وطني قايضتك بامرأةٍ !!!!

طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2057 - 2007 / 10 / 3 - 11:18
المحور: الادب والفن
    

وطني
قايضتك بامرأةٍ
لا تحزن وطني
لا تحزن
إني قايضتك بامرأة

امرأة أضمن لي
دون شك في
أنوثتها
جمالها
أو طهارتها

ولأنك لم تعد جميلاً
يا وطني
مثل النساء
فحبيبتي كانت
ولا تزال جميلة
لا تتلثم
لا تتلعثم
لا تتقسم
هي جزء واحد
لا تحمل جنزيراً
لا تحمل أضغاناً
لوطن مكسور الأضلاع
لا تعمل مومساً
لخداع
بياع
أو تباع

لم تقلع عين
أو شجرة
ولم تطرز مفاصلاً بالرصاص
ولم تمارس دعيرة
فوق الأسرة الهمجية
والمشاريع الهبشية
أو التنموية

لقد استبدلتك بالمرأة
التي أحب
بالقلعة المتماسكة
وطرقاتها النظيفة
وشعرها الأسود الداكن
حيث شَعرك يا وطن
قد شاب وشاب
وأسقطته الأصباغ والرايات
والآن أصبحت أصلعاً
تضع الباروكات الحزبية بالقوة
وكذلك شَعرٌ من فئران كبيرة
تسمي "عِرساً"
ذات الأنياب البشعة
المتثاقلة الحركة

لا أحبك هذه الأثناء يا وطني
لأنهم أشعثوك
ولا أدري لمن أنت يا وطن
فالكل يجبرنا علي
القهر
والدهر
والعهر
والسكر
والشكر

أحببت امرأة أجمل منك
لا يُحب وطن قد تلفح بالظالمين
والظلم ليل نهار
مأساتنا أننا ظالمون حقيقة
كلنا ظالمون
العابرون
الجالسون
والقادمون
والسائرون
حيث لا يعرفون
إلي أين ذاهبون

ولذلك أقايضك يا وطني
بامرأة جميلة
ولست أول المقايضين للوطن
بالنساء
أو الدولار
لا فرق
الفرق فقط
أني لم أستطع تحملك
أو تجميلك
فأنت تَرشحُ بكل المتعفنات
الشابحين والشابحات
النصابين والنصابات
وكل أنواع القوارض
والزواحف
والبرمائيات

أنت لست وطني
لأنني لا أعرف هذه الملامح
فوطني أحفظ ملامحه جيداً وعن ظهر قلب

إني قايضتك دون ندم
فذهبت إلي امرأة كي أجملها
كي تظللني وأظللها
ورغم ملامحها المتآكلة
استطعت أن أقول لها
أنت الوطن
سأعيش فيك دون عصابات
تأخذني من بين أحضانك للمذبح
كي تشرب من دمي بدون ذنب
لكنها موضة العصر
أن القوي عايب
وأن العقل غايب
وأن الوليد شايب

أتعرف لماذا هي أجمل منك ؟
لأنها لا تملك أحزاباً
ولا تملك مؤسسات أهلية
ولا تملك شهادات عليا "سياسية"
وهي ليست رئيسة عصابة

أتعرف يا وطن
ماذا بك؟
أم مازلت في سكرة ؟
منذ النكبة
منذ النكسة
منذ الوكسة
النكبة دامت
والنكسة دامت

والوكسة
هل تدوم؟!!!
هل تدوم ؟!!!
1/10/2007م
[email protected]
www.dtalal.jeeran.com

#طلال_الشريف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل