دعوى تتهم ألمانيا ب ...
- نجم فرنسا: لهذا السبب لا يناسب زيدان بايرن ميونيخ
- نتنياهو عازم على دخول رفح والشرطة تقتل تركياً طعن شرطياً


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - مجاهدي خلق في الميزان العراقي