أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الشريف - مرحلة جديدة في حرب السنة والشيعة .. وأول الخاسرين حماس !!!















المزيد.....

مرحلة جديدة في حرب السنة والشيعة .. وأول الخاسرين حماس !!!


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1783 - 2007 / 1 / 2 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سياق ما تحدثنا به، في مقال سابق، عن دفع أميركا، والغرب في اتجاه الحرب الكبرى القادمة بين السنة والشيعة، علي أرض العراق، لتأخذ منعطفاً حاداً من الخطة الأميركية بإعدام الرئيس صدام حسين. تدخل المنطقة في حالة من التغييرات الآنية، والمستقبلية القريبة، والبعيدة المدى.

وكما قلنا دائماً، لا تبعد قضية العراق كثيراً عن القضية الفلسطينية، مهما حاول المحاولون تصويرها بحرب طوائف، لأن الهدف الاستراتيجي من احتلال العراق، الذي ولد هذه الحرب الطائفية المقصودة، والتي هي حلقة أصيلة من حلقات الخطة، أو المخطط الأميركي الأوروبي ( الغربي )، كان هو حماية إسرائيل، بالإضافة للأهداف التكتيكية، والأهداف الفرعية الأخرى، المتمثلة في النفط، والحد من انتشار ما سموه الإرهاب الإسلامي، الذي هز عمق أميركا، واسبانيا وبريطانيا في مرحلة الهجوم لتنظيم القاعدة قبل ثلاثة أعوام، والذي تصدت له قوي الغرب جميعاً، ودمروا أفغانستان، والعراق.

ولا زالت الخطة الغربية تنفذ بنجاح، للوصول إلي الهدف الاستراتيجي، وهو كما قلنا سابقا، من اختلال التوازن العسكري للقوة النووية الإسرائيلية، بعد محاولة دول المنطقة الحصول علي السلاح النووي، في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي، وسهولة الحصول علي متطلباته، الذي أرعب إسرائيل والغرب.

المتتبع لتطور الأوضاع والسياسة الدولية، يستطيع تبيان ذلك . وببساطة هناك عملية دفع كانت من بداية الحرب علي الإرهاب، لصناعة حرب سنية شيعية في المنطقة، تصل إلي إضعاف كل دول المنطقة والإقليم، وعلي رأسها دمار العراق، ثم توريط مصر، والسعودية في حرب مع إيران، لإضعاف الطرفين، ومن ثم تفكيك القوة الإيرانية المتبقية بعد الحرب الطويلة، التي ستضعف كل دول الإقليم بما فيها أيضا تركيا، لتعود إسرائيل القوة المهيمنة بامتياز، ومنع أي طرف عربي، أو إسلامي من التفكير في زمن ما بعد انتهاء الحرب المصطنعة بين السنة والشيعة، من تشكيل خطراً علي إسرائيل.

في المقال السابق تحدثنا عن المرحلة الأولي والتي بدأت والتي أسست لها الخطة الأميركية بالانتخابات الطائفية العراقية وذلك بخلط أوراق خطيرة، بضرب الأضرحة، والحسينيات، وضرب المساجد السنية، والقتل علي الهوية، والترحيل القصري، والجماعي، من محافظات العراق، ووصولاً إلي تقرير لجنة بيكر _ هاملتون، ونقل السياسة الأمريكية إلي مرحلة جديدة، لتثبيت عناصر أكثر توريطاً للأطراف في العراق، كان أبرزها الحدث الآني، الذي نعيشه، وهو إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، والذي كان توقيته أمريكي بامتياز، لصب الزيت علي النار، حيث أن خيوط اللعبة، هي في يد أميركا، وما الوزارة الحالية في العراق، إلا دمية متورطة أيضاً، دون أن تدري في خدمة الهدف الاستراتيجي الأميركي ببعد طائفي، وانتقامي، وكذلك دول السنة المتحالفة مع أميركا، هي لا تدري، أو تدري بالمخطط الأميركي، وهنا، لا فرق بين معرفة هذه الدول، بالمخطط الأميركي من عدمه، لأنها لن تستطع عمل شيء، لأن إراداتها مصادرة، بالهيمنة الأمريكية.

