أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد الحريزي - تسليع العارف وتجريف المعروف!!!















المزيد.....

تسليع العارف وتجريف المعروف!!!


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 08:19
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


كم بدا غريبا ومثار الاستغراب ماجرى في أواسط الثمانينات صعودا إلى التسعينات والى الآن حول ظاهرة الدروس الخصوصية للطلبة في المدارس الإعدادية نزولا إلى المتوسطة فالابتدائية في حاضرنا العراقي الراهن.
نسال باستغراب كيف يأتي المعلم والأستاذ إلى دار الطالب أو الطالبة لغرض تعليمه أو تدريسه وما هو شعور الطالب حينما يحصل هذا الأمر هل يجلس ام يقف أمام المدرس كيف يسال ويحاور الأستاذ...معلما كان أو مدرسا ناهيك عن الأستاذ الجامعي الذي كنا نتجنب الطريق الذي يسلكه إلا اضطرارا ونقف حين مروره مع تحية إجلال وتكريم عن بعد يعتريها الخوف والتردد ..ونذهب لنخبر أهلنا إننا شاهدنا أو ان المعلم أو المدرس شاهدنا في السوق أو الشارع وقد يسألنا غدا ماذا كنتم تفعلون هناك؟؟؟
ولكن خلال السنوات العجاف التي مر بها العراق ولازال أصبح الأمر مألوفا وعاديا فالطالب والمعلم والمدرس يجلسون في مقهى واحدة أو..أو... يقدم الطالب لأستاذه سيكاره وبيده الثانية مسبحة !! .
المعلمون والمدرسون عرضوا أنفسهم في سوق الشراء لمن يرغب فيهم واخذوا يتنافسون على اقتناص الزبائن الطلبة حيث يتناسب إعداد الطلبة طرديا مع نسبة الناجحين والمتفوقين من وحصولهم على معدلات عالية تؤهلهم لدخول الكليات الراقية كالطب والصيدلة والهندسة الذي يعطيهم الأستاذ الفلاني دروسا خصوصية . هذه الكليات التي تعطي لخريجيها مردودا عالي من الرأسمال الاجتماعي والرأسمال المالي .... اخذ بعض المدرسين يوزعون خلالها مااحرزه طلبتهم الخصوصي من الدرجات العالية لغرض الدعاية والمنافسة مع المدرسين الآخرين ولتكون بابا لرفع تسعيرته مقابل دروسه المتميزة يحاول بشتى الطرق ان يشم رائحة الأسئلة الوزارية لتكون بين أيدي طلبة الخصوصيان لم يكن من واضعيها . وخاصة في الدروس العلمية كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والإحياء واللغة الانكليزية نزولا للغة العربية والإسلامية .
قد يصل عدد الطلبة في الحلقة الواحدة بين 15-20 طالبا أو طالبة وقد تصل المجاميع أكثر من عشرة مجاميع و باجر يصل إلى 500000 ألف دينار بالنسبة لأبناء الطبقة المتوسطة وقد يصل المبلغ ويرتفع والى أضعافه بالنسبة للآباء الأثرياء والذوات الذين يقوم الأستاذ بتدريس أبناءهم وبناتهم في بيوتهم على انفراد وكل مادة بسعر معلوم طبعا بالإضافة للمكرمات من ذوي الجاه والسلطة والمال.
من المؤلم حقا ان هذه الظاهرة أتت بسبب تردي المستوى التدريسي والدراسي في المدارس الحكومية وعدم تهيئة المستلزمات الدراسية وازدواجية المدارس وضالة وعدم كفاية الراتب الذي يتقاضاه المعلم أو المدرس لقاء مايقدمه من العلم والمعرفة وتفرغه للتدريس في المدرسة الحكومية النظامية. وقد وصل الأمر إلى كثرة تغيب المدرسين وعدم إكمالهم للمناهج المقررة للطالب وحالة اللامبالاة وعدم الاكتراث بتوصيل المادة للطالب وتحفيزه على الدرس والمثابرة .
مما دفع الطلبة وأولياء الأمور إلى فقدان الثقة في المدارس النظامية وجعل من دوام أبناءهم وبناتهم فيها أمرا ثانويا بالقياس للدروس الخصوصية المليونية.
من كل ذلك نرى ان المتضرر الأول في هذا الواقع المؤلم هم اغلب الطلبة الفقراء وحتى متوسطي الحال لعدم قدرتهم على دفع ضريبة الدروس الخصوصية الباهظة
