أواه ... قد أسكرت خمرك !!

طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2194 - 2008 / 2 / 17 - 08:27
المحور: الادب والفن
    

خمرك العطشان لقربي .. قد سكر
أواه ... قد أسكرت خمرك !!
فإذا به متمرداً .. يستولي علي مملكتي
ويزرع علمه العسلي علي ناصيتها ..
معلناً ... الفيدرالية بين البحرين

أنا الملك .. الذي تقلبت عليه .. كل الفصول
يبحث عن عينيك ... في كل مكان
عسي أن يلوح خيالك .. مع كل دقة قلب
لأسقيك من أجمل رحيق العمر ...

أصنع الخلود .. في تاريخك
أتعبد بمحراب عينك ... القاهر
ففي عينيك .. بياض قد هزم السواد

أذوب في عطش ... الذكري
وأغرق في بحر حنيني .. إليك

سيدتي
نورك يضئ جسدي ... والكون
يسكن وجداني ... فأري الحروف
أحيا بحبك ... كل الأعمار
وأجمع .... كل التواريخ
ولا أحفظ ..إلا تاريخ سهمك الذي أودي بقلبي
أنقشه علي صفحتي ولم يغادر .. ولن ولن

الورد يذبل .. وكنتِ له الساقي
يا وردتي انتظري ...
فمسيرة الشوق ... طويلة
أكتب حروفها ... علي خيالات لحظك
وغمازات خديك ... وثغرك الباسم
أرسم شعاراتها ... علي صدي آهاتي
فيضيق صدري ويحزن المكان

بنفس المكان أتواجد ...
أقرأ كلمات ... ليس لها علاقة
لكنها ... كانت هي البداية
أغمض عيناي ....
وأستعيد منها ... مشهداً لخطواتك الماضية
بالضبط ... انطلاق بسمتك الساحرة
وسحر المواسم ... وآخر لحظة جمعتنا
وموعدك المؤجل ... قبل الرحيل

وكلما اقتربتِ ....
عطرك ... في المكان يفوح
أراك تتمايلين حورية غراء
تتناثرين لؤلؤا في السماء
تتراقصين طربا لحبيب .. شبت به النيران

احترق شوقا في شرايينك
فسقط مدرجا بحبك الحاني العاصي
وضاعت كل مدنه .. أسئلته .. وحدته
وتلاشت علامات الاستفهام بعد الحريق
وحلت محلها علامات التعجب .. والاستدراك

يوم ميلادي يوم التقت .. العيون
يوم حبوت بكلمات حبك .. المجنون
يوم كبر بيّ الصبا
وفهمت من جديد ... لهفة الغياب

يوم أعلنتِ الرحيل .. علي عجل
تسربتِ من خيوط عنكبوتي
قد كان سيدتي .. يوم جحيم
وكان يومها .. الحزن العظيم

عندما سقط الشعار
وأصبحنا أبطال .. من ورق
ورواياتنا من وهم
ونزفت جراحنا
ولازمنا الأنين

يوم رفع الآذان فلم نصلِ سوياً
(ومضي كل في طريق)

فذاك كان يوم الشهيق
يوم افتراق الرفيق عن الرفيق
يوم أن ضاع الطريق
نعم قد كان يومها .. يوم الحريق

15/2/2008م
[email protected]
www.dtalal.jeeran.com

#طلال_الشريف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل