أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حميد الحريزي - ظاهرة اللا التزام















المزيد.....

ظاهرة اللا التزام


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 2179 - 2008 / 2 / 2 - 10:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأسباب والنتائج
المعروف ان الإنسان يتميز عن باقي لكائنات الحية بامتلاكه قيم وأعراف منذ بدائيته وحتى مبعد حداثته وهذه الأعراف والقيم هي ليست تنزيلا منزلا من علي على الإنسان إنما هي ناتجة عن الصيرورة والتطور الاجتماعي والتي تستوجبها ضرورة التنظيم للفعاليات الاجتماعية وانتشالها من الفوضى والا نظام كما هو حاصل لدى اغلب الحيوانات وبدرجات متفاوتة وحسب درجة رقي وتطور كل منها وان هذه المثل والأعراف يلتزم بها الإنسان ضمن الجماعة طوعا وفي السر والعلن الاماندر وتحت ظروف خاصة.
تقاس درجة تطور المجتمع وتقدمه وانسجامه كلما كان منضبط عرفيا ومحمل بقيم تصون وحدته وتطوره وانسجام أفراده وقد يكون بعضها معيقا وعقبة أمام التطور والتقدم حينما تبقى تتمسك بقيم بالية ومتخلفة عن روح العصر.وبالتأكيد فان هذه القيم والأعراف ليست جامدة خالدة وإنما هي عرضة للتبدل والتغير وحسب مايتطلبه ويفرزه الحراك الاجتماعي ولكن ذلك لايحدث على شكل طفرة ولا على شكل ثورة وان حدث بهذه الطريقة فسيعرف بالشذوذ والنشاز وتلقى الردع والرفض من قبل أغلبية المجتمع وتعرض من يقوم بها للعزل والاحتقار وحتى الطرد وربما يتعرض لعقوبة جسدية ايضا قد تصل حد القتل وحسب الحالة الموصوفة،كذلك فان هذه القيم تتميز باستمرار والحياة كبنية فوقية لبنية تحتية معينة حتى بعد ان تتغير هذه البنية التحتية نظرا لما تتميز به من قوة الرسوخ في وعي ولاوعي الإنسان فالآليات التي تتحكم في صيرورتها وزوالها تختلف عن آليات المتغيرات الاقتصادية والعلمية,كذلك فان هناك من القيم والأعراف يفترض ان تتمتع بالدوام والخلود عبر كل التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية ويقاس كمال المجتمع ودرجة رقيه وانسجامه وعدالته بقدر تعزز هذه القيم ورسوخها وتمسك أغلبية إفراد المجتمع بها ومن هذه القيم الشجاعة والوفاء والصدق والتضحية في سبيل الغير والإخلاص والأمانة ويرها من القيم الايجابية في أي من المجتمعات في العالم .
لانريد هنا ان ندخل في باب فلسفة المبادئ والقيم والأخلاق وإنما ماد فعنا إلى ذلك هو طغيان ظاهرة عدم الالتزام في المواعيد وعدم الوفاء لصاحب الفضل وعدم الأمانة وعدم الالتزام بالعهد من قبل الأغلبية الساحقة
من إفراد المجتمع وعلى مختلف المستويات الطبقية والدرجات التعليمية.
فمثلا يجب ان يحضر الأستاذ لقاعة الحاضرات الساعة العاشرة نلاحظ تكرار عدم التزامه بالوقت المحدد بل بعد ساعة أو نصف ساعة دون أي إحراج أو اعتذار أو احترام للزمن كما تشاهد ان باب القاعة لايغلق طوال إلقاء المحاضرات حيث يتقاطر فرادى بعد دخول الأستاذ ودون الالتزام بوقت المحاضرة وبذلك تجري عملية الخرق وعم احترام الوقت من قبل الطرفين.
يعدك ويطالبك بالحضور في لساعة كذا وعند حضورك في الوقت المقرر دون ان يحضر الصديق أو قد يحضر بعد فوات الأوان وقد يكون أحيانا لايتذكر هذا الموعد وهذا الالتزام بالمرة وبدون حياء أو إحراج.
يتفق معك اومع غيرك على سعر سلعة اودار أو سيارة اوغير ذلك وهذا مما يجعلك تدبر أمورك المالية بمختلف الطرق قد يكو بعضها اضطراريا لتفي بالالتزام والاتفاق المبرم بين الطرفين وفي هذا الوقت يخبرك بان قد غير رأيه وأبطل الاتفاق من طرف واحد وهو حر دون أي اعتبار للوضع الذي وضعك فيه .!!!
تدفعك علاقة الصداقة أو علاقة القربى بشخص لشراء سلعة أو شيء ما فيقسم لك بسمو العلاقة وقدسية الصداقة والقربى بأنه ليبيع لغيرك بمثل هذا السعر...وبعد حين تكتشف انه اخذ منك ضعف ماياخذ من الناس الآخرين مستغلا ثقتك به وتصديقك للاقوا له!!!