الإضرار بسمعة ومكانة المدرسين والمعلمين وتآكل هيبتهم ومكانتهم الاجتماعية ليتم اختزال هذا الذي كاد ان يكون رسولا إلى مجد سلعة معروضة أو عارضة نفسها للبيع في سوق العلم المتردي مما يجعل قلوبنا تعتصر ألما ونحن نستذكر بكل عز وافتخار وإجلال مدرسيينا ومعلمينا اللذين كانوا يضحون براحتهم ووقتهم لإعطائنا دروس إضافية وأسئلة اثرائية بعد الدوام الرسمي وفي حر الصيف اللاهي وبدون ثمن.
كنا ولازلنا نأمل ان تختفي هذه الظاهرة المؤلمة وما يتعرض له أساتذتنا قبل أبنائنا من حالة الإيذاء والإحساس بالمرارة سواء أكانوا مضطرين اومختارين لممارسة التدريس الخصوصي .
ولاشك ان جزءا من هذا التردي ناتج عن ممارسات النظام الدكتاتوري ضمن سياسة التبعيث والتجهيل والتجويع وخصوصا بحق الفئات المتعلمة والمثقفة باعتبارها العدو الحقيقي والخطير ضد الدكتاتورية والاستبداد والقهر فجعل من التعليم مغلقا لحزب السلطة أصبح بالنتيجة مغلقا للجهل والتسيب واتخمت وزارة التربية والتعليم ناهيك عن التعليم العالي بأشباه المتعلمين من ذوي المستوى الدراسي المتردي حيث لاشترط به لدخول كلية التربية أو معهد المعلمين في سنواته الأولى إلا ان يملا استمارة الانتماء للحزب.
وقدا بعد كافة الكوادر التدريسية الكفوءة إلى دوائر أخرى ان لم تجري عملية تصفيتهم بسبب عدم انتمائهم لحزب السلطة.
لانريد في هذه العجالة ان نتعرض إلى سلبيات التعليم الابتدائي والثانوي وحتى الجامعي والعالي في العراق ولكننا نشير هنا إلى مدى ماوصل إليه من سلعة العارف وتجريف المعروف من القيم التربوية والاجتماعية الايجابية وضرورة العمل الجاد وبأسرع وقت لتلافي هذه السلبيات الخطيرة والعمل على رفد المدارس على مختلف المستويات بالملمين والمدرسين الأكفاء وسد الشواغر في المدارس وتكثيف الإشراف التربوي المخلص والنزيه وصاحب الخبرة لمتابعة العملية التعليمية والتربوية في المدارس وتفهم معاناة ومشاكل الطالب والمدرس والعمل على تذليلها
العمل الفوري على تامين مستلزمات العيش الكريم للمعلمين والمدرسين فبدونهم لايمكن بناء جيل بناة المستقبل في وطن حر متحضر وإغلاق الباب تماما بوجه ظاهرة الدروس الخصوصية والتي أصبحت آفة تهدد العملية التربوية برمتها تحت ضغط الحاجة مرة وتحت دافع الكسب الغير مشروع مرة أخرى .وعندما نقول ذلك لاننسى الإشارة إلى روح التضحية والتسامي الأخلاقي والإنساني للعديد من المدرسين والمعلمين اللذين يبذلون جهود استثنائية وبدون مقابل من اجل تفوق الطلبة ونجاحهم وإعادة الحياة للمثل والأعراف الايجابية المشبعة بروح التضحية والمحبة والاحترام التي يتحلى بها المعلم والمدرس وقيم التقدير والاحترام التي يكنها المجتمع له كمربي فاضل لأبنائه وبناته وليست سلعة يمكن ان يشترونها بأموالهم.
ولا يسعنا إلا ان نقف بكل قوة مع أساتذتنا الأجلاء وهم يطالبون بحقوقهم المشروعة ومساواتهم بزملائهم لانقول في السويد بل في كردستان العراق وهي من ابسط حقوقهم.



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من أمل في وثيقة موحدة صادقة مصدقة؟؟؟
- ذكاء (قرود)العولمة!!!
- ذكاء(قرود العولمة)!!!!!
- من حثالة الديكتاتوريات إلى نفايات الديمقراطيات!!!
- من حثالة الديكتاتوريات الى نفايات الديمقراطيات!!!!!
- تهنئة ومساهمة بمناسبة ذكرى مولد الحوار المتمدن
- اطلاق سراح (الابرياء )ممن لم تثبت ادانتهم؟؟!!
- لاحظت برجيله ولاخذت سيد علي
- هل نستورد التمر من الصين؟؟
- طائفيستان يحاضر في حقوق الانسان!!!
- المحاصصة الوظيفية؟؟؟!!
- الشاي في العرف والعلم والتاريخ
- (علاقة الإنسان والحيوان في الريف العراقي )
- اريكا فيلر مطلوبة للفراضة؟؟؟؟
- قول في المراة ج1
- رادله كرون كصوا اذانه
- فائض القيمة وفائض التموينية
- المثقف الاسفنجي؟؟!!!
- كبرياء كلب. قصة قصيرة
- مقامة الديك؟؟؟؟


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد الحريزي - تسليع العارف وتجريف المعروف!!!