ولذلك هذه هي المرحلة الثانية من المخطط، كما قلنا هي لإضعاف جميع القوي الإقليمية بالمنطقة لصالح إسرائيل.

وكما قلنا سابقاً، إن المرحلة الثالثة هي سيطرة القوة الإسرائيلية علي المنطقة، التي سوف تقسم الكثير من دولها الكبري،وأولها العراق مرورا بإيران، ومصر، والسعودية، والسودان، وليبيا التي أتصور أن لها قضية خاصة،قد تفتح قريباً، لإنزال عقوبة بالرئيس القذافي لأنه شكل خطرا علي إسرائيل في مرحلة ما، ولكي يزداد الذل، والانكسار في الشارع العربي، مثلما فعلوا بالرئيس صدام حسين، وقد تدفع أميركا الشيعة بطريقة، أو بأخرى، لفتح قضية الإمام موسي الصدر، لتسجيل انتصار وهمي أيضاً للشيعة ضد السنة، لزيادة الالتهاب بالمنطقة، وفي السياق الآني كانت أيضاً الصومال، التي يتم فيها استئصال المحاكم الإسلامية، قبل تفاقم الوضع، وصعوبة السيطرة علي جزء هام في القرن الأفريقي، الذي هو أيضاً مطلوب، أن يكون تحت السيرة الإسرائيلية.

هناك علامات لابد للمرء أن يفكر فيها بإمعان، رغم ما يبدو من عدم صراختها ووضوحها، وهي الارتباط الوثيق بين ما يدور في لبنان، والتأزم المحسوب الذي تصنعه أحياناً أميركا، ويدخله أطراف المنطقة بالاندفاع الإجباري، أو لعدم فهم الاستراتيجي من التكتيكي. ويدخل ضمن هذه التكتيكات، شرخ الساحة اللبنانية الذي بدأ بقتل الرئيس رفيق الحريري، ومرورا بالانقسامات، والتحالفات الجديدة في لبنان، والاجتياح الإسرائيلي والتطبيل لانتصار حزب الله، والتي لها أيضاً دوراً غير مباشر بالدفع في اتجاه الحرب السنية الشيعية الحادثة الآن والتي من المؤكد ستظهر حزب الله بالحليف لإيران، وان لم تكن واضحة للأعيان، إلا أن، وجود الطرف الإسرائيلي فيها بقوة، يؤكد تناغم المسارات، لأن ما ذكرناه، وهو الهدف الاستراتيجي من كل ما يدور بالمنطقة، ألا وهو حماية واستفراد إسرائيل المنطقة علي خلفية إضعاف المسلمين شيعة وسنة.

من العلامات الجيدة المطلوب التمعن فيها في سياق خلط الأوراق، ما تحدث عنه مسبقاً بوش من عدم إمكانية قيام دولة فلسطينية قبل الألفين وتسعة، ثم تصريحات أحمدي نجاد، بالتهديد لمحو إسرائيل عن الخارطة، وكلها ضمن التسويق للمشاريع في المنطقة ولمصالح خاصة، وأيضاً ما عاد ليؤكده بوش، من إمكانية قيام الدولة الفلسطينية في العام ألفين وثمانية، واستمرار الحصار علي حماس، والشعب الفلسطيني، بعد أن تورطت حماس في المشاركة في اللعبة السياسية، ودخولها الانتخابات، وتحملها المسؤولية الثقيلة لإدارة الوضع في ظل حصار خانق، وبدا واضحاً أن ما يسمي الإرهاب الإسلامي، قد نقله الأمريكان إلي أصوله، ودوله في الشرق، وباتت المجتمعات الأوروبية، والأمريكية في أمن، واستقرار.