تطول قائمة الوصف في مثل هذه لممارسات وخوصا في حاضرنا الراهن مما يستوجب وقفة طويلة عند هذا الحال وخصوصا عند مقارنة الأمر على ماسلف من الحقب الزمنية التي عاشها المجتمع العراقي حيث تعتبر مثل هذه السلوكيات شذوذا يتنكر لها عموم أفراد المجتمع العراقي وتسحب المصداقية والاحترام ممن يكشف سلوكه مثل هذه التصرفات المنحرفة حسب رأي غالبية المجتمع مما يحذر التعامل مع هذا الشخص فلا يباع ولا يشترى منه وتقام معه علاقات صداقة ولا يعتز به قريب وقد لايزوج ولايا تمن لاعلى مال ولا أسرار وقد يلحق العار به طوال حياته وبعد مماته تلحق عائلته وأبناءه وأحفاده من بعده.
ان الطامة الكبرى والألم الكبير والشر الخطير ان يسلك اغلب أفراد المجتمع وخصوصا الشباب سلوك اللامبالاة تجاه مثل هذه الأفعال والسلوكيات لابل أصبح من يتمسك بها متلفا ولم يساير حالة التطور والتنوير والتحول الحضاري في المجتمع وفي العالم حيث لم يبقى أي رد فعل واهتمام بمثل هذه القيم ((المتخلفة))
فكما يعبر الدولار الحدود ويكسر القيود دون أي مانع ودون أي رادع كذلك يجب ان يكون سلوك الإنسان يجب ان يكون حرا طليقا متحررا من كل قيد أومن كل حرج صعودا ونزولا سموا ودناءة علوا ورفعة وسقوطا وابتذالا دون أية استغراب أو رفض أو تذمر لافرق لديه ان يكون في جيب عالم أو فيلسوف أو في جيب سارق أو مهرب أو سمسار دعارة.
وقد يصل الأمر بالبعض ليورد لك مثلا السماح بمثلية الجنس في بعض الدول الرأسمالية واعتباره سلوكا مقبولا مكفولا قانونا ومعترف به اجتماعيا .بعكس مما يجب ان يستنتج من هذا السلوك في المجتمعات الرأسمالية وهي تتمادى في تسليع الإنسان والإيغال في الاستهلاك الغير منتج ومن ضمنها العلاقات الجنسية بحرفها عن هدفها الإنساني الطبيعي كمعبر عن استمرا النوع الإنساني وليس للمتعة العابرة فقطمن دن هدف منتج كما هو حال فوضى الإنتاج الرأسمالي حيث الوفرة الهائلة مقابل الموت جوعا لملايين البشر في العالم.
لاشك ان احد أسبابها هو التناقض الصارخ بين القول والفعل لأولي الأمر أباءا جسديين أو روحيين ،وحكاما حيث جمال وكمال في القول ووفرة وإسراف في الوعد بينما يظهر قبح في الفعل وضحالة في الوعد مما زرع حالة عدم الثقة واللامبالاة تجاه كل شيء حيث يعتبر كل ما يقال ويوعد مجرد هراء لايترتب عليه أي اثر قانوني أو أخلاقي ،حيث يسأل المرء نسه مابالي أثقل نفسي بالالتزام وان من يأمرون به الذين يجب ان يكونوا مثلا للالتزام والاحترام للوعود والعهود لايلتزمون وكما يقول القائل الناس على أخلاق حكامهم.
فأي كارثة ستحل في المجتمع ان سادت مثل هذه القيم الفوضوية واللامنتجة لكل القيم والأعراف دون تمييز بين ماهو ايجابي وماهو سلبي تحت يافطة الحرية الفردية والديمقراطية.
ومثل هذا إنما يدل بلا شك احد ابرز علامات التدهور والسقوط الاجتماعي المريع مما يستوجب وضع الخطط العلمية والمناهج التربوية والثقافية والنفسية لإعادة ترميم وزرع القيم الاجتماعية تتميز بالفعالية والايجابية.

بقلم حميد لفته
حركة اليسار الديمقراطي العراقي




#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يغيث أشجار البرتقال؟؟؟
- لكي لاتجنح أجهزتنا الامنية صوب الديكتاتورية
- كيف نرفع الإرهاب عن أجيالنا؟؟؟
- من ينتصر للفلسفة؟؟؟
- هل نكذب ماركس؟؟؟
- صدق (ماركس)وكذب الحاكمون!!
- لن نموت قاعدين
- نداء من اجل الحرية والسلام
- مخاتير (الديمقراطية)
- واقع المرأة العراقية في الماضي والحاضر
- من حكم ودروس المستبدين!!!
- (كاوه الاهوار)
- وسائل ترويض الشخصية العراقية من قبل السلطات الاستبدادية
- ياحضرة النابل see
- رؤية من أجل ِ تحالف قوى اليسار ِ العراقيّ
- متى يدرك الصباح الوطن المستباح؟؟؟؟
- سياحة أم وقاحة !!
- تسليع العارف وتجريف المعروف!!!
- هل من أمل في وثيقة موحدة صادقة مصدقة؟؟؟
- ذكاء (قرود)العولمة!!!


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حميد الحريزي - ظاهرة اللا التزام