ومن العلامات الأخرى، التي لا تلفت الانتباه، هي هذه السرعة في إعدام الرئيس صدام حسين، الذي جاء بقرار أميركي للرد علي زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني الحمساوي، إسماعيل هنية لإيران، والحصول علي الدعم القوي منها، لفك الحصار، وعودة رئيس الوزراء ليخطب في الجمهور الفلسطيني، ليظهر للجمهور الفلسطيني التعاطف من إيران، والتي لم تستمر بالوجدان الفلسطيني أكثر من أسبوعين، ليرد بوش بإعدام الرئيس العراقي بهذه السرعة، لسحب البساط من تحت أقدام حماس، التي لن تستطع المجازفة بالتواصل مع الإيرانيين بعد إعدام الرئيس صدام حسين، وما جري بعده من احتقان السنة علي الشيعة، وقد كان واضحاً في بيناها في إدانة الاغتيال السياسي لصدام، وهذا الحال أيضاً، لن يمكنها من عنصر قوة، كانت تأمل فيه لتقوية موقفها في إمكانية رفع لحصار، ولهذا فهي أول الخاسرين من الرد الأميركي السريع الذي سرع في تنفيذ عملية الإعدام وما نتج عنه من اصطفاف حاد بين الطائفتين السنية والشيعية.

ومن العلامات المطلوب التمعن فيها، ما صرح به عجوز السياسة الإسرائيلية، شمعون بيريس من أن إعدام صدام حسين، هي ضرورة تاريخية ومنطوقها السياسي، أن ذلك، هو تتويج للمرحلة الثانية من المخطط الأمريكي في حرب السنة والشيعة، وهو لا يخبئ شيء.

كل هذه العلامات أصبحت عالمكشوف، والسؤال المتبقي الإجابة عليه، هو، ما هي الخطوة القادمة؟ وأقول إن الخطوة القادمة، قد بدأت فعلاً، بالتلويح بإمكانية الشروع بالتفاوض، والوصول إلي اتفاق بين الفلسطينيين وإسرائيل لإنهاء قضية تشغل المسلمين، والعرب، وتوحدهم في المواقف منها وهي القضية الفلسطينية، وذلك لدفعهم بعد هذا، للاشتباك المأساوي المطلوب بين السنة والشيعة لتمرير المخطط الغربي في المنطقة.

وهذا يعيدنا إلي ما كنا نخشى منه، من أن ركوب قضيتنا الفلسطينية في أي من المشاريع، أو المحاور، يشكل خطراً كبيراً علي القضية، ولكن هل يستطيع الشعب الفلسطيني، وقياداته أن يكونوا في عزلة، وأن يحافظوا علي استقلاليتهم؟ هذا سؤال كبير كبر التحدي المطلوب، وكيف نستطيع عمل ذلك؟ ونحن وقضيتنا هي أصل كل ما يدور في المنطقة .

لا أدري، كيف سيكون القرار الفلسطيني، والسياسة الفلسطينية المزدوجة، والمشتبكة، في ظل هذه التجاذبات الخطيرة بالمنطقة، وأعان الله من يقود السياسة الفلسطينية في هذا البحر الهائج من السياسة الدولية المعقدة، والتي تشير إلي خسائر جمة لقضيتنا المتداخلة مع كل مصالح العالم أجمع.

1/1/2007م
[email protected]



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب هو المطية !!!!!
- التقينا .. يوم التقينا !!!
- سنواكِ !!!
- يغرقني حبك سيدتي !!
- الجزء الثالث من قصة زوجتاي !!
- الجزء الثاني من قصة: زوجتاي !!
- لا تمطري قبل الدفء !!
- الجزء الأول من قصة: زوجتاي !!
- أبطالك يا بيت حانون .. جنون !!
- الاحتواء !!! قصة قصيرة
- زرعتك حبيبي !!
- عندما سألت الفيلسوف: عن الخروج عن القانون في مناطق السلطة ال ...
- غزوة حب .. لامرأة جنوبية !!
- عندما سألت الفيلسوف عن مواقف الكتل البرلمانية الأخري من المأ ...
- عندما سألت الفيلسوف عن الجندي الأسير والاجتياح الاسرائيلي ال ...
- عندما سألت الفيلسوف:عن مسئولية الرئيس تجاه الأزمة !!!
- عندما سألت الفيلسوف...عن أفضل برامج الأحزاب- العصابات
- عن (السياسيين) اللئام !!!
- نفسي أشوفك يوم !!!
- بين قبرين !!!


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الشريف - مرحلة جديدة في حرب السنة والشيعة .. وأول الخاسرين حماس !!!